أدت أزمة تغير المناخ المستمرة منذ أوائل التسعينيات وحتى الآن إلى العديد من الخسائر الاقتصادية. لقد تسببت موجات الحرارة الشديدة المتزايدة الناجمة عن الاحتباس الحراري إلى خسارة الاقتصاد العالمي ملايين الدولارات. جاء هذا وفقًا لدراسة تم نشرها في مجلة Science Advances.
– تفاصيل الدراسة
دمج مجموعة باحثين من كلية دارتموث في ألمانيا بين البيانات الاقتصادية الشاملة المتوفرة حديثًا للمناطق في جميع أنحاء العالم ومتوسط درجة الحرارة لأشد خمسة أيام في العام لكل منطقة.
نتيجة لتلك البيانات اكتشفوا أنه منذ عام 1992 وحتى عام 2013 ارتبطت موجات الحرارة إحصائيًا بالتغيرات في النمو الاقتصادي، وأن الآثار السلبية للحرارة الشديدة في صحة الإنسان والإنتاجية والإنتاج الزراعي تكلف ما يقدر بنحو 16 تريليون دولار.
وقد وجد الباحثون أن الخسائر الاقتصادية بسبب الموجات شديدة الحرارة بلغت في المتوسط 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي للفرد في المناطق الأكثر ثراءً في العالم، وقد شهدت المناطق منخفضة الدخل أيضًا خسارة 6.7% من الناتج المحلي الإجمالي للفرد.
كذلك أوضحوا أن نتائج هذه الدراسة تسلط الضوء على الحاجة الضرورية لسياسات وتقنيات تحمي الناس خلال الأيام الحارة في العام، خصوصًا في الدول الأكثر سخونة والأكثر ضعفًا اقتصاديًا في العالم.
من جانبه قال “كريستوفر كالاهان”؛ المؤلف الأول للدراسة، وطالب دكتوراه في الجغرافيا بكلية دارتموث: “إن تسريع إجراءات التكيف خلال الفترة شديدة الحرارة كل عام سوف يساهم في تجنب الخسائر الاقتصادية”.
وأضاف: ” إن النماذج المناخية والدراسات السابقة تضمنت موجات شديدة الحرارة من بين الأحداث المتطرفة الأخرى الناتجة عن أزمة تغير المناخ، مثل: الفيضانات المتكررة وزيادة كثافة العواصف، وإن الموجات شديدة الحرارة لها بصمة فريدة تحدث على فترات زمنية أقصر من فترات الجفاف، ومن المتوقع أن تزداد درجات الحرارة بشكل أسرع بكثير من متوسط درجة الحرارة العالمية؛ حيث يستمر النشاط البشري في إحداث أزمة تغير المناخ”.
واختتم “كالاهان” حديثه قائلًا: “تعد الموجات شديدة الحرارة من أكثر الآثار المباشرة والملموسة لأزمة تغير المناخ التي يشعر بها الناس، ومع ذلك لم يتم دمجها بشكل كامل في تقييماتنا لتكلفة تغير المناخ، لكن هذه الدراسة من الممكن أن تثبت تلك النظرية”.
اقرأ أيضًا:
دراسة: أزمة تغير المناخ قد تتسبب في ظهور جائحة جديدة