في خطوة قد تعيد رسم خريطة الأرباح لمنشئي المحتوى، كشفت منصة يوتيوب مساء الثلاثاء خلال حدثها السنوي “Made on YouTube” عن مجموعة من الميزات الثورية التي تهدف إلى تعزيز العائد المادي للمبدعين من خلال الصفقات التجارية وبرنامج التسوق الخاص بها.
أبرز هذه الميزات، والتي وصفت بأنها تغير قواعد اللعبة. هي السماح لمنشئي المحتوى بتبديل الرعايات التجارية ديناميكيًا داخل فيديوهاتهم الطويلة، ما يحول المحتوى القديم إلى أصل تجاري متجدد.
وداعًا للإعلانات “المؤبدة”
لأول مرة، سيتمكن صناع المحتوى من إدراج فقرات إعلانية دعائية للعلامات التجارية في “خانات قابلة للتبديل” (swappable slots) داخل فيديوهاتهم.
وببساطة، هذا يعني أنه بمجرد انتهاء صفقة تجارية مع علامة معينة. يمكن للمبدع إزالة المقطع الإعلاني الخاص بها بسهولة وبيع “الخانة” نفسها لراعٍ جديد، دون الحاجة لحذف الفيديو أو إعادة تحميله.
وأعلنت يوتيوب أنها ستبدأ اختبار هذه الميزة مع مجموعة محدودة من المبدعين مطلع العام المقبل. في خطوة تهدف إلى منح الفيديوهات عمرًا تجاريًا أطول وقدرة على تحقيق أرباح مستمرة.
الذكاء الاصطناعي شريكك التجاري الجديد
لم تتوقف ابتكارات يوتيوب عند هذا الحد. بل وظفت الذكاء الاصطناعي لتعزيز تجربة التسوق وجعلها أكثر سلاسة وفعالية. حيث أعلنت عن ميزتين رئيسيتين:
الطوابع الزمنية التلقائية للمنتجات:
يقوم نظام مدعوم بالذكاء الاصطناعي بتحديد اللحظة المثالية التي يتم فيها ذكر منتج ما في الفيديو. ليقوم تلقائيًا بعرض بطاقة المنتج (product tag) في تلك الثانية بالضبط. وتقول يوتيوب إن هذه الميزة تساعد في “اقتناص اهتمام المشاهد في ذروته”.
الإشارة التلقائية للمنتجات
لاحقاً هذا العام، ستبدأ المنصة في اختبار القدرة على تحديد جميع المنتجات المؤهلة المذكورة في الفيديو والإشارة إليها تلقائيًا. ما يوفر على المبدع عناء إضافتها يدويًا.
قوة جديدة لفيديوهات “شورتس” (Shorts)
لم يغب صناع المحتوى القصير عن خطط يوتيوب، حيث سيتمكنون قريباً من إضافة رابط مباشر لموقع العلامة التجارية ضمن صفقاتهم الإعلانية على “شورتس”. وفقًا لـ”تك كرانش”.
وهذه الميزة تسهل على المشاهدين اكتشاف المنتجات وشرائها، وفي الوقت نفسه، تمنح المبدعين مقاييس أداء قوية لإثبات فاعلية حملاتهم للشركاء التجاريين، تتجاوز مجرد عدد المشاهدات والإعجابات.
توسعات ضخمة وأرقام قياسية
واستعرضت يوتيوب النمو الهائل لبرنامج التسوق الخاص بها، معلنةً عن توسعه ليشمل أسواقًا جديدة مثل البرازيل، وإضافة شركاء تجاريين عالميين كبار مثل Nike, Etsy, Best Buy, وMichael Kors في الولايات المتحدة، وOlive Young في كوريا.
وتعكس الأرقام حجم هذا النجاح، حيث كشفت المنصة أن إجمالي حجم المبيعات (GMV) عبر البرنامج قد نما بمقدار 5 أضعاف على أساس سنوي، وأن أكثر من 500,000 منشئ محتوى انضموا للبرنامج عالميًا حتى يوليو 2025.
وفي تأكيد على التزامها بدعم مجتمع المبدعين، صرحت يوتيوب أنها دفعت أكثر من 100 مليار دولار أمريكي للمبدعين والفنانين والشركات الإعلامية خلال السنوات الأربع الماضية، ما يرسخ مكانتها كقوة اقتصادية هائلة في عالم المحتوى الرقمي.




















