أثارت دراسة حديثة اهتمامًا واسعًا حول العلاقة بين مهنتي سائق التاكسي وسائق الإسعاف ومرض الزهايمر. حيث أشارت الدراسة إلى أن هؤلاء السائقين قد يكونون أقل عرضة للوفاة بسبب هذا المرض مقارنة بغيرهم من المهن.
سائقو التاكسي والإسعاف أقل عرضة للإصابة بالزهايمر
وأظهرت الدراسة أن سائقي التاكسي والإسعاف سجلوا نسبة وفيات أقل بكثير بسبب الزهايمر مقارنة بالسكان عمومًا وباقي المهن.
وقام باحثون من مستشفى ماساتشوستس العام بريغهام بالتحقيق في هذا الاحتمال باستخدام البيانات الوطنية حول المهن التي عمل بها الأشخاص الذين ماتوا لتقييم خطر الوفاة بمرض الزهايمر عبر 443 مهنة.
ووجدوا أن قيادة سيارات الأجرة وقيادة سيارات الإسعاف كانت مرتبطة بمعدل أقل للوفاة بمرض الزهايمر مقارنة بالمهن الأخرى.
وقال المؤلف الرئيسي فيشال باتيل، دكتور في الطب، ماجستير في الصحة العامة، وهو طبيب مقيم في قسم الجراحة في مستشفى بريغهام والنساء: “إن نفس الجزء من الدماغ الذي يشارك في إنشاء الخرائط المكانية المعرفية والتي نستخدمها للتنقل في العالم من حولنا.
وتابع: “لقد افترضنا أن المهن مثل قيادة سيارات الأجرة وقيادة سيارات الإسعاف. والتي تتطلب معالجة مكانية وملاحية في الوقت الفعلي، قد تكون مرتبطة بانخفاض عبء وفيات مرض الزهايمر مقارنة بالمهن الأخرى”.
ويشير المؤلفون إلى أن هذه الدراسة قائمة على الملاحظة، وبالتالي لا يمكن التوصل إلى استنتاجات قاطعة بشأن السبب والنتيجة.
ويقر المؤلفون بوجود بعض القيود، بما في ذلك أن الأفراد الأكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر قد يكونون أقل عرضة للدخول في المهن التي تتطلب الكثير من الذاكرة، مثل: قيادة سيارات الأجرة والإسعاف أو الاستمرار فيها.
ومع ذلك، يقولون إن هذا غير مرجح؛ نظرًا لأن أعراض مرض الزهايمر تتطور عادة بعد سن العمل.
وقال الدكتور ريتشارد أوكلي، المدير المساعد للأبحاث والابتكار في جمعية الزهايمر: “هذه نظرية مثيرة للاهتمام لأن الحصين. وهي منطقة الدماغ المستخدمة للذاكرة المكانية والملاحة، هي واحدة من أولى المناطق التي يتأثر بها مرض الزهايمر.
ومع ذلك، فإن النتائج لا تدعمها عمليات المسح الضوئي لإظهار التغيرات في الدماغ. كما أنها تتجاهل حقيقة أن بعض الناس يشغلون وظائف متعددة طوال حياتهم. ولا تأخذ في الاعتبار العوامل البيولوجية أو الاجتماعية. مثل الجينات أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي، والتي قد تؤثر على فرص إصابة الشخص بمرض الزهايمر. لذا فمن الصعب التوصل إلى أي استنتاجات قاطعة.
ولا يمكن الحد من بعض عوامل خطر الخرف أو تجنبها، ولكن يمكن تجنب العديد من العوامل الأخرى. وتشمل هذه العوامل التالي:
- الإفراط في تناول الكحول
- قلة النشاط البدني
- التدخين
- قلة التواصل الاجتماعي بين أمور أخرى.
الآثار المترتبة على هذه النتائج
- فتح آفاق جديدة للبحث: تدعو هذه النتائج إلى إجراء المزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج. وفهم الآليات البيولوجية الكامنة وراءها.
- تطوير استراتيجيات جديدة للوقاية: يمكن أن تساعد هذه الدراسة في تطوير استراتيجيات جديدة للوقاية من مرض الزهايمر. من خلال التركيز على العوامل التي تتشارك بها مهنتا سائق التاكسي والإسعاف.
- أهمية النشاط البدني والتفاعل الاجتماعي: تؤكد هذه الدراسة أهمية الحفاظ على نشاط بدني منتظم والتفاعل الاجتماعي في الحفاظ على صحة الدماغ.