بدلًا من الاستديو التحليلي.. هل يحلل الذكاء الاصطناعي مباريات كرة القدم؟

كرة القدم والذكاء الاصطناعي
كرة القدم والذكاء الاصطناعي

هل من الممكن أن يحلل الذكاء الاصطناعي مباريات كرة القدم بدلًا من الاستديوهات التحليلة؟ خاصة أننا في عصر تعتمد فيه كرة القدم بشكل متزايد على البيانات. التي تؤدي دروًا أساسيًا في تحديد أسعار اللاعبين. بناء على القدرات البدنية.

ولكن يصعب الحصول على إحصائيات ترصد بدقة الصفات النفسية للاعبين، مثل: التحكم العاطفي والقيادة.

مستقبل كرة القدم والذكاء الاصطناعي

تستخدم أندية الدوري الإنجليزي الممتاز تقنية تهدف إلى المساعدة على اختيار اللاعبين واستقطابهم. ومنها نادي برايتون.

ووفق تقرير صحيفة “الجارديان” البريطانية، الذي اطلع عليه “عالم التكنولوجيا”. فإن حساب عدد المرات التي ييشير فيها اللاعبون أو يتحدثون مع بعضهم البعض على أرض الملعب لا يخبرنا إلا بجزء من المعركة العقلية التي يتم لعبها.

كيف يحلل الذكاء الاصطناعي مباراة كرة قدم؟
كيف يحلل الذكاء الاصطناعي مباراة كرة قدم؟

 

فيما يقول “ياو أمانكواه”؛ مدافع سابق في دوري الدرجة الأولى بالنرويج والدنمارك. وهو يعمل الآن محللًا رياضيًا: “عندما تُبعد نظرك عن الكرة تجد كنزًا من المعلومات. لأنه بمجرد أن تتجاهل التكتيكات وتنظر فقط إلى الجانب النفسي للعبة واللاعبين من خلال هذه العدسة. تجد رسائل خفية تُظهر ما إذا كان اللاعبون واثقين جدًا من أنفسهم أو عدوانيين أو منعزلين في خطوط متباعدة داخل المستطيل الأخضر”.

وأضاف: على سيبل المثال عندما يسدد لاعب كرةً قويةً من مسافة 20 ياردة، لكنا تتجه نحو المدرجات وليس المرمى. وبعد 45 ثانية يتلقى تربيتةً مُعزيةً على ظهره من زميله في الفريق.

ويصف “ياو أمانكواه” ذلك بإنها لحظة عابرة قد يغفل عنها المشجعون ووسائل الإعلام وحتى المدربون، لكنها، بالنسبة للاعب محترف سابق، تُجسد حسًا قياديًا هادئًا. موضحًا: “اعرف الإشارات والسلوكيات البسيطة التي يجب أن تتعلمها لتؤدي عملك بفاعلية في ملعب كرة القدم”.

الثبات الانفعالي

على مدار السنوات الست الماضية حلل “جير جورديت”؛ أستاذ علم النفس، آلاف الساعات من لقطات المباريات بجميع أنحاء العالم. بما في ذلك: مقاطع فيديو لجميع لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري السوبر للسيدات.

وكانت النتيجة مجموعة بيانات تحتوي على أكثر من 100 ألف ملاحظة فريدة. ما مكن الثنائي عبر شركتهما “إنسايد آوت أناليتيكس”. من إنشاء تصنيف بديل للاعبين وفقًا لأنواع مختلفة من السلوك.

ويمكن للمعلومات أن توضح، على سبيل المثال: ما إذا كان التحكم العاطفي لدى مدافع ما، مقارنةً بتحكم الخصوم وزملائهم في نفس المركز. يضعه ضمن أفضل 5% من هؤلاء اللاعبين في الدوري.

وكما يقول “جورديت”: “إنه عالم جديد ينفتح حتى يعطي للأندية معيارًا مرجعيًا للحالة النفسية للاعبين، وهذا أمر بالغ الأهمية لأنه يمكنك النظر إلى سلوكيات معينة. ويمكنك إحصاء عدد مرات حدوثها في مواقف معينة، لكن معظمهم سيظلون غافلين عن معنى ذلك”.

بايرن ميونيخ

يأتي النادي البافاري من بين الأندية الرائدة التي جربت المنصة، مستخدمة التقنية خلال فترة تولي “جوليان ناجلسمان” منصب المدير الفني.

ويقول ماكس بيلكا؛ عالم النفس السابق في بايرن ميونيخ، والذي يعمل الآن مع “برايتون”: “في حين يلخص “جوليان” بعد كل مباراة ملاحظاته حول وضعية كل لاعب وحركات رأسه وحركات يديه. على سبيل المثال لا الحصر: يرصد بعض عناصر لغة الجسد في  صفحة واحدة للأداء النفسي للفريق. ومن ثم يقدمه إلى إدارة التدريب. وكانت هذه البيانات من بين عدة مجموعات من المعلومات التي كان “ناجلسمان” ومساعدوه يراجعونها قبل اختيار الفريق.

فيما كان هذا عاملًا في تحديد خيارات اللاعبين، وعليهم أن يفكروا فيما إذا كانوا يريدون قائدًا في خط دفاعهم. أم أنهم يريدون خيارًا مختلفًا في الشخصية.

لغة الجسد

كما تمكن اللاعبون من الوصول إلى تحليل شخصيتهم في اللعب”. يقول “بيلكا”: “كان هناك مدافع مهتم جدًا بالنتائج. كيف يستخدم لغة جسده لقيادة الفريق وإرشاده إلى طريقة اللعب. لا يحدث ذلك بين عشية وضحاها، ولكن إذا كانت لديك نقطة انطلاق لكيفية سير الأمور على أرض الملعب يصبح العمل عليها أسهل بكثير.

ويستخدم “بيلكا” بعض التقنيات التي استخدمها في ميونيخ لتحليل سلوك لاعبي برايتون على أرض الملعب.

فيما يستخدم “جورديت” و”أمنانكواه” الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد بدلًا من الترميز اليدوي الذي كان يستهلك الكثير من وقتهما.

يقول جورديت: “قريبًا لن يكون لدينا حد أقصى لعدد الفرق التي يمكننا تحليلها في أي وقت. وعندها يمكننا البدء فعليًا بإبلاغ الأندية بالتعاقدات الجديدة المحتملة. مع تسليط الضوء على لاعب لم يكونوا على علم به من قبل. أو تأكيد أو الاعتراض على قرار بيع ناشئ”. إذ يمكنهم القول: “نعم، يبدو أن هذه صفقة جيدة’، أو: “بالنظر إلى هذه المقاييس هناك علامة تحذير كبيرة هنا بشأن اللاعب”.

الرابط المختصر :