كشف تقرير جديد صادر عن منظمة أوكسفام أن أثرياء العالم وراء تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري على كوكب الأرض. إذ إنهم بطائراتهم الخاصة واليخوت والسيارات يسببون المزيد من ثلوت الهواء.
أثرياء العالم سبب ظاهرة الاحتباس الحراري
يأتي التقرير الصادر عن منظمة أوكسفام، اليوم الاثنين. قبل أيام من انعقاد مؤتمر المناخ COP29 في باكو، أذربيجان خلال شهر نوفمبر المقبل. وسط مخاوف متزايدة من تسارع انهيار المناخ، مدفوعًا بالانبعاثات الكربونية التي يتسبب فيها أثرياء العالم.
كما أوضح التقرير أن خمسين فردًا من أغنى مليارديرات العالم ينتجون في المتوسط من الكربون في نحو ساعة ونصف أكثر مما ينتجه الشخص العادي في حياته بأكملها.
وهذه الكميات الهائلة من الكربون التي ينتجها الأثرياء حول العالم تأتي عبر الطائرات الخاصة واليخوت والاستثمارات.
وجدت منظمة أوكسفام في دراستها أن 50 من أغنى مليارديرات العالم استقلوا في المتوسط 184 رحلة جوية خلال عام واحد. وقضوا 425 ساعة في الجو. ما يعادل إنتاج الكربون الذي ينتجه الشخص العادي في 300 عام.
وفي المدة نفسها، انبعثت من يخوتهم كمية كربون تعادل ما ينتجه الشخص العادي في 860 عامًا.
طائرة جيف بيزوس الخاصة
كشفت الدراسة أن طائرتي جيف بيزوس الخاصتين قضيتا ما يقرب من 25 يومًا في الجو على مدار 12 شهرًا. ما نتج عنه انبعاثات من الكربون تعادل ما ينبعث من موظف عادي في شركة أمازون خلال 207 أعوام.
كما أن طائرة المليادرير كارلوس سليم، نفذت 92 رحلة خاصة؛ ما يعادل الدوران حول العالم خمس مرات.
وأنتجت يخوت عائلة “والتون” الثلاثة فاخرة. ورثة سلسلة متاجر التجزئة وول مارت. في عام واحد كمية من الكربون تعادل ما ينتجه 1714 عاملًا في متجر وول مارت.
بينما أكدت الدراسة أن الانبعاثات الناجمة عن أسلوب حياة المليارديرات أكبر بكثير من الانبعاثات الناجمة عن الناس العاديين. فيما أشارت إلى أن الانبعاثات الناجمة عن استثماراتهم أعلى كثيرًا.
إذ يبلغ متوسط الانبعاثات الناجمة عن استثمارات 50 من أغنى مليارديرات العالم نحو 340 ضعف الانبعاثات الناجمة عن الطائرات الخاصة واليخوت الفاخرة مجتمعة.
ومن خلال هذه الاستثمارات، يتمتع المليارديرات بنفوذ هائلة على بعض أكبر الشركات في العالم. ويدفعون الكوكب إلى حافة كارثة مناخية.
ويعد هذا التقرير أول دراسة تتناول تأثير وسائل النقل الفاخرة واستثمارات المليارديرات العالم في ظاهرة الاحتباس الحراري.
حيث تقدم الدراسة أدلة جديدة مفصلة حول كيفية مساهمة انبعاثات الكربون الضخمة الصادرة عن الأثرياء في تسريع عملية الانهيار المناخي للأرض.
كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي
وبينت الدراسة إذا استمر العالم في انبعاثاته الحالية، فإن ميزانية الكربون. أي كمية ثاني أكسيد الكربون التي لا يزال من الممكن إضافتها إلى الغلاف الجوي دون التسبب في ارتفاع درجات الحرارة العالمية فوق 1.5 درجة مئوية. سوف تستنفد في غضون أربع سنوات تقريبًا.
لكن قالت الدراسة إذا كانت انبعاثات الجميع مساوية لانبعاثات أثرياء العالم، فإن ميزانية الكربون سوف تستنفد في أقل من خمسة أشهر.
وإذا بدأ الجميع في انبعاث كمية من الكربون تعادل ما تطلقه الطائرات الخاصة واليخوت الفاخرة التي يمتلكها المليارديرات. فإن هذه الميزانية سوف تنفد في غضون يومين فقط.
بينما أوضحت منظمة أوكسفام أن الدول الغنية لم تفي بوعودها بتمويل المناخ بقيمة 100 مليار دولار. وحذرت المنظمة أن تكلفة الاحتباس الحراري العالمي ستستمر في الارتفاع. إذا لم يعمل الأثرياء والدولة الغنية على خفض انبعاثاتها من الكربون.
وللحد من انبعاثات الأثرياء يجب على الحكومات أن تفرض ضرائب دائمة للدخل والثروة. وضرائب عقابية على الاستهلاك الفاخر الذي ينتج كميات كبيرة من الكربون. وذلك بدءًا بالطائرات الخاصة واليخوت الفاخرة.