عالم التكنولوجيا ترجمة
ما هي الذاكرة؟ اباختصار هي عملية تبدأ بـ “مرحلة التشفير” عندما يتم تمثيل الخبرات في شبكات من الخلايا العصبية المترابطة.
وعلى المدى القصير -تخيل حفظ رقم هاتف بإيجاز- يحدث هذا في مقدمة الدماغ، وإذا قمت بمعالجة المعلومات بعمق كافٍ فسوف تشق طريقها إلى التخزين طويل المدى، والذي يتضمن الحُصين في الفص الصدغي الإنسي للدماغ (بالقرب من الأذنين).
ويميز علماء النفس بين ذاكرة المعرفة، والتي يسمونها “الذاكرة الدلالية”، والذاكرة التي توثق التجارب السابقة، والمعروفة باسم “ذاكرة السيرة الذاتية”. يعتمد هذان النوعان على أنظمة عصبية مختلفة نوعًا ما؛ ما يعني أنه من الممكن أن يتداخل المرض أو الإصابة مع أحدهما بينما يترك الآخر سليمًا نسبيًا.
وهناك فرق آخر بين “الذاكرة الصريحة” وهي الذكريات التي يمكنك تذكرها متى شئت، و”الذاكرة الضمنية”، وهي عندما تكون المعلومات في دماغك ولكن لا يمكنك الوصول إليها بوعي.
– لماذا لا نتذكر كل شيء؟
أحد الأسباب الرئيسية التي تجعلنا لا نتذكر كل شيء هو أننا لا نقوم بتشفيره في المقام الأول، وأظهرت الأبحاث أن الذاكرة قصيرة المدى لها حد من سبعة “عناصر” فقط، “زائد أو ناقص اثنين”. بالإضافة إلى ذلك لا يتم تمرير غالبية المعلومات الموجودة في الذاكرة قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى.
وفي الواقع فإن سعة الذاكرة طويلة المدى هائلة. وفي دراسة أجراها “معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا” أمضى الأشخاص خمس ساعات ونصف الساعة في النظر إلى ما يقرب من 3000 صورة، عند إجراء اختبار لذاكرتهم في وقت لاحق من ذلك اليوم بناءً على هذه الصور، حققوا حوالي 90% من الدقة.
– هل تُعد ذكريات التصوير الفوتوغرافي حقيقية؟
هناك فكرة خاطئة أساسية عن الذاكرة بأنها تشبه تسجيل الفيديو. الأمر ليس كذلك: الذاكرة هي إعادة بناء نشطة لما حدث، ومن المفاهيم الخاطئة حول ذلك فكرة أن بعض الأفراد يمكن أن ينظروا إلى شيء ما ثم يتذكرون كل تفاصيله بدقة تامة.
صحيح أن هؤلاء المعروفين باسم “الحفظات الخارقة” قادرون على إنجاز مآثر مذهلة للذاكرة، ولكن هذا يحدث أساسًا من خلال تقنيات الذاكرة (الاستراتيجيات الذهنية التي تساعد في الترميز والتذكر) ومستويات مذهلة من الممارسة.
– كيف يمكننا تحسين ذاكرتنا؟
لتحسين ذاكرتك ركز على تعزيز عملية التشفير الأولية ودمج المعلومات لضمان انتقالها إلى الذاكرة طويلة المدى. هذه هي الاستراتيجية التي يستخدمها رياضيو الذاكرة.
على سبيل المثال: يمكنك تقسيم المعلومات إلى أجزاء (الاختصارات مفيدة لهذا الغرض). بالإضافة إلى ذلك كلما زاد التأثير العاطفي للمادة زاد عمق تشفيرها.
بعد ذلك سوف يساعد اختبار نفسك بشكل متكرر في نقل المواد من الذاكرة قصيرة المدى إلى طويلة المدى؛ وذلك لأن كل فعل استدعاء يعيد بناء الذاكرة بعمق أكبر.
وهناك حيلة أخرى تتمثل في استغلال براعتنا في تذكر التخطيطات المكانية؛ من خلال وضع مواد يجب تذكرها على طول طريق مألوف للغاية، مثل غرف منزلك أو رحلة العمل.
لسوء الحظ لن يساعدك أي من هذا في تذكر المكان الذي تركت فيه مفاتيح سيارتك إذا لم تنتبه عندما تركتها؛ حيث تحتاج إلى ترميز هذه المعلومات بشكل فعال في المقام الأول.
اقرأ أيضًا:
دراسة: “التأثير الإيجابي” يقلل من معدل تدهور الذاكرة
ولمتابعة أحدث الأخبار الاقتصادية اضغط هنا
Leave a Reply