هل الزراعة الداخلية العمودية هي المستقبل؟

عالم التكنولوجيا     ترجمة 

 

من المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى 9.7 مليار نسمة بحلول عام 2050. ولإطعام الجميع تشير التقديرات إلى أن إنتاج الغذاء العالمي سيحتاج إلى زيادة بنسبة تصل إلى 70٪ في الثلاثين عامًا القادمة.

وهناك العديد من التحديات التي يجب التغلب عليها قبل أن نتمكن من تهدئة المخاوف حول نقص الغذاء في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك ارتفاع درجات الحرارة والمزيد من حالات الجفاف المتكررة الناجمة عن الاحتباس الحراري. هذه العوائق تجعل طرق الزراعة التقليدية غير فعالة بشكل متزايد وغير قابلة للتنبؤ.

لقد تضررت الزراعة التقليدية بالفعل بشدة بسبب جائحة فيروس كورونا. ووفقًا لمنظمة “الفاو” فإن إغلاق الحدود والحجر الصحي وتعطيل سلاسل التوريد تحد من وصول بعض الأشخاص إلى الغذاء، خاصة في البلدان التي تضررت بشدة من الفيروس أو المتأثرة بالفعل بمستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي.

وهناك إجماع على أن الصناعة الزراعية تحتاج إلى التكيف مع استخدام كميات أقل من المياه والمواد الكيميائية، وجعل المحاصيل أقل عرضة للتغيرات في المناخ، وإنتاج عوائد أكثر موثوقية.

ويكمن جزء من الحل في المشاريع الناشئة عن زراعة المنتجات في البيئات الداخلية؛ حيث يمكن إدارة ظروف النمو بشكل أفضل.

– الحل السحري “الزراعة الداخلية العمودية”

لقد بلغت قيمة سوق تكنولوجيا الزراعة الداخلية 23.75 مليار دولار في عام 2016، ومن المتوقع أن تصل إلى 40.25 مليار دولار بحلول عام 2022.

وعادة ما يكون إنتاج الغلات في هذه الطريقة أعلى بكثير من طرق الزراعة التقليدية. وتتم زراعة المحاصيل من الزراعة الداخلية في ثلاثة أبعاد بدلًا من بعدين ويمكن زراعتها على مدار السنة، بغض النظر عن الظروف الجوية الخارجية.

وبداخل هذه المزارع الداخلية العمدية توجد أنظمة حيوية تتكيف باستمرار للحفاظ على المناخ الأمثل لزراعة محاصيل معينة. ولا يمكن للزراعة الداخلية العمودية أن تساعد في التكيف مع كوكب يزداد احترارًا فحسب بل لديها القدرة على المساعدة في إبطاء تغير المناخ؛ من خلال استخدام كميات أقل من المياه وإنتاج انبعاثات أقل.

على سبيل المثال: تقوم مزرعة “AeroFarms” الداخلية العمودية في نيوجيرسي بزراعة الخضروات بما في ذلك الكرنب والجرجير باستخدام مياه أقل بنسبة 95٪ من الزراعة التقليدية، على مساحة  واحد بالمائة فقط من الأرض المطلوبة. كما تنمو المحاصيل تحت ضوء LED بدون مبيدات وجزء من الأسمدة المستخدمة في المزارع التقليدية.

ويُعد هذا ابتكارًا تحويليًا للزراعة بشكل عام؛ حيث إن الوصول إلى المياه العذبة لزراعة الغذاء هو أحد التحديات الأكثر إلحاحًا في عصرنا.

وبالإضافة إلى عدد أميال أقل ومياه أقل لا تتطلب الزراعة الداخلية العمودية مبيدات الآفات. هذا أفضل للبيئة وصحة الإنسان لأنه يزيل مخاطر تلوث المياه، ويتماشى مع زيادة طلب المستهلكين على المنتجات غير المعدلة وراثيًا.

من ناحية أخرى تشبع الفقاعات النانوية الماء بالأكسجين بشكل كبير؛ ما يجعل جذور النبات أكثر صحة. وتستخدم مزارع أخرى تقنية الفقاعات النانوية، مثل “Moleaer” التي سمحت لأكثر من 100 مزرعة داخلية عمودية بربط أنظمة الري الخاصة بها بالمولدات التي توفر الأكسجين؛ عبر تجاويف تحتوي على غاز أقل من ميكرون إلى جذور النبات لتوفير مياه خالية من المواد الكيميائية.

إن توفر كفاءة نقل الأكسجين هو الحل الأكثر فعالية من حيث التكلفة لرفع مستويات الأكسجين في المياه، والذي بدوره يعزز البكتيريا المفيدة وتطور الجذور.

في النهاية سيحتاج العالم دائمًا وأبدًا إلى مجال الزراعة، وبمرور الوقت ستصبح أنظمة الزراعة الداخلية العمودية أكثر سهولة ويسر، كما ستكون ضرورية لدعم الطلب العالمي على الغذاء.

وعلى الرغم من أن الزراعة الداخلية التقليدية والقائمة على الذكاء الاصطناعي تعملان معًا في المستقبل، فلا شك في أن الزراعة الداخلية العمودية تساعد في تلبية احتياجات الأعداد المتزايدة من سكان العالم ودعم الزراعة التقليدية، التي تقع تحت رحمة كوكب يزداد احترارًا.

وبعد أن كنا نقول للأطفال إن الطعام لا يأتي من المتاجر، كما يظنون، بل يُزرع في الحقول والمصانع، ربما نجد في المستقبل متاجر المواد الغذائية مجهزة بمزارع رأسية صغيرة، وحينئذ سيكون الأطفال على حق.

المصدر:

Is The Future Of Farming Indoors?

اقرأ أيضًا:

كيف ستُغير تكنولوجيا “AgTech” مستقبل الزراعة؟

 

الرابط المختصر :
اترك رد