حرائق لوس أنجلوس.. كيف تحدث في منتصف الشتاء؟

حرائق لوس أنجلوس
حرائق لوس أنجلوس- مصدر لوس أنجلوس تايمز

تشهد الولاية الأمريكية لوس أنجلوس الآن حرائق مدمرة وخارجة عن السيطرة. ولكن كيف تحدث في الشتاء؟ وما دور تغير المناخ؟

حرائق لوس أنجلوس وتغير المناخ

يعد شهر يناير في ولاية لوس أنجلوس أحد أكثر أشهر السنة رطوبة. وهذا ما يجعل الحرائق الضخمة نادرة فيه.

فيما كان أول حريق اندلع يوم الثلاثاء الماضي وهو أكبر حريق في المنطقة، والذي قد يصبح أكثر الحرائق تدميرًا في تاريخ الولاية.

حرائق لوس أنجلوس- مصدر لوس أنجلوس تايمز

 

فيما أثر الحريق في جزء كبير من الأرض، يغطي ما يقرب من 20 ألف فدان، بما في ذلك حي باسيفيك باليساديس الراقي. وتم احتواؤه بنسبة 6% ليلة الخميس.

في حين أدت أزمة المناخ دورًا في تغيير سلوك الحرائق من خلال رفع درجات الحرارة، والتقلبات الأكثر تطرفًا، من الظروف الرطبة إلى الجافة.

ووفق تقرير شبكة CNN الأمريكية فإن الرياح ليست غير عادية في مثل الوقت من العام. لأنها قوية بشكل استثنائي. وساعدت على انتشار الحرائق في الولاية التي تعاني من الجفاف.

وما أوجد وقودًا مثاليًا لاشتعال الحرائق هو موسم نفص الأمطار الذي شهدته الولاية. والذي يعد الأكثر جفافًا بها منذ 80 عامًا. والذي أدى إلى جفاف الأشجار والحشائش ونباتات كثيرة.

موسم حرائق لوس أنجلوس

على الرغم من أن الرياح القوية ونقص الأمطار هما سبب اندلاع الحرائق يقول الخبراء إن تغير المناخ يزيد من احتمال اندلاع مثل هذه الحرائق.

ووفق تقرير لـ BBC فإن الأبحاث التي أجرتها الحكومة الأمريكية ربطت بين تغير المناخ وحرائق الغابات الأكبر حجمًا والأكثر شدة في غرب الولايات المتحدة.

ولهذا تقول الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي إن تغير المناخ، بما في ذلك: زيادة الحرارة والجفاف الممتد والجو المتعطش. كان من العوامل الرئيسية في زيادة خطر ومدى حرائق الغابات.

ويشير العلماء إلى أن تغير المناخ جعل الأعشاب والشجيرات التي تغذي حرائق لوس أنجلوس أكثر عرضة للحرق. إذ أدت التقلبات السريعة بين ظروف الجفاف والرطوبة في المنطقة خلال السنوات الأخيرة إلى ظهور كمية هائلة من النباتات الجافة الجاهزة للاشتعال.

وكشف العلماء -في دراسة جديدةـ  عن أن تغير المناخ أدى إلى تفاقم ما يسمونه “الارتداد المفاجئ” على مستوى العالم بنسبة تتراوح بين 31% و66% منذ منتصف القرن العشرين.

الإسفنجة الجوية المتوسعة

ويقول الباحثون إنه مع كل درجة حرارة مرتفعة يصبح الغلاف الجوي قادرًا على التبخر وامتصاص وإطلاق 7% إضافية من المياه.

لا تؤدي هذه الإسفنجة الجوية المتوسعة -كما يسميها العلماء- إلى الفيضانات فقط عندما تكون الأجواء أكثر رطوبة، ولكنها تسحب الرطوبة الزائدة من النباتات والتربة عندما تصبح الظروف أكثر جفافًا.

من جانبه قال البروفيسور السير برايان هوسكينز؛ رئيس معهد غرانثام لتغير المناخ في إمبريال كوليدج لندن. إنه يتضح من الدمار الذي خلفته حرائق الغابات الحالية في لوس أنجلوس. أن التغيرات السريعة في تقلبات هطول الأمطار والتبخر لها تأثير كبير.

وتضيف الدراسة الجديدة إلى مجموعة الأدلة المتزايدة على أن ارتفاع درجة حرارة المناخ. أدى إلى تغيير الظروف الخلفية لحرائق الغابات المستعرة حاليًا حول لوس أنجلوس.

وكانت أجزاء كبيرة من غرب الولايات المتحدة. بما في ذلك كاليفورنيا. شهدت موجة جفاف استمرت عقودًا من الزمن وانتهت منذ عامين فقط.

وأدت الظروف الرطبة الناتجة منذ ذلك الحين إلى نمو سريع للشجيرات والأعشاب والأشجار. وهي الوقود المثالي للحرائق.

ومع ذلك كان الصيف الماضي حارًا جدًا وتبعه خريف وشتاء جافان مع عدم هطول أي أمطار تقريبًا. حيث تلقى وسط مدينة لوس أنجلوس 0.16 بوصة فقط من الأمطار منذ أكتوبر. وهو أكثر من أربع بوصات تحت المتوسط.

طقس الحرائق

يعتقد الباحثون أن ارتفاع درجة حرارة العالم يؤدي إلى زيادة الظروف المؤاتية لحرائق الغابات. ومنها انخفاض الرطوبة النسبية.

في حين أكد العلماء أن أيام “طقس الحرائق” تتزايد في العديد من أجزاء العالم. حيث يؤدي تغير المناخ إلى جعل هذه الظروف أكثر شدة وموسم الحرائق يستمر لفترة أطول في العديد من أجزاء العالم.

وفي كاليفورنيا أصبح الوضع أسوأ بسبب التضاريس. حيث اشتعلت الحرائق بشكل أكثر كثافة وانتشر اشتعالها بسرعة أكبر في التضاريس شديدة الانحدار.

الرابط المختصر :