يشهد العالم تطورات هائلة في مجال الذكاء الاصطناعي، والذي بات يؤثر بشكل كبير في مختلف جوانب حياتنا. أحد أبرز هذه التطبيقات هو دخول الذكاء الاصطناعي إلى عالم الطب. حيث يظهر نتائج واعدة في مجال الكشف المبكر عن الأمراض، لا سيما سرطان الجلد.
ومن المتوقع أن يتم استخدام أدوات التشخيص المدعومة بالذكاء الاصطناعي للكشف عن سرطان الجلد، وذلك على نطاق واسع في هذا المجال مستقبلًا.
الهدف من استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الطب
يأتي ذلك لدوره الكبير في مساعدة أطباء الجلدية وأيضًا طلاب كليات الطب في القدرة على تشخيص حالات الإصابة بسرطان الجلد بدقة عالية.
وبحسب دراسة تابعة لكلية الطب في جامعة ستانفورد، وتم نشرها في شهر أبريل من هذا العام في مجلة npj Digital Medicine. فإن الأدوات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي يمكنها تحسين دقة تشخيص سرطان الجلد لدى الأطباء وطلاب الطب.
وقال الباحثون إن أدوات تشخيص سرطان الجلد القائمة على الذكاء الاصطناعي تتطور بسرعة. حيث من المتوقع أن تُستخدم على نطاق واسع بعد التحقق منها وإجراء الاختبارات المناسبة.
وأجروا مراجعة منهجية وتحليلًا لمجموعة من الدراسات احتوت على أكثر من 67 ألف تقييم لسرطانات الجلد المحتملة. وذلك حتى يستطيعوا التحقق من تأثير مساعدة الذكاء الاصطناعي في دقة تشخيص سرطان الجلد.
وأكد الباحثون أن أدوات الذكاء الاصطناعي تؤدي دورًا مساعدًا للأطباء ولا تعمل بديلًا لهم. حيث تحقق الفريق من كيفية تأثير مساعدة الذكاء الاصطناعي في الأداء التشخيصي للأطباء.
وقال Jiyeong Kim؛ الباحث في مركز ستانفورد للصحة الرقمية، إن الدراسة التي أجراها مع زملائه قارنت بين الأطباء الذين يعملون دون مساعدة الذكاء الاصطناعي ونظرائهم الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي لتشخيص سرطان الجلد.
ووفقًا للدراسة فإن مقدمي الرعاية الصحية في جميع مستويات التدريب والتخصصات استفادوا من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في عملهم بنحو عام.
وتمكن الأطباء والطلاب الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي من تشخيص ما تبلغ نسبته 74.8% من حالات سرطان الجلد بدقة. كما تم تحديد 81.5% من المرضى الذين يعانون حالات جلدية شبيهة بالسرطان بنحو صحيح.
ولتحديد الفئة التي استفادت أكثر من استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص أجرى الباحثون تحليلات فرعية.
وأظهرت هذه التحليلات أن جميع الفئات الطبية استفادت من هذه الأدوات، ولكن أكبر التحسينات كانت بين غير أطباء الجلدية.
نتائج الدراسة
لاحظ الباحثون أن هذه النتائج تسلط الضوء على إمكانات الذكاء الاصطناعي في تحسين تجربة التعليم لطلاب التخصصات الطبية التي تعتمد على التصوير مثل: الأمراض الجلدية والأشعة.
كيف يعمل الذكاء الاصطناعي في الكشف عن المرض؟
- تحليل الصور: يتم تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على تحليل كميات هائلة من صور الشامات والآفات الجلدية، سواء كانت سليمة أو سرطانية.
- التعرف على الأنماط: يستطيع الذكاء الاصطناعي التعرف على الأنماط المعقدة التي تميز بين الشامات الحميدة والآفات السرطانية، وذلك بناءً على شكلها، ولونها، وحجمها.
- دقة عالية: أثبتت الدراسات أن نماذج الذكاء الاصطناعي قادرة على اكتشاف سرطان الجلد بدقة عالية، أحيانًا تفوق دقة الأطباء المتخصصين.
- الكشف المبكر: يكمن أهمية الكشف المبكر عن سرطان الجلد في زيادة فرص الشفاء؛ حيث يمكن علاجه بنجاح في مراحله الأولى.
فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن سرطان الجلد
- زيادة الدقة: يقلل من نسبة الأخطاء التشخيصية.
- سرعة التشخيص: يوفر الوقت والجهد اللازمين للتشخيص التقليدي.
- توافر أكبر: يمكن الوصول إلى هذه التقنية بسهولة من خلال التطبيقات الذكية.
- تخفيف العبء على الأطباء: يساعد الأطباء في اتخاذ قرارات تشخيصية أكثر دقة.