الدفاع الكوكبي.. كيفية حماية الأرض من التهديدات الفضائية

تجذب الأرض ما يزيد على مائة طن من الأجسام الصغيرة والغبار من الفضاء يوميًا وفقا لوكالة “ناسا”. معظم هذه المواد تحترق داخل الغلاف الجوي دون أي تأثير في الكوكب.. قد تُنتج القطع الكبيرة خطًا ساطعًا من الضوء يمكن رؤيته في سماء الليل أو نيزكًا صغيرًا.

الغلاف الجوي للأرض، وهو سميك مقارنة بعطارد أو القمر، يخفف من مخاطر هذه الاصطدامات الصغيرة.

لكن الحياة على الأرض قد تغيرت بشكل جذري بسبب اصطدام الكويكبات من قبل.. فوهة “تشيكشولوب”، على سبيل المثال، هي دليل على حدوث اصطدام قوي بكوكب الأرض والذي أدى إلى انقراض الديناصورات.

ويبلغ عمر هذه الفوهة الواقعة في المكسيك نحو 66 مليون سنة، وتشكلت بعد سقوط مذنب مسببًا حجب الشمس وتغيير المناخ.

تعمل أنظمة الدفاع الكوكبي على تحديد الأجسام -التي يحتمل أن تكون ضارة- بالقرب من الأرض. في حين أن هذه الأنظمة لم تحدد أو تتعامل بعد مع أي تهديدات رئيسية فإن ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية (ESA) وغيرهما تستعد لإعادة توجيه أو تدمير الأجسام الخطرة.

اليوم تتولى التلسكوبات في جميع أنحاء العالم مسح السماء بانتظام لتحديد أي أجسام معرضة لخطر الاصطدام بكوكبنا. كما يرصد مركز دراسات الأجسام القريبة من الأرض (CNEOS)، التابع لناسا، مستويات التهديد والبيانات الأخرى حول هذه الأجسام؛ بحيث يكون هناك تحذير قبل اصطدام أي أجسام معروفة بالكوكب.

وفي الوقت نفسه يطور الباحثون طرقًا لتغيير مسار PHOs والدفاع عن الكوكب من الاصطدامات الكارثية.

كيف نعرف ما إذا كان أي شيء مثل الكويكبات أو المذنبات في مسار تصادمي مع الأرض؟

يتم ذلك من خلال اكتشاف أكبر عدد ممكن من الكويكبات والمذنبات في أقرب وقت ممكن، وما اتجاهها.

لحسن الحظ يمكن التنبؤ بحركة الكويكبات والمذنبات ويجب أن نكون قادرين على تحديد ما إذا كان أي منها في مسار تصادمي مع الأرض.

هذا هو السبب في أن ناسا مولت تلسكوبات كبيرة لمسح السماء كل ليلة واكتشاف أكبر عدد ممكن من تلك الكويكبات والمذنبات.

وبمجرد اكتشاف جسم ما تستخدم التلسكوبات قياسات التتبع لتقدير مداره حول الشمس. بالنسبة لمعظم الأجسام لا يقترب مدارها من مدار الأرض ويمكننا استبعاد أي تصادم.

ومع ذلك فإن بعض هذه الأجسام، التي تسمى “الأجسام القريبة من الأرض” (NEOs)، تتبع مدارات يمكن أن تجلبها إلى منطقة الأرض في النظام الشمسي، وهذه الأجسام تحتاج إلى تحليل أكثر تفصيلًا.

لذلك يتم عن كثب مراقبة الأجسام القريبة من الأرض ونرسم بدقة مسارها المستقبلي؛ لتقييم ما إذا كان بإمكانها الاقتراب جدًا من الأرض والتأثير فيها.

هل يمكن أن يصطدم مذنب بالأرض؟

في حين لا يوجد مذنب معروف يمثل تهديدًا في المستقبل فإن تأثيرات المذنبات ممكنة وإن كانت نادرة للغاية. هناك مذنبات أقل من الكويكبات ومداراتها تجعلها قريبة من الأرض بشكل أقل تكرارًا؛ لذلك تمثل المذنبات حوالي 1% من إجمالي مخاطر التأثير.اقرأ أيضًا:

العثور على عينات من كويكب “ريوغو” قد تكشف أسرارًا مذهلة

 

ما هي العوامل التي تسبب تهديد الجسم للأرض؟

العاملان الرئيسيان هما مدار الجسم وحجمه. إذا لم يكن مسار الجسم سوف يتقاطع مع مسار الأرض فهذا ليس تهديدًا.
إذا كان مسار الجسم قد ارتطم فعلينا التفكير في حجمه.
سوف تتفكك الأجسام الصغيرة التي يبلغ حجمها بضعة أمتار أو أقل في الغلاف الجوي ولا تسبب أي ضرر للأرض.يمكن أن تتسبب الأجسام التي يبلغ حجمها عشرات الأمتار في أضرار.

ما هو نظام الدفاع الكوكبي الحالي للأرض؟

 

فوهة بارينجر بولاية أريزونا يبلغ عمقها حوالي 570 مترا
فوهة بارينجر بولاية أريزونا يبلغ عمقها حوالي 570 مترًا

 

تشارك عدة منظمات، بما فيها ناسا والمركز الوطني لاستشعار الأجسام القريبة من الأرض، في تتبع الأجسام القريبة من الأرض وتصنيفها.
في عام 2022 أصبحت مهمة اختبار إعادة توجيه الكويكب المزدوج (DART)، التابعة لناسا، أول مهمة تختبر طريقة عملية لانحراف الأجسام القريبة من الأرض؛ ما يدل على تمكن الوكالة من استهداف وإرسال مركبة فضائية للاصطدام بجسم في الفضاء وبالتالي تغيير مساره.اقرأ أيضًا:اكتشاف أكبر مذنب على الإطلاق.. اعرف التفاصيل

تشمل المنظمات الدولية التي تعمل في مجال الدفاع الكوكبي: الشبكة الدولية للتحذير من الكويكبات، مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، وتشارك كلتا المنظمتين في مؤتمرات التخطيط العالمية والتدريبات للدفاع عن الكواكب.

في عام 2016  أنشأت ناسا مكتب تنسيق الدفاع الكوكبي الخاص بها لإدارة شبكة من الشراكات والمشاريع داخل الولايات المتحدة.

التلسكوبات

أحد التلسكوبات الفضائية التي تستخدم بانتظام لعمليات البحث عن الأجسام القريبة من الأرض هو NEOWISE.

أطلق التلسكوب في البداية مستكشف المسح بالأشعة تحت الحمراء واسع المجال (WISE).

ما مدى الخطورة على الأرض؟

الأجسام القريبة من الأرض التي يحتمل أن تكون خطرة هي الكويكبات وغيرها من الحطام الفضائي على بعد حوالي (48 مليون كم) من الأرض والتي يمكن أن تكون كبيرة بما يكفي لإحداث إصابات جماعية وأضرار للكوكب، وفقًا لمختبر الدفع النفاث التابع لناسا.

واعتمادًا على حجمها وسرعتها وزاويتها ومنطقة الارتطام يمكن لهذه الأجسام أن تهدد بلايين الأرواح عند الارتطام.

الأجسام الأصغر

الأجسام الأصغر يمكن أن تشكل تهديدا أيضًا. على سبيل المثال: في عام 2013 تحطم كويكب يبلغ عرضه حوالي 56 قدمًا فوق مدينة تشيليابينسك في روسيا؛ ما أدى إلى تحطيم الزجاج وإصابة مئات الأشخاص.

وفي عام 1908 انفجر جسم يقدر بطول 130 قدمًا (40 مترًا) فوق تونجوسكا بروسيا ، وسوّى الأشجار بالأرض على مساحة 825 ميلًا مربعًا (2 كيلو متر مربع).

ومنذ حوالي 137 عامًا اصطدمت صخرة يبلغ قطرها حوالي 50 قدمًا بما يعرف الآن بولاية أريزونا، تاركة وراءها فوهة
بارينجر”.

 

المصدر

اقرأ أيضًا:

الرابط المختصر :

التعليقات مغلقة.