أقدمت جامعة الملك خالد على خطوة رائدة في مجال الزراعة المستدامة والتكنولوجيا الزراعية، وذلك بإطلاقها للمزرعة المائية الأولى من نوعها في المنطقة، والتي تعتمد على أنظمة تحكم ذكية ومتطورة.
وتأتي هذه المبادرة في إطار سعي الجامعة الدؤوب نحو تعزيز البحث العلمي والابتكار في مجال الزراعة، والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
أهمية إطلاق المزرعة
تمثل هذه المزرعة نقلة نوعية في مجال الزراعة المائية؛ حيث تجمع بين التقنيات الحديثة والمعرفة العلمية المتخصصة.
وتتمثل أهميتها في عدة جوانب:
- الاستدامة: تساهم المزرعة في تحقيق الاستدامة البيئية من خلال تقليل استهلاك المياه والمبيدات الحشرية، وتعزيز إنتاجية المحاصيل.
- الابتكار: تعتبر المزرعة حاضنة للابتكار؛ حيث يتم فيها تجربة وتطوير تقنيات زراعية جديدة.
- التعليم: توفر المزرعة بيئة تعليمية مثالية للطلاب والباحثين؛ حيث يمكنهم تطبيق المعارف النظرية بشكل عملي.
- الأمن الغذائي: تساهم المزرعة في تعزيز الأمن الغذائي من خلال إنتاج محاصيل عالية الجودة على مدار العام.
وفي هذا الشأن، أشار الدكتور حامد بن مجدوع القرني، وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، إلى أن هذه الأنظمة الزراعية المائية الذكية تمثل النواة الأساسية لتعزيز مفهوم التعليم والبحث من أجل الابتكار.
وستعزز هذه المزرعة الابتكارات المستدامة في مجال البيئة، خصوصًا قطاع الزراعة. كما أنها تهدف إلى التدريب على التفكير الابتكاري.
ويأتي ذلك من خلال الإسهامات الفعلية للطلبة في تطوير منظومة الزراعة المائية كأحد أهم روافد تعزيز الابتكار الزراعي المستدام.
الهدف من المشروع
وعلى الجانب الآخر، أوضحت الدكتورة رحمة ناصر القثانين، مديرة مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للأبحاث البيئية واستدامة الموارد الطبيعية. أن المشروع يسهم في تعزيز الابتكار الزراعي والبحث في تقنيات الزراعة المائية.
وتعد المزرعة الجديدة خطوة بارزة نحو توفير بيئة مثالية لإجراء الأبحاث وتجربة تقنيات متطورة. لتحسين إنتاجية المحاصيل الزراعية وحماية الموارد.
فضلًا عن تحسين كفاءة استخدام المياه وزيادة إنتاجية المحاصيل في بيئة محوكمة. ما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي والتخفيف من آثار تغير المناخ.
وفي السياق نفسه، أُقيمت ورشة عمل تفاعلية حول أهمية الزراعة المائية في تحقيق الأمن الغذائي. استعرض خلالها مفهوم الزراعة المائية كعنصر أساسي للأمن الغذائي في المملكة، إذ توفر 85% من مياه الري.
علاوة على ذلك، يصل إنتاج المتر الواحد إلى 50 كيلو من المحاصيل وتسهم هذه الطريقة في خلق بيئة مستدامة وصحية دون إنتاج نفايات ضارة. كما تتميز بإنتاجية مستمرة ونمو أسرع بنسبة 50% مقارنة بالزراعة التقليدية.