تعد الطائرات بدون طيار أداة مفيدة للغاية خلال الوقت الحالي، ولكن من المقرر أيضًا أن تكون هذه الطائرات أداة للمساهمة في بناء المدن الذكية وتنفيذ العديد من المهام ومواجهة الكثير من التحديات.
وقد ذكرنا خلال الجزء الأول من هذا المقال أهمية الطائرات بدون طيار في مجال عمليات توصيل الطرود، والآن نستعرض بعض المهام المميزة الأخرى التي يمكن أن تؤديها هذه الطائرات بشكل بسيط وسلس.
مهام الطائرات بدون طيار في المستقبل لبناء المدن الذكية:
1- التخطيط العمراني
عندما يتعلق الأمر بالتخطيط العمراني وبناء المدن الذكية يمكن استخدام الطائرات بدون طيار لرسم خرائط ومسح مساحات كبيرة من الأرض في جزء صغير من الوقت الذي تستغرقه الأساليب التقليدية.
بالإضافة إلى ذلك يمكن لتلك الطائرات:
- الوصول للمناطق التي يصعب الوصول إليها.
- رسم خرائط مناظر جوية مفصلة للمناظر الطبيعية للمدينة وهياكلها؛ ما يتيح لمخططي المدن اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن استخدام الأراضي وتقسيم المناطق وتطوير البنية التحتية.
- تحديد المناطق غير المستغلة التي يمكن استخدامها لتوسيع الزراعة الحضرية، وإنشاء مساحات خضراء وتقديم المزيد من المبادرات البيئية.
اقرأ أيضًا:
في المستقبل.. “الطائرات بدون طيار” تخوض حروب الفضاء
2- البناء
يعد استخدام الطائرات بدون طيار ذاتية التحكم في مشاريع بناء المدن الذكية مجالًا آخر حيث يمكن رؤية فوائد ضخمة في:
- الكفاءة.
- السلامة.
- الدقة.
- الفعالية.
- التكلفة.
ويمكن للطائرات بدون طيار المزودة بأجهزة استشعار وكاميرات أداء التالي:
- جمع كميات كبيرة من البيانات في الوقت الفعلي؛ ما يسهّل عملية البناء.
- مسح توزيع الأراضي والتضاريس بشكل أسرع وتكاليف أقل.
- تحسين العمليات المتكاملة الأخرى مثل: تقييم المخاطر.
- القدرة على الوصول إلى المناطق التي عادة ما يكون من الصعب أو الخطير فحصها.
- تعمل كبديل أمان لعمليات التفتيش اليدوية؛ ما يقلل من مخاطر الحوادث ويزيد من سلامة الموقع.
وعندما يتعلق الأمر بالهياكل الحالية يمكن للطائرات بدون طيار:
- إنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد من عمليات المسح، وذلك يوفر رؤى قيّمة حول عمليات التجديد والتعديل التحديثي والتفتيش.
- تحويل هذه النماذج إلى نماذج بناء؛ ما يوفر رؤية افتراضية للنتائج النهائية قبل بدء البناء.
- الإشراف على البناء وفحوصات التقدم من خلال تراكب الصور الملتقطة لتصميمات ورسومات المباني.
كل هذه المزايا تسمح بالمراقبة في الوقت الفعلي لتقدم المشروع، وتحديد العيوب والقضاء على الخطأ البشري في فحص الجودة.
3- الاستجابة للطوارئ
يمكن للطائرات بدون طيار القابلة للتنفيذ أن تلعب أيضًا دورًا رئيسيًا في جعل المدن الذكية أكثر أمانًا؛ حيث تستطيع فعل الآتي:
- الاتصال مباشرة بمراكز الاستجابة للطوارئ.
- المساعدة في تقييم الحوادث.
- مساعدة الفرق على الأرض في إدارة الموقف بشكل أكثر فعالية.
على سبيل المثال: يمكن للطائرات بدون طيار أن تساعد فرق إنفاذ القانون؛ من خلال توفير الوعي بحالة المهمة. كما يمكنها الانتشار بسرعة في الموقع لجمع الرؤى الجوية وتحديثات البث المباشر لمراكز القيادة؛ ما يسمح لصانعي القرار باتخاذ إجراءات مستنيرة، وتقليل أوقات الاستجابة، وزيادة سلامة المستجيبين الأوائل.
وهي لديها القدرة أيضًا على وضع خريطة لمسرح الجريمة وتوثيقها وحفظها عن بُعد لتحقيقات الطب الشرعي في وقت لاحق.
وفي حالة نشوب حريق أو تسرب كيميائي أو كارثة طبيعية من أي نوع يمكن للطائرات بدون طيار التحليق فوق المباني والعقبات للوصول إلى الموقع. كذلك إنشاء خرائط عالية الدقة وثلاثية الأبعاد، وتحديد النقاط الساخنة التي تعرضت لأضرار مستمرة، وبث ذكاء فيديو مباشر إلى مراكز القيادة بالإضافة إلى تقديم معلومات في الوقت الفعلي إلى رجال الإنقاذ على الأرض.
كما يتم استخدام الطائرات بدون طيار ذاتية القيادة لتوصيل الإمدادات الحيوية مثل: الغذاء والماء والإمدادات الطبية وحتى نقل الأشخاص دون تعريض عمال الإنقاذ للخطر.
ومع التقدم السريع في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار من الواضح أن حالات استخدامها في المدن الذكية لا حصر لها.
وسواء كان الأمر يتعلق بالتسليم أو مراقبة موقع البناء أو رسم الخرائط الحضرية أو الاستجابة للطوارئ فإن الطائرات بدون طيار القابلة للتنفيذ تعمل على تغيير اللعبة؛ بقدرتها على التقاط البيانات ومشاركتها والاستجابة لها.
وفي ظل استمرار نمو المساحات الحضرية وتطورها تمتلك الطائرات بدون طيار القدرة على أن تصبح عاملًا رئيسيًا في عمل المدن؛ ما يجعلها أكثر ذكاءً وكفاءة وأفضل استعدادًا لتحديات المستقبل.
في النهاية هل تعتقد أننا سنرى تقنية الطائرات بدون طيار القابلة للتنفيذ تنطلق وتزدهر في السنوات الخمس المقبلة؟
اقرأ أيضًا:
كيف أثرت الطائرات بدون طيار في مجال الزراعة بأمريكا؟