بعد انتشار الذكاء الاصطناعي وتطوره السريع والمتعاقب يتجه المطورون لإدماج الذكاء الاصطناعي في الروبوتات؛ بحيث يمكنها في المستقبل التحدث مع المرضى وإعطاء الدواء لهم فى بيئات شديدة العدوى للبشر.
معوقات استخدام الروبوتات في الحياة العادية
يراود هؤلاء المطورون أحلام بإنتاج روبوت قادر على التصرف بشريًا والعمل في بيئات صعبة أو تحتاج عناية خاصة. مثل الرعاية الصحية وخدمة المنازل.
ويُعد الإحساس بما يحيط بالكائن الحي عمومًا والإنسان خصوصًا من أهم ما يميز الكائنات الحية عن الروبوتات حتى الآن. والجلد في الكائنات الحية من أكبر الأعضاء مساحة وتنتشر به النهايات العصبية المسؤولة عن الإحساس باللمس والحرارة والبرودة.
ويسعى المصنعون والمطورون إلى التغلب على هذه الفروق بإدخال حساسات وبرمجيات يمكنها محاكات الكائنات الحية. وتُعد الكاميرات ومعالجات الصور من أهم هذه الحساسات التي أدمجت بالفعل. وتظل الروبوتات حتى هذه اللحظة تفتقر إلى الإحساس بالحرارة والبرودة واللمس.
مساعٍ جديدة لإدماج حاسة اللمس في الروبوتات
في محاولة لإنتاج بشرة صناعية للروبوتات تُمكنها من الإحساس بالضغط، ومن ثم اللمس. أنتجت شركة Touchlab، التي يقع مقرها في “أدنبرة بإسكتلندا”، حسّاسات يمكنها الإحساس بالضغط وإدماجها في روبوتاتها.
يقول Zaki Hussein؛ المؤسس والمدير التنفيذي للشركة: “اللمس هو العامل الذي يحد من استخدام الروبوتات في العديد من المجالات المهمة ودمجها في الحياة العادية”.
وتابع: “أنتجنا في الشركة حساسات مرنة وقابلة للطباعة وخفيفة الوزن يمكن إدماجها بسهولة في أجساد وأيادي الروبوتات”.
تطبيقات حساسة
ويضيف المدير التنفيذي للشركة: “تخيل أنك تريد أن تمسك بشئ رقيق كثمرة مثلًا أو كف وليد صغير أو مواساة أحدهم ومصافحته. لن يمكن لأي روبوت حالٍ فعل ذلك؛ إذ لا يستطيع أن يحدد مقدار القوة اللازمة لذلك. ما فعلته الشركة أنها مكّنت الروبوتات من الإحساس وتقدير تلك القوة”.
ويمكن للشركة إدماج تلك التقنية بقفازات يدوية ومن ثم التحكم بروبوت في الجانب الآخر من الغرفة أو العالم إن شئت.
Valkky روبوت جديد قادر على الإحساس
طبقت الشركة هذه التكنولوجيا في روبوتها المسمى Valkky. والذي يمكن التحكم فيه عن بعد؛ إذ زودته بحساسات Touchlab على أطراف أصابعه.
ويمكن للروبوت الرؤية بزاوية محيطية 360 درجة. والشعور بالحرارة عن طريق كاميرات حرارية.
كل هذه الخصائص جعلت Valkky ممرضًا جيدًا للحالات التي تعاني من مشاكل في المناعة أو الحالات التي يخشى فيها من العدوى الشديدة وحالات العزل، مثلما حدث أثناء جائحة كورونا.
أطباء عن بعد
وبواسطة هذا الروبوت يتحدث الطبيب إلى المرضى ويقدم لهم الدواء والطعام وقياس الحرارة وغيرها من الإجراءات الطبية التي كانت تحتاج إلى البشر في الماضي.
ولا تزال الأبحاث حول هذا المجال في بداياتها. ولا يوجد تشابه بين لمسة الروبوتات واللمسة البشرية ولا يمكنه التحدث مع المرضى من تلقاء نفسه. لكن مع مزيد من التطوير قد نرى قريبًا روبوتات كان يظنها البشر خيالًا علميًا.
مصادر
https://www.bbc.com/reel/video/p0j39jxb/electronic-skin-could-give-robots-a-sense-of-touch