ما هو مستقبل السياحة الفضائية؟

عالم التكنولوجيا    ترجمة

إن السياحة الفضائية هي عبارة عن سوق متنامية يُتوقع أن تبلغ قيمتها 3 مليارات دولار على الأقل بحلول عام 2030. ونظرًا لأن شركات مثل “SpaceX” تختبر تكنولوجيا الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام لجعل رحلات الفضاء أكثر تكلفة ويمكن الوصول إليها من قِبل البشر، فإن الشركات الخاصة الأخرى، بما في ذلك “Virgin Galactic” و”Blue Origin”، تستثمر في سياحة الفضاء شبه المدارية لنقل البشر إلى الفضاء والعودة منه.

وفي حين أن الركاب الأثرياء والباحثين من القطاع الخاص فقط هم من يمكنهم الوصول إلى سياحة الفضاء في المستقبل القريب، فإن المدى الطويل يحمل وعودًا للمواطنين العاديين.

ويلعب تطور التكنولوجيا دورًا حيويًا في إرسال المزيد من السياح إلى الفضاء وستحدد بعض الاتجاهات المؤثرة مستقبل السياحة الفضائية، جنبًا إلى جنب مع التقدم الذي نحققه داخل وخارج كوكبنا.

– الرحلات التجارية شبه المدارية

تختبر شركة “Blue Origin”، بدعم من “جيف بيزوس”، نظام New Shepard الذي سيطلق العملاء إلى حافة الفضاء في كبسولة تنفصل عن صاروخ صغير وتتراجع إلى الأرض، بينما تعتمد شركة ” Virgin Galactic”، لـ “ريتشارد برانسون”، على طائرة فضائية تسقط من طائرة حاملة، بمحرك صاروخي يتسارع ويأخذ الركاب عاليًا في الغلاف الجوي.

وقد تم أيضًا تصميم أنظمة النقل الخاصة بالشركتين لنقل الركاب لمسافة تزيد على 50 ميلًا فوق الغلاف الجوي للأرض؛ ما يتيح للعملاء تجربة الشعور بانعدام الوزن لبضع دقائق. وستطلق شركة “SpaceShipTwo”، التابعة لشركة “Virgin Galactic”، اختبارها القادم لرحلات الفضاء البشرية في 11 ديسمبر مع ظهور شركة “Blue Origin” في أوائل عام 2021.

وتوفر هذه الرحلات الفضائية القصيرة فرصًا للسياحة والبحث العلمي وتقدم تجارب فريدة لرصد الفضاء في مسارات مختلفة. ورغم ذلك أفادت بعض التقارير الحديثة بوجود مخاوف بشأن تراجع الاهتمام العام بالسياحة شبه المدارية؛ بسبب التكاليف المرتفعة، وقد يؤدي ذلك إلى انكماش السوق.

لكن هناك بعض الأمل؛ حيث يتطلع بعض الخبراء إلى الرحلات التجارية شبه المدارية لتحل محل السفر الجوي لمسافات طويلة، والتي يمكنها في النهاية تلبية احتياجات المواطنين العاديين. على سبيل المثال: تخطط شركة “SpaceX” لاستخدام مركبة Starship الخاص بها لنقل 100 شخص حول العالم في دقائق معدودة. وقد ذكرت الشركة أن رحلة طيران مدتها 15 ساعة إلى شنغهاي من نيويورك ستكون قادرة على الطيران في 39 دقيقة.

وفقًا للتقارير إذا كان 5٪ فقط من متوسط ​​150 مليون مسافر، يسافرون في رحلات 10 ساعات أو أطول، يدفعون 2500 دولار لكل رحلة، فقد ترتفع العائدات إلى 20 مليار دولار سنويًا.

– الإجازات المدارية

وتولي الوكالات الحكومية وشركات الفضاء الخاصة اهتمامًا أيضًا بالسياحة المدارية، والتي تستلزم البقاء في الفضاء لمدار واحد كامل على الأقل، وذلك لهدف طويل الأجل وهو العيش على القمر والمريخ.

وتخطط مشاريع خاصة بشركات: “Boeing” و”SpaceX” و”Axiom Space” لبدء إرسال السياح إلى محطة الفضاء الدولية على متن مركبة فضائية تجارية تبدأ في وقت مبكر من هذا العام. وتشارك شركة “SpaceX” كذلك مع “Space Adventures” لإرسال أربعة سائحين إلى مدار أرضي منخفض لبضعة أيام في أواخر عام 2021 أو أوائل عام 2022.

ونظرًا لأن المزيد من الشركات تفكر بالسياحة في الفضاء فمن المقرر أن تصبح الإجازات المدارية اتجاهًا شائعًا. ومن المتوقع أن تنتشر البنية التحتية لقضاء العطلات المدارية، بما في ذلك الفنادق المدارية والفنادق القائمة على سطح القمر؛ حيث جمعت شركات البنية التحتية الفضائية بالفعل 3.6 مليار دولار  حتى الآن هذا العام.

وفي الوقت الحالي لا يزال الكثير من تلك البنى التحتية في المراحل الأولية، ولكن قد يكون النهج الأول هو إنشاء فنادق ذات مدار منخفض. وتشمل أحد تصميمات الفنادق إرسال الضيوف في منطاد مملوء بالهيدروجين مع كبسولة مضغوطة، وذلك باستخدام جاذبية الأرض. وتشمل الخيارات الأخرى تصميم أو تجديد محطة فضائية موجودة لاستيعاب الضيوف.

على سبيل المثال: محطة “أورورا” هي عبارة عن فندق فاخر مخطط له يستضيف ستة ضيوف مقابل 9.5 مليون دولار لمدة 12 يومًا في مدار أرضي منخفض، وسيكلف هذا المشروع 9.5 مليون دولار للرحلة. إنه غالي الثمن لكن الخبراء يتوقعون أن تنخفض الأسعار مثلما حدث في صناعة التكنولوجيا لأجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة.

– رعاية الفضاء والاقتصاد العالمي

تستثمر شركات الفضاء الخاصة بشكل كبير في السياحة الفضائية، كما تعتبر العديد من الشركات أن الوصول إلى الفضاء عامل مساعد لفرص أوسع للاستثمار.

وسيدخل المزيد من المهندسين _من الجيل التالي_ إلى قطاع السياحة الفضائية لتوفر فرص الابتكار، وبالطبع هناك عوامل أساسية تتعلق بالسلامة والراحة والصحة يجب مراعاتها. كما يجب إجراء الفحوصات الطبية قبل أن يتوجه السائحون إلى الفضاء.

أخيرًا ستكون السياحة الفضائية قطاعًا فرعيًا صغيرًا لهذه الصناعة الشاسعة، لكنها ستدعم صناعة بأكملها. وبمجرد أن تصبح السياحة الفضائية سائدة فإنها ستؤثر أيضًا بشكل إيجابي في العديد من العوامل الاجتماعية والاقتصادية على الأرض مثل: توفير فرص العمل، وتثقيف المواطنين حول الفضاء، وتعزيز البنية التحتية للطاقة الشمسية الجديدة.

المصدر:

The future of space tourism: op-ed

 

اقرأ أيضًا:

“ناسا” تستخدم الذكاء الاصطناعي في التقاط صور أفضل للشمس

 

 

اقرأ أيضًا:

الرابط المختصر :
اترك رد