الذهب الرقمي.. لماذا يجب عليك معرفة الفرق بين العملات الرقمية؟

العملات المشفرة
العملات المشفرة

قبل العملات الرقمية، استخدم الإنسان المقايضة للحصول على السلع المرغوبة فيها. وذلك عندما بدأت مجموعات من الصيادين تتاجر للحصول على أفضل الأسلحة من الصوان وغيرها من الأدوات.

وظهر العملات أو الأموال بعد ذلك. وتطورت أشكالها على مدار التاريخ، بدءًا من الأشياء الطبيعية مرورًا بالنقود المعدنية ثم الورقية وصولًا للعملات الرقمية.

الفرق بين العملات الرقمية والمشفرة

ويشير مصطلح العملات الرقيمة إلى شكل من أشكال العملة المتاحة فقط في شكل رقمي أو إلكتروني. وهذا يعني أنه لا يوجد لها شكل مادي مثل العملات الورقية والمعدنية. وتحظى العملات الرقيمة برقابة ودعم الحكومات والمؤسسات المالية مثل النبوك المركزية.

دوجكوين-العملات-الرقمية-العملات-المشفرة

أما العملات المشفرة فهي ليست مثل العملات الرقيمة؛ حيث إنها لا تخضع للدعم والرقابة من قبل جهات حكومية أو بنوك مركزية، بل تتميز باللامركزية، مثل تعد البيتكوين والإيثريوم. لهذا تعد جميع العملات المشفرة رقمية، لكن في الوقت نفسه ليست كل العملات الرقمية مُشفرة.

الشمول المالي

فعلى سيبل المثال إن كنت تشتري منتجًا من البائع وقررت أن تدفع له باستخدام أحد تطبيقات تحويل الأموال فستدفع ثمن المنتج مباشرة إلى حسابه البنكي.

ما يعني أن التعامل بينكما هنا رقمي. فثمن المنتج تم حوله البنك من حسابك إلى الحساب البنكي للبائع بالعملات الورقية. وهذا ما يعرف بالشمول المالي أي استخدام تطبيقات الدفع الالكترونية في التعاملات المالية بدلًا من العملات النقدية.

إن العملات النقدية تقابل الأموال القانونية. فهي تمثل رصيد الودائع المصرفية، ويتم تداولها عن طريق أدوات الدفع الكتابية الشيكات، والشيكات المصرفية، والبطاقات، والتحويلات المصرفية، والخصم المباشر.

بينما العملات الرقمية فهي عملات تصدرها البنوك المركزية تشبه العملات المشفرة في أنها أكواد برمجية ليس لها مقابل مادي من العملات النقدية في الحسابات البنكية. وبالتالي هي عملة مركزية، يتحكم فيها البنك ويحدد قيمتها. وهنا يكمن الخلاف، وفق موقع “إنفستوبيديا”. لأن العملات المشفرة التي تعتمد في الأساس على فكرة اللامركزية.

إذ توجد العملات الرقمية الصادرة عن البنوك المركزية في شكل رقمي، فهاك بعض الدول التي تفكر في خطط لإطلاق نسخة رقمية من عملاتها الورقية المحلية.

وهذه العملات لا تمتلك العملات الرقمية سمات مادية ولا تتوافر إلا في شكل رقمي لا يمكن الوصول إليها إلا باستخدام أجهزة الكمبيوتر، أو الهواتف المحمولة لأنها موجودة فقط في شكل إلكتروني.

وجاء اقتراح استخدام العملات الرقمية من قبل البنوك المركزية لأنها وسيلة لتعزيز سرعة وأمان أنظمة الدفع المركزية. بالإضافة إلى خفض تكاليف ومخاطر التعامل مع العملات النقدية، وتعزيز الشمول المالي للأشخاص والشركات الذين لا يستطيعون الوصول إلى الخدمات المصرفية التقليدية. كما أنها قد تجعل المدفوعات عبر الحدود أسهل، وتقلل من الحاجة إلى النقد الأجنبي.

متى ظهر البيتكوين؟

ظهر البيتكوين، أول عملة مشفرة، عام ٢٠٠٨ وأخذ في الصعود منذ ظهوره، وفي أكتوبر ٢٠٠٩، باعت إحدى بورصات تداول العملات الرقمية ٥٫٠٥٠٢ بيتكوين مقابل ٥٫٠٢ دولار، بسعر دولار لكل ١٠٠٦ بيتكوين. ليتم تسجيل أول عملية شراء للبيتكوين بالنقود ليبدأ عصر الذهب الرقمي.

اقرأ أيضا: 765 مليون دولار من البيتكوين في مكب للنفايات.. فما القصة؟

وتعد هذه اللحظة الأهم في عالم العملات المشفرة؛ فلم يَعُد البيتكوين مجرد لعبة رقمية إذ أصبح سلعة سوقية لها سعر محدد.

وفي يوم الثاني والعشرين من مايو ٢٠١٠، دفع شخص ١٠٠٠٠ بيتكوين لشراء فطيرتَي بيتزا بقيمة ٢٥دولارًا، وكانت هذه أول مرة يُستخدم فيها البيتكوين كوسيط للتبادل، واستغرقت العملة سبعة أشهر لتنتقل من كونها سلعةً سوقية لتصبح وسيطًا للتبادل.

أنواع العملات الرقمية

تعتمد أنواعها على العملات التي يمكن استخدامها من دون حساب مصرفي. أولها يعتمد على مفهوم الدفع المسبق. بمعنى آخر، تم شراء القيمة النقدية بالفعل من قبل العميل قبل استخدامها.

على سبيل المثال، لاستخدام PayPal والدفع به، يتعين على العميل تحويل الأموال أو استلامها على محفظته. في صورة أموال مصرفية التي بمجرد وصولها إلى المحفظة تصبح أموالًا إلكترونية. وينطبق المبدأ نفسه على بطاقات الهدايا.

العملات الرقمية المغلقة: لا ترتبط بالاقتصاد الحقيقي القانوني ولا يمكن تحويلها إلى أموال مصرفية. تُستخدم هذه العملة في ألعاب الفيديو على سبيل المثال.

العملات الرقمية أحادية الاتجاه: التي يتم إنشاؤها من مشتريات الأموال المصرفية، ويقال إنها أحادية الاتجاه لأنه لا يمكن تحويلها مرة أخرى إلى عملة قانونية.

العملات الرقيمة ثنائية الاتجاه: تتوافق هذه مع العملات المشفرة البيتكوين، والإيثريوم، وما إلى ذلك. وبالتالي فهي عملة يمكن الحصول عليها مقابل عملة قانونية ثم تحويلها مرة أخرى إلى عملة قانونية.

مستقبل العملات المشفرة

لقد ارتفعت قيمة العملات المشفرة مثل البيتكوين بشكل كبير، ولكنها تُستخدم على نطاق واسع للمضاربة أو لشراء أصول مضاربة أخرى. وعلى الرغم من وجود بعض العلامات على تبني التجار لهذه العملات في دول مثل السلفادور، فإن التقلبات العالية وتعقيد هذه العملات تجعلها غير عملية بالنسبة لمعظم التطبيقات اليومية.

حاولت العديد من الشركات الحد من التقلبات من خلال تقديم عملات مستقرة، والتي يتم تثبيت قيمتها بسعر العملة الورقية. يتم ذلك عادةً عن طريق إيداع مبلغ معادل من العملة الورقية، والذي يمكن استخدامه لاسترداد الرموز. ومع ذلك، استخدم مصدرو العملات المستقرة مثل Tether هذه الودائع في استثمارات أكثر مضاربة، ما أثار مخاوف من تعرضهم لانهيار السوق.

وخلاصة القول تعد العملات الرقمية أصولًا تُستخدم فقط في المعاملات الإلكترونية. ولا تتخذ أي شكل مادي، على الرغم من إمكانية استبدالها بأموال عادية أو بأصول أخرى. وعلى الرغم من أن العملات الرقمية الأكثر شعبية هي العملات المشفرة مثل البيتكوين، فإن العديد من الحكومات الوطنية تفكر في إصدار عملات رقمية مركزية خاصة بها.

الرابط المختصر :