تطبيقات الذكاء الاصطناعي.. هل تعالج الاضطرابات العقلية؟

معالجة الإضطرابات العقلية

لك أن تتخيل اختبارًا سريعًا مثل قياس درجة حرارة جسم الإنسان أو قياس ضغط الدم الذي يمكن أن يحدد بشكل موثوق اضطراب القلق أو يتنبأ بانتكاس اكتئابي وشيك، وكيف سيتطور ذلك الاختبار إذا تدخلت تطبيقات الذكاء الاصطناعي، فلدى مقدمي الرعاية الصحية العديد من الأدوات لقياس الحالة الجسدية للمريض ومع ذلك لا توجد مؤشرات حيوية مضبوطة وموثوقة كما أنه لا توجد مؤشرات موضوعية للحالات الطبية التي لوحظت من الجانب الخارجي أو الملموس لجسم المريض؛ لتقييم الصحة العقلية له.

 

ولكن بعض الباحثين في مجالات تطبيقات الذكاء الاصطناعي يعتقدون أن صوت الإنسان -على سبيل المثال- قد يكون المفتاح لفهم حالته العقلية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي مناسبة تمامًا لاكتشاف مثل هذه المتغيرات، وهي مجموعة من التطبيقات والأدوات عبر الإنترنت المصممة لتتبع حالة الإنسان العقلية، إلى جانب البرامج التي تقدم  تقييمات الصحة العقلية في الوقت الفعلي لمراكز الاتصال ومقدمي خدمات الرعاية الصحية عن بُعد.

رأي علماء النفس في تطبيقات الذكاء الاصطناعي 

تؤكد ماريا إسبينولا Maria Espinola؛ عالمة النفس والأستاذة المساعدة في كلية الطب بجامعة سينسيناتي الامريكية، أن علماء النفس يعرفون منذ فترة طويلة إمكانية اكتشاف بعض مشكلات الصحة العقلية من خلال الاستماع إلى ما يقوله الشخص، ليس ذلك فحسب بل كيف يقوله.

وتضيف الدكتورة إسبينولا أن المرضى المكتئبين يكون حديثهم بشكلٍ عام أكثر رتابة وتملقًا ونعومة، كما يكون لديهم أيضًا نطاق نغمة أقل وحجم صوت أقل، وهم يتوقفون في كثير من الأحيان عن الكلام.

 

كيفية الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في علاج الاضطرابات العقلية

تتم الاستفادة من هذه الأنواع من تطبيقات الذكاء الاصطناعي عن طريق الميزات الصوتية من قِبل باحثي التعلم الآلي بهدف التنبؤ بالاكتئاب Depression والقلق Anxiety، بالإضافة إلى الأمراض العقلية الأخرى مثل: الفصام Schizophrenia واضطراب ما بعد الصدمة post-Traumatic Stress Disorder، كما يمكن أن يكشف استخدام خوارزميات التعلم العميق Deep-Learning عن أنماط وخصائص إضافية كالتي يتم التقاطها في التسجيلات الصوتية القصيرة، والتي قد لا تكون واضحة حتى للخبراء المدربين.

ويمكن للتكنولوجيا وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التي يتم استخدامها الآن استخراج ميزات يمكن أن تكون ذات مغزى حتى الأذن البشرية لا تستطيع التقاطها، كما أن هناك الكثير من الإثارة حول العثور على مؤشرات بيولوجية أو أكثر موضوعية للتشخيصات النفسية التي تتجاوز الأشكال التقليدية للتقييم المستخدمة، كما في المقابلات المباشرة مع الطبيب أو مقاييس التقرير الذاتي Self-Report Measures؛ حيث تشمل القرائن الأخرى التي يتتبعها الباحثون: التغييرات في مستويات النشاط وأنماط النوم وكذلك بيانات وسائل التواصل الاجتماعي.

وتأتي هذه التطورات التكنولوجية في وقت نحن في أمس الحاجة إلى رعاية الصحة العقلية، ووفقًا لتقرير صادر عن التحالف الوطني للأمراض العقلية National Alliance on Mental Illness عانى واحد من كل خمسة بالغين في الولايات المتحدة من مرض عقلي في عام 2020، وما زالت الأرقام تواصل ارتفاعها المطرد.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي

وعلى الرغم من وجود تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال معالجة الاضطرابات العقلية يقول بعض المختصين في المجال إن التكنولوجيا لا يمكنها معالجة ندرة مقدمي الرعاية الصحية العقلية المؤهَّلين؛ إذ لا يوجد ما يكفي تقريبًا لتلبية الاحتياجات، ولكن هناك أملًا في أنها قد تخفض الحواجز أمام تلقي التشخيص الصحيح، كما تساعد الأطباء في تحديد المرضى الذين قد يترددون في طلب الرعاية وتسهيل المراقبة الذاتية بين الزيارات، كما يمكن للتكنولوجيا أن توفر إمكانية تحسين المراقبة Monitoring والتقييم Assessment بطريقة أكثر استمرارية.

 

 أمثلة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في معالجة الاضطرابات العقلية

لاختبار هذه التكنولوجيا الجديدة يمكن تنزيل تطبيق Mental Fitness من Sonde Health وهي شركة تكنولوجيا صحية لمعرفة مدى شعور شخص ما بالضيق وما إذا كانت تصرفاته علامة على شيء خطير، أو ما إذا كان يعاني من شيء ما، وهو تطبيق مجاني لتتبع اللياقة العقلية ويعمل عن طريق التوجيهات الصوتية، ومن شأنه أن يصنف الصحة العقلية لمستخدم التطبيق على مقياس من 1 إلى 100.

ويقيس التطبيق مستوى الحياة في صوت المستخدم، وما إذا بدا رتيبًا بشكل ملحوظ أو حاول التحدث بهدوء متعمَّد، كما يقدم اقتراحات للمستخدمين لتحسين لياقتهم العقلية؛ من خلال بعض التوجيهات مثل الخروح في نزهة أو التخلص من بعض الممارسات التي يمكن أن تكون مضرة بالصحة العقلية.

 

وتطبيق StressWaves مجاني متاح على الإنترنت من Cigna وهي مجموعة للرعاية الصحية والتأمين، وتم تطويره لتقييم مستويات التوتر باستخدام عينات مدتها 60 ثانية من الكلام المسجل، ويقوم التطبيق بقياس مستوى التوتر والسؤال عن مجموعة من الممارسات المعتادة للمستخدم وبعدها يعطي النتائج المستخلصة من إجابات مستخدم التطبيق، وقياس ما يمكن قياسه من نبرة صوته ثم تقديم النتائج لتحسين اللياقة الذهنية.

 

وعلى الرغم من المزايا التي تقدمها تطبيقات الذكاء الاصطناعي في معالجة الاضطرابات العقلية فما زال العديد من الخبراء يبدون تخوفهم من دخول الذكاء الاصطناعي وتقنيات التعلم الآلي في هذا المجال، إلا إذا كان هناك بعض الإشراف البشري خلال مرحلة تدريب البرنامج على الأقل، وحتى ذلك الحين تظل تقنية تحليل الصوت المدعومة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي أداة واعدة ولكنها غير موثوقة ولا يمكن المجازفة بها.

الرابط المختصر :
اترك رد