كيف تفهم الحرب بين إسرائيل وإيران؟ “عالم التكنولوجيا” تجيب

الحرب بين إسرائيل وإيران
الحرب بين إسرائيل وإيران

تتناقل وسائل الأخبار في الآونة الأخيرة الكثير من المصطلحات التكنولوجية الحربية، بالتزامن مع التوترات المتصاعدة في المنطقة ولاسيما مع بدء الحرب بين إسرائيل وإيران.

حيث إن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي أصبحا عماد الحرب الحديثة. ولأن الحرب من أقدم الأنشطة البشرية على كوكب الأرض فان الفهم الدقيق لتلك المصطلحات يعد من المعارف العامة التي لا يجب بحال من الأحوال اهمال معناها. حيث أنها لم تعد تخص المهتمين فقط بل فرضت نفسها بقوة على المجتمعات الحديثة.

أدوات التكنولوجيا الحديثة في الحرب بين إسرائيل وإيران

كما تطل علينا على مدار الساعة تقريبًا الكثير من المصطلحات والمفاهيم العسكرية التكنولوجية مثل تخصيب اليورانيوم والطائرات الشبحية وغيرها. تتطلب تلك التقنيات معرفة مسبقة، غير أن فهم الكثير، إذ يعتمد ما يجري يعتمد بشكل أساسي على شرح تكنولوجيات تلك الأسلحة  والتقنيات. وفيما يلي نحاول قدر الإمكان تبسيط تلك المعارف حتى يتثنى للقارئ المتابعة الجيدة ، إن أراد ، لما يدور في المنطقة.

الطاقة النووية واليورانيوم

اليورانيوم عنصر معدني يمكن استخلاصه من الطبيعة ببعض عمليات التنقيب والتنقية. ذرات اليورانيوم في الطبيعة تتكون أساسا اليورانيوم ذو الوزن الجزيئي 238 وحدة كتل ذرية وهي تمثل تقريبا 238 وزن ذرة الهيدروجين. كما يوجد العنصر بكتلة أخري في المعدن، يطلق عليها اسم نظير، ذو كتلة 235 وحدة كتل ذرية.

نسب التخصيب للاستخدامات المتعددة
عنصر اليورانيوم في الجدول الدوري

 

في الاستخدامات المدنية والعسكرية يستخدم النظير 235 في الانشطار النووي. وهي عملية تنشطر فيها النواة الى نواتين أصغر في الكتلة مطلقة في تلك العملية طاقة هائلة يمكن الاستفادة منها. بينما النظير 238 ضعيف جدا من ناحية الانشطار ولكن يمكن تحويلة الى عنصر قابل للانشطار وهو البلوتونيوم.

يوجد اليورانيوم في الطبيعة كخليط من النظيرين 238 و 235 غير أن النظير 235 القابل للانشطار يشكل حوالي 0.7% فقط. وهذه النسبة ضئيلة جدا لاستخراج الطاقة.

تخصيب اليورانيوم.. والحرب بين إسرائيل وإيران

للاستفادة من الطاقة المتولدة من انشطار اليورانيوم يجب زيادة نسبة النظير 235 في المعدن تسمي تلك العملية التخصيب. أي يجب فصل النظيرين وزيادة نسبته وتشكيله في صورة أعواد لاستخدامه في المفاعلات أو في القنابل النووية بعد ذلك.

في الاستخدامات المدنية تكون النسب المطلوبة حوالي 5%  للنظير 235 ويمكن أن تصل الى 20 % فيما يطلق عليه يورانيوم منخفض التخصيب. بينما في الاستخدامات العسكرية يجب أن تتخطي النسبة 90% من الخام للنظير 235.

كما يتم تخصيب اليورانيوم بطرق عديدة يرجع بعضها الى نهايات الحرب العالمية الثانية. وتعد أدوات الطرد المركزي أشهرها.

نسب التخصيب للاستخدامات المتعددة
نسب التخصيب للاستخدامات المتعددة

طرق التخصيب

تهدف العملية في النهاية إلى فصل النظيرين عن بعضهما. حيث تتم تلك العملية بطرق فيزيائية وكيميائية ذات مبادئ بسيطة. وأشهر تلك الطرق هي :

طريقة الطرد المركزي للغاز (Gas Centrifuge):

كما تعد تلك الطريقة من  أشهر الطرق للتخصيب وفيها يتم تفاعل اليورانيوم مع عنصر الفلور لإنتاج سادس فلوريد اليورانيوم (UF6) وهو مركب غازي. يتم بعد ذلك ضخ الغاز في أجهزة الطرد المركزي لفصله. تمثل أجهزة الطرد المركزي محركات كهربية تدور بسرعة عالية جدًا. ما يؤدي إلى فصل النظيرين عن بعضهما. ويمكن تصور الأمر كخلاط منزلي يفصل الرغوة عن العصير عند الدوران السريع.

أجهزة الطرد المركزي
أجهزة الطرد المركزي

الانتشار الغازي (Gaseous Diffusion):

يتم فيها فصل النظائر باستخدام مرشحات تسمح للنظائر بالنفاذ بسرعات مختلفة خلالها. وهي طريقة قديمة ومكلفة ماديًا لذا تخلت عنها معظم الدول النووية كطريقة معتمدة للتخصيب.

 الليزر

عند تسليط شعاع ليزر مخصصة  بدقة عالية، يمكن حينئذ  تحفيز نظير معين فقط (عادةً U-235) للامتصاص طاقة الليزر. يؤدي ذلك الى إحداث تغيّر في حالة النظير الفيزيائية (مثل التبخير أو التأين). ومن ثم يمكن فصل النظير المُثار عن الآخر ميكانيكيًا أو كيميائيًا.

يذكر أن تلك الطريقة مازالت تحت التطوير في العديد من الدول النووية.

الفصل الكهرومغناطيسي بجهاز (Calutron).

يمتلك كل نظير كتلة محددة ومختلفة عن الآخر. فإذا تم تأيين النظير، وهي عملية نزع إلكترون من مدارات النظير، يؤدي إلى تحوله إلى أيون موجب. يمكن بتمرير الأيون الموجب للخليط خلال مجال كهربي وآخر مغناطيسي التأثير على مسار الأيونات المارة خلالها. في هذه الأثناء، ينحرف كل نظير تبعا لكتلته ويمكن جمع النظائر المفصولة في نهاية مسارها بعد الفصل بنجاح.

طريقة الفصل الكهرومغناطيسي
طريقة الفصل الكهرومغناطيسي

 

وقد استخدمت هذه الطريقة لأول مرة على نطاق واسع خلال مشروع مانهاتن في أربعينيات القرن العشرين لإنتاج اليورانيوم عالي التخصيب للأسلحة النووية.

وتعد تلك الطريقة قديمة جدا تكنولوجيا وبطيئة ولا تكون مفيدة الا في تخصيب الكميات القليلة والبحثية حيث تتفوق عليها تقنية الطرد المركزي بمراحل في الإنتاج العسكري.

صواريخ فرط صوتية و بالستية

تتبع الصواريخ قانون نيوتن الثالث في طريقة عملها. أي إن الصاروخ يحرق الوقود ويتسارع الغاز الناتج من الاحتراق من فوه الصاروخ لينطلق الصاروخ في الاتجاه المعاكس بنفس السرعة. وكما هو الحال في مثلث الاحتراق، مادة قابلة للاشتعال واكسجين وشرارة، يتكون الوقود من مادة قابلة للاشتعال كالكيروسين أو الهيدروجين أو غيرهما. كما يحتوي الوقود كذلك على مؤكسد وهي مادة توفر الاكسجين لاحتراق. ويمكن للوقود أن يكون سائلًا أو صلبًا.

صاروخ فرط صوتي
صاروخ فرط صوتي

وتتميز الصواريخ ذات الوقود الصلب بالقدرة على الوصول الي سرعات عالية تقاس عادة بالمقارنة بسرعة الصوت. حيث يمكن للصوت السفر عبر الهواء بسرعة متوسطة 343 متر على الثانية أو 1225 كم/س . ويطلق على هذه السرعة 1 ماخ  Mach. وتقاس السرعات بعد ذلك بمضاعفات تلك السرعة.

ويمكن تقسيم الصواريخ من حيث السرعة الى:

التصنيف السرعة (Mach) كمثال تقريبي أمثلة على الصواريخ
تحت صوتية (Subsonic) أقل من Mach 1 أقل من سرعة الصوت في الهواء كروز Tomahawk – AGM-86
فوق صوتية (Supersonic) من Mach 1 إلى Mach 5 1–5x سرعة الصوت BrahMos – Kh-31
فرط صوتية (Hypersonic) من Mach 5 إلى Mach 25 5–25x سرعة الصوت Avangard – Zircon – HGVs
فرط-فرط صوتية (Hypervelocity) أكثر من Mach 25 > 30,625 كم/س صواريخ باليستية عابرة للقارات (ICBMs)

 

وفي ذات الوقت، تختلف طرق التصدي لتلك الصواريخ وغيرها حسب السرعة والارتفاع سواءا كانت مضادات أرضية أو أنظمة صاروخية مضادة.

الرابط المختصر :