يواصل الآلاف من العلماء والمهندسين والخبراء والمهنيين الآخرين في جميع أنحاء العالم أداء المهام المتعددة التي تكلفهم بها “ناسا”، ولكن من المكاتب المنزلية وعبر اجتماعات الفيديو؛ وذلك للحد من انتشار وباء “كوفيد -19″، فعن بُعد تسعى الوكالة بقوة في كل شيء؛ من استكشاف الفضاء إلى استخدام التكنولوجيا والابتكار.
دراسة مدى استجابة الأرض للحجر الصحي
تدرس وكالة “ناسا” مدى استجابة كوكبنا للتغيرات في أنماط النشاط البشري بسبب الحجر الصحي “كوفيد-19″، وعلى المدى القصير، توفر أقمار وكالة “ناسا” الصناعية معلومات موضوعية ودقيقة في وقتها المناسب، حول الإمدادات الغذائية الوطنية والعالمية التي ستساعد في دعم وزارة الزراعة الأمريكية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والوكالات العالمية التي تشرف على الأمن الغذائي.
ويمكن للعلماء تتبع التغيرات في جودة الهواء في فترة الحجر المنزلي التي يمر بها العالم، مثل انخفاض ثاني أكسيد النيتروجين، وهو ملوث رئيسي للهواء، فوق المناطق الحضرية الكبرى حول العالم، وتساعد “الوكالة”، الباحثين في رؤية أضواء الأرض ليلًا وتتبع أنماط استخدام الطاقة والنشاط البشري حول العالم
"ناسا" تجيب عن أسئلة "كوفيد-19" بالذكاء الاصطناعي
تساعد “ناسا” مجتمع البحث في معالجة الأسئلة العلمية المتعلقة بـ “كوفيد-19″؛ حيث استخدم مختبر الدفع النفاث (JPL) التابع لناسا في كاليفورنيا الذكاء الاصطناعي وتقنيات اللغة الطبيعية للتشخيص الطبي، والكشف عن المعلومات المتعلقة بالمخدرات والأدوية من قاعدة بيانات تضم أكثر من 25000 منشور، وتساعد المعلومات في إلقاء الضوء على انتقال الفيروس واحتضانه واستقراره البيئي.
ويعمل مركز تابع لوكالة “ناسا” أيضًا على تحليل كميات معقدة للغاية وعالية من البيانات؛ للمساعدة في التغلب على جائحة “كورونا”، ولتزويد باحثي “كوفيد-19” بإمكانية الوصول إلى أقوى موارد الحوسبة عالية الأداء في العالم التي يمكن أن تعزز بشكل كبير من سرعة الاكتشاف العلمي في المعركة لوقف الفيروس.
ويمكن للحوسبة المعقدة معالجة أعداد هائلة من الحسابات المتعلقة بالمعلوماتية الحيوية وعلم الأوبئة والنمذجة الجزيئية؛ ما يساعد العلماء في تطوير إجابات للأسئلة العلمية المعقدة حول “كوفيد-19″، خلال ساعات أو أيام مقابل أسابيع أو أشهر.
المعلومات مفتوحة المصدر تساهم في العلاج
تتيح وكالة “ناسا” الوصول إلى الجزء الكامل من موارد الحوسبة الفائقة المخصصة للأولويات خارج نطاق أبحاث الطيران والفضاء التابع للوكالة، ويشمل الوصول للمعلومات التي توفرها “ناسا”: التخزين وتقديم الدعم لمساعدة الباحثين في نقل تطبيقاتهم إلى أنظمة الحوسبة التابعة لـ “ناسا”، وتشغيل تطبيقاتهم، واكتشاف المشكلات وإصلاحها.
وتستكشف وكالة “ناسا” طرقًا إضافية للاستفادة من خبراتها وقدراتها في التغلب على جائحة “كورونا”؛ حيث يمكن للموظفين تقديم أفكار للحلول ذات الصلة بـ “كوفيد-19″، وتركز الدعوة إلى الأفكار على الاحتياجات العاجلة المتعلقة بمعدات الحماية الشخصية وأجهزة التهوية ومراقبة انتشار الفيروس وتأثيراته والتنبؤ به، ولكن أي فكرة مرحب بها.
الحفر عن بُعد
يواصل مركز النمذجة المنسقة المجتمعية المشترك بين الوكالات دعم وحماية المهام الآلية لوكالة ناسا من خلال مراقبة طقس الفضاء، كما تراقب “ناسا” الشمس على مدار 24 ساعة في اليوم، سبعة أيام في الأسبوع؛ من خلال مهماتها، مثل مرصد الديناميكيات الشمسية ومرصد العلاقات الأرضية الشمسية، ومراقبة الكويكبات، واكتشاف وتمييز الأجسام القريبة من الأرض التي يتم تكبيرها، وأجرى فريق علوم الفضول المريخي أول نشاط له في “الحفر أثناء العمل عن بُعد”.
وتستمر البيانات العلمية في الانتقال من محطة الفضاء الدولية، بما في ذلك من NICER، مع الحفاظ على خططها المستهدفة مرتين في الأسبوع؛ حيث تم اكتشاف خلل في مغناطيس اكتشفه NICER واكتشاف أن عابر الأشعة السينية هو في الواقع نظام ثنائي نجمي نيوتروني مع كسوف، بالإضافة إلى ذلك، بدأت NICER لتوها دورة المراقبين الضيفين الثانية؛ إذ توفر البيانات للفرق الخارجية التي فازت بوقت محدد بشكل تنافسي.
العمل دون انقطاع
على الرغم من أن الاستشارات الصحية أوقفت حملات أبحاث علوم الأرض المحمولة جوًا من وكالة ناسا مؤقتًا، إلا أن مهامها الفضائية الخمس عشرة لرصد الأرض وستة أجهزة في محطة الفضاء الدولية تعمل دون انقطاع، وتتبع التغييرات الطبيعية والتي يقودها الإنسان في كوكبنا، وكذلك البداية لجمع البيانات عن الاختلافات الناتجة عن استجابة النشاط البشري لــ “كوفيد-19”.
وتواصل أبحاث بيولوجيا الفضاء التابعة لناسا دراسة الأعمال الأساسية لجسم الإنسان ونظائر الكائنات الحية، ويدرس العلماء أجهزة المناعة والعظام والعضلات والقلب، وحتى كيف تتفاعل أجسامنا مع الكائنات الحية الدقيقة في البيئة الفريدة للفضاء؟ ليتحول هذا البحث الأساسي إلى علاجات أفضل للمرضى.
إذن، من التحكم في المركبات الفضائية وجمع البيانات عن بُعد، إلى إدارة عمليات المهمة وإجراء البحوث، ستواصل وكالة ناسا العمل من أجل الأمة مع حماية صحة وسلامة القوى العاملة لديها.
المصدر: NASA Science Keeps the Lights On: Nasa
Leave a Reply