وضع ألواح شمسية بالمطارات.. تجربة جديدة توفر المزيد من الطاقة

عالم التكنولوجيا      ترجمة 

 

لا تكون المطارات عادة محاطة بالأشجار، بل في الغالب بمساحات واسعة ومليئة بأشعة الشمس. تخيل الآن أسطح هذه المطارات مرصعة بمصفوفات الألواح الشمسية.

هذه ليست رؤية خيالية لمستقبل التكنولوجيا الخضراء، ولكنها موضوع بحث جديد في معهد ملبورن الملكي للتكنولوجيا (جامعة RMIT).

وهناك قام العلماء بدمج بيانات العالم الحقيقي في برنامج برمجي. وتظهر النتائج، التي نُشرت في مجلة “هندسة البناء”، أنه إذا قامت أستراليا بتركيب الألواح الشمسية فوق جميع مطاراتها المملوكة للحكومة، البالغ عددها 21 مطارًا، يمكن أن تنتج البلاد ما يقدر بنحو 466 جيجا وات في الساعة من الطاقة الكهربائية كل عام، هذا يكفي لتشغيل حوالي 136000 منزل سنويًا.

يقول “تشاين صن”؛ المحاضر الأول في جامعة RMIT، وأحد العلماء المشاركين في الدراسة الجديدة: “أستراليا تواجه أزمة طاقة، لكن أسطح المباني في المطارات تُهدر؛ لذلك فإن استغلال مصدر الطاقة هذا من شأنه أن يتجنب حرق 63 كيلو طن من الفحم في أستراليا كل عام، وهي خطوة مهمة نحو مستقبل خالٍ من الكربون”.

  • كيف توصل العلماء إلى هذه الأرقام؟

أولًا قام العلماء بتحديد جميع العقارات الموجودة بالقرب من 21 مطارًا اتحاديًا في أستراليا، ووصلوا إلى إجمالي 2.61 كيلومتر مربع من المساحة المتاحة. بعد ذلك قارنوا كمية الطاقة التي يمكن أن تولدها الدولة من خلال الألواح الشمسية على هذه الأسطح التجارية، مقابل كمية الطاقة المتولدة حاليًا باستخدام الألواح الشمسية في المناطق السكنية.

ونظرًا لأن الأسطح السكنية عادةً ما يتم بناؤها بزاوية -ما يؤدي إلى إنشاء بنايات مائلة معرضة للظلال من الأشجار والهياكل الأخرى- فقد يكون من الصعب تجميع الطاقة الشمسية بشكل وافر. وفي الوقت نفسه عادة ما تكون الأسطح التجارية مسطحة وخالية من العوائق. في الواقع وجد علماء جامعة RMIT أن الألواح الشمسية المثبتة على الأسطح التجارية يمكن أن تجمع طاقة 10 مرات أكثر من تلك المثبتة على الأسطح السكنية.

  • كيف تستفيد المطارات من هذه الخطة؟

هناك الكثير من الطاقة بالطبع. يمكن أن يقلل هذا النهج من تكاليف التشغيل الإجمالية عن طريق تقليل تكلفة الطاقة العامة في المطار، ويمكن أن تعوض الأسطح الشمسية أيضًا كمية كبيرة من انبعاثات الكربون في المطارات.

ولدى دولة أستراليا وضع خاص، فهي دولة هائلة ذات عدد سكان صغير نسبيًا والكثير من أشعة الشمس؛ لهذا السبب أصبحت البلاد رائدة عالميًا في البنية التحتية للطاقة المتجددة، حتى إنه يتم استخدامها للمساعدة في استقرار الشبكات الريفية التي كانت تكافح في السابق، وقدحقق رجل الأعمال والملياردير “إيلون ماسك” نجاحًا هائلاً هناك، مع وجود بطاريات تخزين في جنوب أستراليا.

وباستخدام مجموعتها المتزايدة من مزارع البطاريات والشبكات الصغيرة، يمكن لأستراليا تخزين الطاقة الشمسية المتولدة في المطارات وإعادتها إلى الشبكة أثناء فترات الانقطاع أو في أوقات ذروة الاستخدام، وأصحاب المنازل الذين لديهم الألواح الشمسية مرحب بهم لتوصيل أجهزتهم. لكن الباحثين يقولون إن الطلب على الطاقة على نطاق واسع يتطلب إنتاج متزايد للطاقة في شكل مشاريع أكبر مثل شبكة افتراضية للطاقة الشمسية في المطارات.

وسيكون من الصعب إحياء هذه الفكرة في الولايات المتحدة؛ حيث يعتقد نصف الأمريكيين تقريبًا أن صنع السياسة البيئية لا يفيد أو يضر أكثر مما ينفع، وفقًا لبيانات أبريل 2020 لمركز بيو للأبحاث.

وعلى الرغم من أن بعض المطارات، مثل مطار دنفر الدولي، قد تبنت بالفعل مشروع الألواح الشمسية، إلا أنه سيكون مشروعًا مكلفًا لتعديل الألواح لتناسب أسطح المنازل القديمة. ثم هناك القضية الأخرى لضوء الشمس؛ حيث يتم الحصول على القليل منه في أجزاء معينة من الولايات المتحدة، وفي أماكن مثل دنفر هناك ثلج سيعوق عمل تلك الألواح.

وعلى الرغم من ذلك تستعد أستراليا لإجراء التغيير، وربما هذا النوع من قصة النجاح وإثبات الفوائد الاقتصادية ذات الصلة التي تأتي معها يمكن أن تؤثر في أصحاب المصلحة الرئيسيين بالولايات المتحدة.

اقرأ أيضًا:

تغطية قنوات المياه بالألواح الشمسية.. نقلة في مجال الطاقة

 

ولمتابعة أحدث الأخبار الاقتصادية اضغط هنا

الرابط المختصر :
اترك رد