أول قمر اصطناعي لحماية الأرض من تغير المناخ

القمر الاصطناعي Biomass

أطلقت اليوم الوكالة الأوروبية للفضاء أول قمر اصطناعي لحماية الأرض من التغيرات المناخية. ويدعي “Biomass “، ويمتلك القدرة على الرؤية عبر السحب والمظلات المورقة. ويهدف لتقييم  مدى مساهمة الغابات المطيرة في العالم في حماية الكوكب من تغير المناخ.

أول قمر اصطناعي لمراقبة الغابات

سيقوم Biomass، التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، بمحاولة رصد ومعرفة كمية الكتلة الحيوية للغابات على كوكب الأرض. ويأتي ذلك في محاولة لكشف كمية ثاني أكسيد الكربون. وهو أحد الأسباب الرئيسية للاحتباس الحراري. التي تستهلكها الأشجار من ثم إبعادها عن الغلاف الجوي.

ويأمل المشروع، الذي تقوده مجموعة ِAir Bus الأوروبية لصناعات الفضاء، في مساعدة العلماء على نمذجة تغير المناخ بشكل أكثر دقة وتتبع معدلات إزالة الغابات.

وكان من المستحيل حساب كمية الكربون المخزنة بواسطة 1.5 تريليون شجرة في الغابات المطيرة على كوكب الأرض. إذ تم إطلاق القمر الصناعي من محطة Kourou التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية في غيانا الفرنسية.

Biomass مفتوح المظلة

حل جديد لمشكلة رصد قديمة

ومن المقرر أن يستخدم القمر الاصطناعي الجديد رادارًا بطول موجي طويل للغاية. سيسمح له ذلك برؤية أعماق الغابات والكشف عن الفروع والجذوع التي تحجبها الأشجار.

وفى تصريح له يقول الدكتور Ralph Cordey؛ رئيس قسم علوم الأرض في شركة إيرباص: “إن معظم أجهزة الرادار الموجودة في الفضاء اليوم يمكنها التقاط صور رائعة للجبال الجليدية. ولكن عند النظر إلى الغابات فإنها ترى قمم الغابة، والأغصان الصغيرة، والأوراق الصغيرة، ولا تخترق الغابات”.

مضيفًا: “ولكن ما وجدناه هو أنه باستخدام طول موجي راداري أطول بكثير، يمكننا الرؤية إلى أعماق الأشجار والغابات”.

وسوف يستخدم القمر الاصطناعي الذي يبلغ وزنه 1.2 طن نهجًا لا يختلف كثيرًا عن النهج المستخدم في التصوير المقطعي بواسطة الكومبيوتر. إذ سيقوم بتصوير الغابات في كل مرة يحلق فوقها. ومن ثم يقوم بتحليل الصور الملتقطة عبر الأشجار في كل تحليق لبناء صورة عن كمية المواد الخشبية الموجودة.

حساب ثاني أكسيد الكربون المستهلك بالأشجار

يمكن استخدام تقدير المواد الخشبية المرود كمقياس لكمية ثاني أكسيد الكربون المخزنة المسببة للاحتباس الحراري على كوكب الأرض.

ويقوم العلماء حاليًا بقياس الأشجار الفردية ومحاولة استقراء النتائج، ولكن هذا يمثل “تحديًا هائلًا” كما قال البروفيسور Mat Disney، أستاذ الاستشعار عن بعد في جامعة لندن.

وأوضح: “فهمنا الحالي متفاوتٌ للغاية؛ لأن قياسه صعبٌ جدًا. ما نتحدث عنه أساسًا هو محاولة وزن كمية الكربون المخزَّنة في تريليون ونصف تريليون شجرة عبر المناطق الاستوائية”.

وتعد الأقمار الاصطناعية هي الطريقة الوحيدة التي يمكنك من خلالها القيام بذلك باستمرار. وستستمر القياسات على الأرض بعد إطلاق القمر الصناعي للتحقق من البيانات التي يرسلها.

قال الدكتور Cordey: “بعض الأشياء على القمر الصناعي كبيرة، بما في ذلك الهوائي الكبير القابل للنشر بقطر 12 مترًا. حيث يشبه الأمر نشر مظلة في الفضاء، ولكنها كبيرة جدًا، لذا سنحرص على أن يتم الأمر بسلاسة”.

استعدادات الإطلاق

تعاون بين الشركات

استعانت شركة AirBus بمهندسين من شركة L3Harris Technologies الأمريكية إلى موقعها في Stevenage  للإشراف على بناء عاكس الهوائي.

تعتبر شركة L3Harris متخصصة في هذه الأنظمة الكبيرة غير القابلة للطي، وهي الخبرة التي لا تمتلكها أوروبا حاليًا.

ويأمل الفريق في إنتاج الخرائط الأولى خلال ستة أشهر، ومن المقرر أن يستمر القمر الجديد في جمع البيانات على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وفى الوقت نفسه لن تظهر هذه الخرائط السنوية كمية الكربون المخزنة فحسب. بل كمية الكربون المفقودة بسبب إزالة الغابات أيضًا.

قال البروفيسور Disney: “إن نوع الرصد الذي حصلنا عليه على مدى خمسين عامًا من أقمار صناعية أخرى مثل Landsat يتأثر بشدة بالغيوم. وفي المناطق الاستوائية، غالبًا ما تكون السحب كثيفة. لذا قد لا نرى أي جزء من الغابات الاستوائية.

وأشار إلى أن الميزة الأخرى للطول الموجي الأطول لقمر Biomass هي أنه يمكنه اختراق السحب. ما يوفر رؤية متسقة وقابلة للمقارنة للغابة من عام إلى آخر”.

وهذه النتيجة هي التي حفزت العلماء الذين عملوا على المشروع لأكثر من عشرين عامًا.

وتابع الدكتور Cordey: “إنه أمر مثير؛ لأنه سيخبرنا عن شيءٍ ربما نعتبره أمرًا مسلّمًا به. غاباتنا وأشجارنا، وكيف أسهمت في العمليات التي تسيطر على كوكبنا، وخاصةً العمليات الكامنة وراء تغير المناخ، والتي تعد بالغة الأهمية لنا اليوم وفى المستقبل”.

الرابط المختصر :