ابتكار جهاز يُحوّل الماء إلى وقود للصواريخ وأكسجين على المريخ

طور فريق من العلماء جهازًا قادرًا على تحويل الماء إلى وقود وأكسجين للبعثات المتجهة إلى كوكب المريخ. جاء هذا وفقًا لدراسة حديثة نُشرت في الصحيفة الأمريكية “Proceedings of the National Academy of Sciences”.

في عام 2008، اتصل “مسبار فينكس”، المتجه إلى المريخ والتابع لوكالة “ناسا” الفضائية، مع تربة الكوكب الأحمر. وتوصل العلماء إلى أن العناصر المتناثرة في كوكب المريخ تتجمع على سطح الكوكب، وهذا يقدم لنا دليلًا على كيف يمكن للإنسان يومًا ما اكتشاف حياة جديدة لأنفسنا هناك.

بعد فترة وجيزة، أكد العلماء أن المسبار اكتشف وجود جليد مائي على الكوكب الأحمر. أحدث هذا الاكتشاف ثورة في طريقة تفكير العلماء حول المريخ، بالإضافة إلى أفكار حول تاريخ الماء على الكوكب الأحمر. لكنه أثار أيضًا سؤالًا للبشرية: هل يمكننا استخدام مياه المريخ لتزويد مهمات مأهولة بالوقود في المستقبل؟

– تفاصيل الدراسة الجديدة لتحويل الماء إلى وقود الصواريخ والأكسجين على المريخ

لامس “مسبار فينيكس” تربة المريخ لأول مرة في 25 مايو 2008، كجزء من مهمة أكبر لفهم تاريخ المياه على الكوكب الأحمر. وعثر الروبوت المسؤول عن الاستكشاف خلال الرحلة على جليد مائي في عينة من التربة تم تجريفها من خندق بعمق 5 سم.

واكتشف الروبوت أيضًا دليلًا على وجود بيركلورات المغنيسيوم في تربة المريخ -وهو عامل مؤكسد مهم يذوب في الماء- بالإضافة إلى تركيزات عالية من الملح.

ويمكن لكلورات المغنيسيوم أن تحتفظ بشكلها السائل على سطح المريخ؛ حيث تسمح درجات الحرارة بذلك، ولكن هذا يمكن أيضًا أن ينتج محلولًا ملحيًا سائلًا على السطح، وكذلك في باطن سطح المريخ.

هذه العملية ستتم بواسطة جهاز جديد قادر على تحويل هذا الماء إلى وقود للصواريخ وأكسجين على كوكب المريخ، وهما مكونان أساسيان لأي مهمة بشرية مستقبلية على الكوكب الأحمر.

سيعمل الجهاز على النحو التالي: أولًا يدخل محلول الماء إلى الجهاز الذي له جانبان. يفصل الجانب الأول جزيئات الماء عن بعضها لتكوين أيون الهيدروكسيل، ثم يقسم الجانب الثاني هذا الجزيء مرة أخرى لإنشاء ناتج الأكسجين.

بالطبع، يمكننا فعل ذلك على الأرض، باستخدام جهاز يسمى المحلل الكهربائي، أو جهاز كهروكيميائي يحول الماء إلى أكسجين وهيدروجين.

ومع ذلك، لتكييف هذه الطريقة التكنولوجية مع الكوكب الأحمر، يحتاج الباحثون إلى إنشاء جهاز معياري يمكنهم تقليصه لمسافات طويلة إلى المريخ. بمجرد وجوده هناك، يمكنه العمل بشكل مستمر، ويمتص المحلول الملحي وينتج الأكسجين والهيدروجين؛ ليستخدمه رواد الفضاء كلما هبطوا، ويحتاج الجهاز الجديد أيضًا إلى العمل في درجات الحرارة المنخفضة لسطح المريخ، والتي يمكن أن تهبط إلى -62 درجة مئوية.

يذكر أن الباحثين يهدفون إلى العمل مع وكالات الفضاء القديمة، مثل “ناسا”، في تخطيط وإطلاق بعثات مستقبلية إلى المريخ. إذا نجح الجهاز، فقد يكون أداة أساسية للبشر على الكوكب الأحمر، وتمكينهم من العيش هناك والحصول على وقود كافٍ للعودة إلى الأرض.

 

اقرأ أيضًا:

أصوات المريخ.. ابتكار جديد من “ناسا” للهاتف المحمول

 

ولمتابعة أحدث الأخبار الاقصادية أضغط هنا

الرابط المختصر :
اترك رد