كيف نحقق الأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط؟

عالم التكنولوجيا     ترجمة

 

يحتل الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي مكانة عالية على جدول أعمال الحكومات في جميع أنحاء الشرق الأوسط؛ حيث وضعت العديد من البلدان استراتيجيات وطنية للأمن الغذائي. من بين العوامل الأخرى التي تركز عليها حكومات الدول الآن هي: النمو السكاني، والتوسع الحضري، وتغير المناخ، وتقلب أسعار النفط، وآخرها وباء كورونا العالمي، كلها عوامل تشكل مخاطر وتحديات كبيرة للإمدادات الغذائية المستدامة في جميع أنحاء المنطقة.

ومع وجود 1.7٪ فقط من إجمالي مساحة الأراضي في دول مجلس التعاون الخليجي صالحة للزراعة بسبب المناخ الصحراوي الجاف في المنطقة يتم استيراد ما يصل إلى 90% من إجمالي الطلب على الغذاء حاليًا.

وقد كانت هناك خطوات كبيرة في مجال الأمن الغذائي بجميع أنحاء الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة؛ من خلال الاستثمار الحكومي والسياسة العامة والشراكات المعرفية والابتكار في قطاع الزراعة. وعلى الرغم من أن كل هذه الأمور تبشر بالخير لمستقبل القطاع في المنطقة فلا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به للانتقال إلى نموذج الزراعة المستدامة وتحقيق أهداف الإنتاج البيئية والمحلية.

ويعد تحقيق الزراعة المستدامة تحديًا طويل الأجل للقطاع على مستوى العالم وهو جزء لا يتجزأ من هدف “القضاء على الجوع” كجزء من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. ومع إهدار 1.3 طن من الطعام -منها 75 مليون طن في إنتاج الفاكهة والخضراوات- في حين أن أكثر من ملياري شخص لا يحصلون على الغذاء الكافي، فإننا نتفهم جميعًا الأهمية والإلحاح في الحصول على هذا الحق.

بالإضافة إلى ذلك تعتبر مخلفات الطعام عاملًا رئيسيًا في تغير المناخ؛ حيث تمثل 8% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية. وعلى الرغم من حدوث هدر الطعام على كل مستوى في سلسلة التوريد فمن المهم أن نلاحظ في هذا السياق أن 20% من خسائر الفاكهة والخضراوات تحدث في مرحلة الإنتاج.

وجزء من معالجة هذا الأمر هو العمل نحو إنتاج غذائي أكثر استدامة وإنتاجًا محليًا، وهو اعتماد التقنيات المتقدمة التي تسمح للمزارعين ليس فقط بتتبع عائدات إنتاجهم وجودته، ولكن أيضًا استهلاك الطاقة ومقاييس النفايات.

 

– نوع الزراعة المناسب بمنطقة الشرق الأوسط:

تعتبر الزراعة ذات البيئة الخاضعة للرقابة مناسبة بشكل خاص للمناخات القاسية مثل منطقة الشرق الأوسط، ونعتقد أنها ستلعب دورًا أساسيًا في تغذية مدن الغد وتحقيق أهداف الاكتفاء الذاتي في المنطقة. وتسمح الزراعة الداخلية بإنتاج أطعمة مغذية وخالية من مبيدات الآفات في المناطق الحضرية على مدار العام، مع الحد الأدنى من وسائل النقل والمياه والنفايات.

ومن المتوقع أن يصل سوق الزراعة الداخلية العالمية إلى 24.9 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2027 بمعدل نمو سنوي مركب قدره 10.9% من 2020-2027. وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نمت الزراعة العمودية من 0.38 مليار دولار أمريكي في عام 2016 إلى 1.2 مليار دولار أمريكي في عام 2021.

والدافع المهم للنمو في هذا القطاع هو توافر حلول التكنولوجيا المتقدمة، بدءًا من أدوات التحكم المتكاملة في المناخ والعمليات والري، وحلول أتمتة الصوب الزراعية والنمو المستقل، وصولًا إلى استخدام الذكاء الاصطناعي (AI) القائم على السحابة التي تستخدم الخوارزميات الذكية والروبوتات.

 

– فيما يلي 3 نماذج من الطرق التي تمكن التكنولوجيا من خلالها الغذاء للمستقبل:

1- تتبع استخدام المياه والطاقة لتحسين غلة المحاصيل وتقليل هدر الطعام

مع ندرة المياه العذبة في دول مجلس التعاون الخليجي وتقلب أسعار النفط يعد الاستخدام الأمثل للمياه والطاقة أمرًا بالغ الأهمية في تعزيز الإنتاج الغذائي المحلي المستدام. ومن خلال نشر ضوابط المناخ والعمليات في المزارع يمكن تتبع استخدام المياه والطاقة بشكل فعال ووضع المقاييس لضمان إمكانية استخدام البيانات لتحسين إنتاجية المحاصيل والتغذية وتقليل هدر الطعام.

2- جذب وإلهام الجيل القادم من المزارعين

على الصعيد العالمي يبلغ متوسط ​​عمر المزارع اليوم 60 عامًا. ولحماية مستقبل الزراعة نحتاج إلى رعاية الجيل القادم من المزارعين. ولجذب المهنيين الشباب لا بد من إعادة التفكير في معنى أن تكون مزارعًا.

إحدى الطرق للقيام بذلك هي من خلال التكنولوجيا كالترويج للقطاع كخيار مهني جذاب عالي التقنية لقوى عاملة أصغر سنًا. كما يجب التحدث إلى العديد من الجامعات ومراكز البحث والتطوير في الشرق الأوسط للتوحيد والتعاون في هذا الأمر.

3- التعاون وتبادل المعرفة هما مفتاح الابتكار

مع الحاجة إلى زيادة إنتاج الغذاء بنسبة 60% بحلول عام 2050 للحفاظ على المجموعة السكانية المتزايدة في العالم لتصل إلى أعلى 9 مليارات، نحن بحاجة إلى إيجاد طرق لزيادة تسريع الإنتاج المستدام للغذاء.

للقيام بذلك نؤمن بشدة بأن مفتاح تحقيق الأمن الغذائي هو التعاون وتبادل المعرفة. ومن خلال تبادل البيانات وأفضل الممارسات حول استخدام التكنولوجيا الزراعية، ومن خلال إقامة شراكات عبر القطاعات والحدود لتعزيز اعتماد التكنولوجيا، سنكون قادرين على التحول إلى نموذج الزراعة المستدامة.

 

المصدر

 

اقرأ أيضًا:

رفوف الزراعة الدفيئة.. طريقة مبتكرة لإنتاج المحاصيل

الرابط المختصر :
اترك رد