هل ستحل الروبوتات محل البشر؟

عملت الأتمتة على تغيير مكان العمل تدريجيًا لسنوات، ونظرًا لأن الذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي وأنظمة التعلم العميق التي يمكن أن تتعلم من بعضها البعض أصبحت أكثر انتشارًا وذكاءً (مثل Alexa أو IBM Watson)؛ فإنها تستمر في استبدال المزيد من مهام العمل اليدوية المتكررة. وبالتالي، تعمل الأتمتة والروبوتات على تغيير المزيد من الوظائف على مستوى العالم بسرعة فائقة.

يشير تقرير “معهد ماكينزي العالمي” إلى أن ما بين 400 و800 مليون وظيفة في جميع أنحاء العالم ستضيع بسبب الأتمتة بحلول عام 2030. ويزعم التقرير أن الولايات المتحدة قد تفقد ما بين 16 و54 مليون وظيفة بحلول عام 2030؛ حيث أصبحت وتيرة دخول الروبوتات إلى القوى العاملة لدينا مذهلة.

وتتوقع “أوكسفورد إيكونوميكس” أن الروبوتات والأتمتة ستحل محل 20 مليون (8.5%) وظيفة تصنيع عالمية بحلول عام 2030.

يذكر أن هذه التوقعات جاءت قبل أن يتوقع أي شخص جائحة فيروس كورونا أو تأثيره في القوى العاملة،وجعل الوباء الحاجة إلى التحول الرقمي والأتمتة أكثر إلحاحًا؛ حيث أصبحت الحاجة الماسة للعمل من المنزل والمسافة المادية وعدم التلامس أمرًا طبيعيًا.

  • تسريع التحول الرقمي ومستقبل العمل:

بينما يتواجد الكثير منا في المنزل لإجراء تعديلات صعبة على حياتنا الشخصية للتعامل مع الوباء، تضع الشركات والحكومات والوكالات الفيدرالية والأوساط الأكاديمية وصانعو السياسات ومنظمات الصحة والسلامة العامة والخاصة في جميع أنحاء العالم خطط التحول الرقمي الخاصة بهم للتحضير لـ “مستقبل العمل”.

ونتيجة لهذا الوباء؛ أصبح “مستقبل العمل” على عاتقنا الآن، وليس هناك وقت للركود في هذا الوقت العظيم للتغيير،وعلى الشركات أن تخطو إلى العصر الرقمي التالي الآن، أو سوف تتخلف عن الركب.

بينما ترسم إحصائيات فقدان الوظائف في التشغيل الآلي للقوى العاملة صورة للروبوتات وهي تحل محل العمال بسرعة؛إذ يعتقد الكثيرون أن الروبوتات ستحل يومًا ما محل البشر في مكان العمل تمامًا.

ومع ذلك، يتوقع الخبراء عكس ذلك تمامًا،وأن الطريق يتجه نحو التحول الرقمي مع ظهور وظائف جديدة وأنواع وظائف جديدة وأدوار وظيفية مرتفعة. وليس من المستغرب أن يأتي الطلب من الذكاء الاصطناعي.

يحل الذكاء الاصطناعي محل الوظائف مع إنشاء وظائف جديدة وأدوار وظيفية جديدة وإعطاء فوائد عميقة للاقتصاد العالمي تنتظر وصولها.

ووفقًا لتقرير مستقبل الوظائف لعام 2018 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، سيتم إنشاء 133 مليون فرصة عمل جديدة بواسطة الذكاء الاصطناعي بحلول نهاية هذا العام (2020). وذكرت “جارتنر” أن قيمة الأعمال التي أنشأها الذكاء الاصطناعي ستصل إلى 3.9 تريليون دولار في عام 2022.

بينما توقعت “مؤسسة آي دي سي” مؤخرًا أن يصل الإنفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي إلى 97.9 مليار دولار بحلول عام 2023. وفي كلتا الحالتين، سيكون الاستثمار في الذكاء الاصطناعي اتجاهًا بارزًا في السوق. وتتوقع مؤسسة “آي دي سي” أيضًا أن يزداد عدد الروبوتات البرمجية (أي العاملين الرقميين) التي تدخل القوى العاملة على مستوى العالم بنسبة 50%العام المقبل، ويمثل هؤلاء العمال الرقميون ووظائف الذكاء الاصطناعي الجديدة التقسيم الجديد للعمل بين البشر والآلات.

يعني الارتفاع السريع في الروبوتات أننا نشهد تحولًا كبيرًا في أنواع الوظائف التي تشكل قوتنا العاملة، بينما يتم إلغاء العديد من الوظائف والأدوار الوظيفية، يتم إنشاء وظائف جديدة، والغالبية العظمى منها مصممة من أجل تحسين الذكاء الاصطناعي أو استخدام نتائج الذكاء الاصطناعي (أي إصدار الأحكام).

ستركز هذه الوظائف الجديدة على مشاكل أكثر تعقيدًا تتطلب مهارات التفكير النقدي والتحليلية عالية المستوى، وستكون هناك حاجة إليها عبر الصناعات. يمكن العثور على أمثلة لأنواع الوظائف الجديدة في تقرير الوظائف الناشئة لعام 2020 الصادر عن “LinkedIn”، والذي وضع “إخصائي الذكاء الاصطناعي” كأول وظيفة ناشئة؛ حيث يتمتع بقوة بنمو سنوي قدره 74% على مدى السنوات الأربع الماضية.

  • حاجة الذكاء الاصطناعي إلى البشر:

يتطلب التعلم الآلي والتعلم العميق (المجموعات الفرعية للذكاء الاصطناعي) بيانات ونماذج التدريب للتعلم وتحسين إجراءاتهم وتوقعاتهم من خلال استخدام الخوارزميات والاستنتاجات التطبيقية. ولا يزال التعلم الآلي يتطلب تدريبًا بشريًا بعد كل شيء، ما زلنا في البداية، على العكس من ذلك، يستخدم التعلم العميق الشبكات العصبية الاصطناعية مع التعلم التمثيليدون أن تكون تقنيًا للغاية، فهذا يعني أن التعلم العميق يمكن أن يتعلم مع أو بدون تدخل بشري، وهي حقيقة تثير الخوف بين أكثر الأشخاص ذكاءً من الناحية الفنية. لكنه يركز أيضًا على سبب استمرار الحاجة إلى البشر في القوى العاملة، الآلات رائعة في عمل التنبؤات، ولكن لا تزال هناك حاجة إلى البشر لتدريب الآلات؛لأنها ليست جيدة في إصدار الأحكام.

لا تزال هناك حاجة إلى البشر لمعالجة بعض القضايا الأكثر أهمية التي تواجه الذكاء الاصطناعي: إزالة التحيز والأخلاق. مع اقترابنا من العصر الرقمي التالي، تحتاج القوى العاملة اليوم إلى البشر الآن أكثر من أي وقت مضى؛ لأنه فقط مع كمية كافية من البيانات عالية الجودة (التي يغذيها البشر للآلات) يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين الدقة والوفاء بالوعد بفوائد اقتصادية ومجتمعية وفيرة.

المصدر:Forbes: Are Robots Eating Our Jobs? Not According To AI
الرابط المختصر :
اترك رد