توظيف إنترنت الأشياء في الزراعة الذكية
عالم التكنولوجيا ترجمة
مع ظهور التقنيات المبتكرة شهدت العديد من القطاعات الصناعية المهمة تحولًا سريعًا وأساسيًا، وإنترنت الأشياء (IoT) هي تقنية ناشئة رئيسية تربط العالمين المادي والافتراضي من خلال شبكة من الأجهزة المتصلة بالإنترنت التي يمكنها التواصل مع بعضها البعض دون الحاجة إلى تفاعل بشري.
وتمنح أجهزة إنترنت الأشياء العديد من المزايا للصناعة، بما في ذلك الأتمتة والتحكم والوصول إلى المعلومات في الوقت الفعلي وتحسين المراقبة باستخدام المستشعرات والتواصل بين الآلة والأخرى وخفض التكلفة واستخدام البيانات الضخمة للتحليل التنبئي. وتشمل أمثلة تطبيقات إنترنت الأشياء: المنازل الذكية وأجهزة الطاقة الذكية والمركبات المتصلة والزراعة الذكية.
وقد نما سوق إنترنت الأشياء بسرعة خلال السنوات الأخيرة أيضًا، ففي عام 2019 بلغت قيمتها 690 مليار دولار أمريكي ومن المتوقع أن تصل إلى 1256.1 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025. ويمثل هذا معدل نمو سنوي مركب عالميًا بنسبة 10.53% بين عامي 2020 و2025.
استخدام إنترنت الأشياء في الزراعة الذكية
مع نمو سكان العالم تزداد الحاجة إلى تأمين الإمدادات الغذائية وتحسين الممارسات الزراعية، وأدى الطلب المتزايد على جودة أفضل وكميات أكبر من الغذاء إلى التحديث السريع للصناعة والبنية التحتية وأساليب النمو، ويوفر إنترنت الأشياء تطبيقات واعدة للقطاع الزراعي الحديث.
ولأنه من المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى 10.1 مليار شخص بحلول عام 2050 فإن الطلب على مساحة الأرض المخصصة لزراعة المحاصيل وتربية الماشية يزداد. وبحلول عام 2050 يجب أن يكون هناك نمو بنسبة 70% في إنتاج الغذاء، بالإضافة إلى ذلك هناك طلب متزايد على المحاصيل غير الغذائية المهمة تجاريًا، مثل القطن والصمغ، جنبًا إلى جنب مع المحاصيل الغذائية التقليدية التي يتم استخدامها بشكل متزايد لإنتاج الوقود الحيوي.
وتشمل الأمثلة على تطبيقات إنترنت الأشياء في الزراعة: إدارة المزارع، والتحكم في بيئة الدفيئة، ومراقبة الحيوانات والقطيع، ومراقبة الانبعاثات، والتحكم في الري، وأنظمة إدارة المزارع، والآلات المستقلة، والطائرات بدون طيار.
ويمكن للمزارعين مراقبة الظروف الميدانية في الوقت الفعلي باستخدام شبكة من أجهزة الاستشعار الذكية والأجهزة المحمولة المتصلة بالإنترنت؛ ما يؤدي إلى تحسين التنظيم. ويمكن تحليل البيانات للتنبؤ بإنتاجية المحاصيل بدقة متزايدة، وتوفير التكلفة وتحسين الكفاءة الكلية لعمليات المزرعة.
ويمكن تحسين مراقبة الأمراض ومبيدات الآفات والري باستخدام تقنيات إنترنت الأشياء.
علاوة على ذلك أصبحت المعدات المستقلة شائعة في الزراعة المعاصرة؛ حيث يتم استخدام الطائرات بدون طيار والحصادات والجرارات والروبوتات والأقمار الصناعية بشكل متزايد؛ ما يحسن كفاءة الحصاد والتخزين والمراقبة والأنشطة الزراعية الأخرى. ويمكن إعادة البيانات التي تم جمعها في الموقع بواسطة تقنية المستشعرات الذكية إلى المحاور المركزية وتحليلها لتحسين العمليات المستقبلية.
المستقبل
إن الحاجة الملحة لزيادة الإنتاج الزراعي وإطعام عدد متزايد من سكان العالم عززت التطور التكنولوجي، وأصبحت تقنيات إنترنت الأشياء، بما في ذلك المعدات المستقلة وتقنيات الاتصال اللاسلكي وأجهزة الاستشعار الذكية، تؤدي دورًا رئيسيًا في تطوير الزراعة الذكية؛ إذ يجب أن تتغير الزراعة لتواكب متطلبات القرن الحادي والعشرين لو أردنا الحفاظ على الأمن الغذائي.
إقرأ أيضا:
كيف تضاعف التقنيات الجديدة في الزراعة الأرباح؟