دخل الذكاء الاصطناعي بعد التطور الكبير الذي حظي به في الفترة الأخيرة ، وخصوصًا المعتمد على نماذج اللغة الكبيرة مثل Chat GPT وغيرها، مجالات متعددة مثل التدريب وتنمية مهارات العاملين .
سرعة التعلم والتكييف في سوق متقلب
في الوقت الراهن أصبحت سرعة التعلم مهارة أساسية من مهارات سوق العمل. وتمثل ثقافة التعلم ضرورة قصوى للأفراد والمؤسسات الاقتصادية على حد سواء، نظرًا للمنافسة الشديدة والتقلبات الاقتصادية حول العالم.
بالنسبة للمؤسسات، تعني سرعة التعلم بناء مؤسسة مرنة وقابلة للتكيف يمكنها مواجهة التغييرات. أما بالنسبة للأفراد، فهذا يعني تحديث المهارات المكتسبة بالفعل. وفى السياق ذاته، تعلم مهارات جديدة لتحسن التنافسية للفرد والبقاء على اطلاع دائم.
دراسات حول التعلم في بيئة العمل
في أبريل، قامت مؤسسة Charter بدراسة استقصائية حول التعلم في مكان العمل وأدوات الذكاء الاصطناعي. استهدفت الدراسة عينة مكونة من 152 من المتخصصين في مجالات التعلم والتطوير، وتنمية المهارات القيادية وغيرهم من المديرين في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
ونشرت نتائج الدراسة في دليل التشغيل الجديد الخاص بالمؤسسة، , والذي أطلق عليه اسم “The AI Educator” ،
وبسؤال العينة عما إذا تعلموا مهارات جديدة بالعام الماضي وعن كيفية تعلمها أتت الإجابات كالتالي:
الذكاء الاصطناعي كمصدر للتعلم
يتجه العاملون على نحو متزايد إلى روبوتات الدردشة الذكية المعتمدة على اللغة الكبيرة مثل ChatGPT لتطوير خطط التعلم. وكذلك لتلقي التدريب والاستشارات وممارسة المهارات من خلال سيناريوهات لعب الأدوار.
يشير Ethan Mollick، الأستاذ المشارك في جامعة Wharton إلى تجربة بحثية حديثة تم فيها منح رواد الأعمال الكينيين إمكانية الوصول إلى التدريب من خلال تلك النماذج . وتم في الدراسة استخدامChatGPT كنموذج تدريب اصطناعي ذكي. أدى الإجراء إلى زيادة الربحية للشركات بنسبة 20%.
ويشير Mollick إلى أن الذكاء الاصطناعي كمدرب يمكن أن يكون فعالًا في مساعدة الأفراد على اكتساب العديد من المهارات في مكان العمل. تشمل المهارات أيضًا تعليم كيفية “أن تكون مديرًا جيدًا”، وكيفية التواصل مع الناس. وفي السياق نفسه، يمكن أن يعلمك كيف تتصرف في مواقف أنت موقن بالفشل بها”.
لم يعد الأمر مجرد أطروحة ففي الآونة الأخيرة، تقدم العديد من المنظمات أساليب مؤسسية للتدريب القائم على الذكاء الاصطناعي.
حالات يكون فيها الذكاء الاصطناعي مفيدا بسوق العمل
خلصت الدراسة إلى خمس من حالات الاستخدام الواعدة للذكاء الاصطناعي للتعلم في مجال العمل. هذه الحالات هي تطوير السيرة الذاتية، والتدريب على المهارات. وكذلك استخدام الذكاء الاصطناعي للتدريب وتعزيز المحتوى، والإرشاد والتواصل، وتقييم المهارات.
تطوير السيرة الذاتية
في المؤسسات التي لديها بالفعل مكتبة مدمجة لمحتوى التطوير المهني، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون مفيدًا جدًا. إذ يمكنه تلخيص المحتوى الحالي في منهج دراسي مخصص ومنظم حسب مستوى المهارة أو المواضيع. ويمكنه أيضًا مساعدة المعلمين والمطورين على مزج المحتوى الحالي ومطابقته وإعادة تجميعه كدورة تدريبية جديدة لجمهور محدد أو هدف تعليمي معين.
فعلى سبيل المثال، استخدمت منصة التعلم Coursera مؤخرًا أداة Course Builder. وهي منصة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تتيح للمستخدمين تحديد أهدافهم التعليمية وإنشاء دورات مخصصة من محتوى منصة Coursera الحالي. تقول Trena Minudri، كبيرة مسؤولي التعلم في Coursera،: “إن هذه العملية كانت ستستغرق ثمانية أسابيع فيما مضى. وباستخدام Course Builder استغرق الأمر يومين فقط”.
التدريب على المهارات
تقول Helen Edwards المؤسس المشارك لشركة أبحاث وخدمات الذكاء الاصطناعي Artificiality: “إن روبوتات الدردشة المدعمة بالذكاء الاصطناعي يمكن أن تكون منصة منخفضة المخاطر لممارسة مهارات مثل إجراء محادثات صعبة. ويمكن أيضًا من خلالها تقديم الملاحظات، أو إدارة الأزمات”. وتقول أيضًا “يمكنك لعب الأدوار”. وأردفت قائلة: “يمكنك اختبار الأشياء بدون مخاطرة. ليس عليك الخروج إلى البراري وارتكاب الأخطاء لكي تتعلم”.
على سبيل المثال، قد يرغب المدير في التدرب على إجراء محادثة صعبة مع أحد الموظفين. باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، يمكنهم التدرب على تقديم الملاحظات في بيئة آمنة ومنخفضة المخاطر، سواء باستخدام روبوتات الدردشة مثل Chat GPT وAnthropic’s Claude أو منصات مصممة خصيصًا للتدريب ك Valence مثلًا. في هذا السياق يمكن لهذه المنصات أن تساعد المستخدمين الأفراد على تحديد الفجوات في المهارات ذات الصلة أو مجالات المشكلات. ومن ثم يمكن وضع نماذج لأفضل الممارسات، وتشجيع التفكير والممارسة من خلال التحديات ذات الحجم المناسب.
مدرب الذكاء الاصطناعي وتحسين المحتوى
في حين أن الأدوات الجديدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي تسمح للعديد من فرق التعلم والتطوير بالابتعاد عن اعتمادهم التقليدي على مكتبات المحتوى. في نفس الوقت يمكن لهذه الأدوات أن تساعد أيضًا في إحياء الدورات التدريبية ومقاطع الفيديو والمواد التعليمية الحالية. كما يمكن أن تساعد تلك النماذج في تقديم توصيات بشأن مواد الدورة التدريبية بناءً على أهداف التعلم للمستخدم.
الإرشاد والاتصال
رغم تفاؤلهم بشأن إمكانية التعلم القائم على الذكاء الاصطناعي، يسلط الخبراء الضوء على أنه لا يوجد بديل للتواصل البشري. يمكن رؤية ذلك بوضوح حيث أشار 47% من المهنيين وغيرهم من المديرين الذين شملهم استطلاع Charter إلى أن التدريب المدعوم بالذكاء الاصطناعي من شأنه أن يُحدث فرقًا ملموسًا في جودة عملهم. بينما أشار 22% إلى أن التدريب الشخصي من شأنه أن يؤدي أيضًا إلى التحسن. ما يشير إلى أن هذه الأنواع من التدريب يجب أن تكون مشتركة ببن التدريب البشري وتلك النماذج بدلًا من استبدال الإرشاد البشري بالجملة.
تقييم المهارات
يقول Kian Katanforoosh الرئيس التنفيذي ومؤسس منصة المهارات Workera: “هناك ميزة فريدة لاستخدام تلك النماذج لتقييم مهارات المديرين”، ويوضح قائلاً: “نظرًا لأن نصف عمر المهارة يصبح أقصر فأقصر، فإننا نحتاج إلى تحديث تقييماتنا بشكل متكرر لأن المهارات تتغير”.
وأضاف قائلا: “يساعدنا الذكاء الاصطناعي في تأليف التقييمات ومعايرتها بشكل أسرع؛ حتى نتمكن من تحويلها إلى تقييم معتمد وتقديمه للمجتمع في أسرع وقت ممكن كلما ظهر شيء ما في السوق”.
مصادر
https://time.com/charter/6986509/how-ai-can-train-you-to-be-better-at-your-job/