تعد شاشات العرض الحديثة أدوات رائعة للترفيه، بما تمتلكه من تشبع للألوان ودقات عالية ومعدلات التحديث المرتفعة لبيكسلات الشاشة كل ثانية.
وفي الآونة الأخيرة، منذ جائحة كورونا عام 2020، كان للشاشات الحديثة دور محوري في العمليات التعليمية. وكذلك احتلت تكنولوجيات الشاشات حيزًا كبيرًا في تطوير تقنيات صناعة الهاتف المحمول. فظهرت تقنيات، مثل: LED، وQLED، والشاشات القبلة للثني وغيرها.
بيكسلات الشاشة ودقة العرض
تعتمد الشاشات في عرض الفيديوهات أو غيرها على تتابع اللقطات المكونة من صورة واحدة، ثم عرض صورة أخرى. ويعتمد الفاصل الزمني بين الصورتين على معدل التحديث للشاشة. في الشاشات الحديثة يكون معدل التحديث 60 هرتزًا أو 120 هرتزًا، ويعني هذا أن الشاشة قادرة على رسم 60 أو 120 صورة في الثانية الواحدة.
والجدير بالذكر أن العين البشرية لا تستطيع تتبع صور بمعدل تحديث أكبر من 24 صورة في الثانية. ففي هذه الحالة توهم العين الدماغ بأن اللقطات تتحرك. وكانت هذه الفكرة المبني عليها عالم فريد من المتعة، وهو عالم الرسوم المتحركة.
وبصرف النظر عن التكنولوجيا المستخدمة في إنتاج الصورة تبقى الطريقة واحدة، وهي تقسيم الشاشة إلى خطوط طولية وعرضية. وتقسم هذه الخطوط الشاشة إلى مربعات صغيرة، يطلق على كل واحدة منها اسم “البيكسل”.
وكلما زادت عدد البيكسلات في البوصة المربعة، زادت دقة عرض الشاشة. ويضيء المتحكم (Processor) كل بيكسل باللون والشدة المطلوبة لإعطاء الصورة، حتي يحدثها في الدورة الجديدة من التحديث لإنتاج التتابع المطلوب.
معوقات تكنولوجية لوجود شاشات بحجم كبير
كانت شاشات العرض قديمًا معتمدة على الشاشات التي تسمى شاشات أشعة المهبط. كانت تلك الشاشات تصنع من الزجاج، وتتطلب الكثير من الإلكترونيات لتوليد الجهد العالي اللازم للتشغيل.
وكانت تمتاز تلك الشاشات، وخاصة المدمجة في التليفزيونات القديمة، بكبر الحجم وثقل الوزن. وفي ذلك التوقيت كان يتناسب حجم التليفزيون مع حجم الشاشة المدمجة بداخله.
ومنذ اختراع القطارات ظهرت الحاجة إلى شاشات عرض يمكن من خلالها عرض مواعيد القطارات ومحطات الوصول. غير أنه في تلك الفترة لم تكن تكنولوجيا العرض تمتلك طرقًا لتطبيق ذلك إلا في شاشات عرض السينما. وكانت الأخيرة تحتاج إلى ظلام ليظهر الضوء حاملًا معه المعلومات المراد توصيلها. وكانت تلك المعوقات كفيلة بعدم جدوى الاستعانة بشاشات عرض السينما في محطات القطارات.
لذا، دعت الحاجة إلى وجود شاشات من نوع خاص في القطارات والمطارات على وجه الخصوص. وشاشات ميكانيكية (Flap screen) تعرض الحروف والأرقام لعرض مواعيد القطارات ومواعيد إقلاع الطائرات وغيرها.
شاشات ميكانيكية (Flap screen)
لفهم طريقة عمل تلك الشاشات، يمكن تخيل كشكول ورقي كبير. لو كتب شخص ما حرف A مثلًا في الصفحتين المتقابلتين بأول الكشكول، بحيث تمثل الصفحتين معًا الحرف، وحرف B في الصفحتين اللتان تليهما بالطريقة نفسها وهكذا.
في هذا السياق، يمثل الكشكول بيكسل واحد يمكنه كتابة حرف أو رمز ما. وإذا أردنا أن نحصل على حرف A، فيمكننا فتح الكشكول على الصفحة التي يظهر بها. ويمكن بتدوير الكشكول حول محوره الحصول على كل الأرقام والحروف والعلامات كلا على حدة.
بتطبيق تلك الفكرة في الشاشات الميكانيكية، يتكون كل بيكسل من بكرة كبيرة، يتصل بها ألواح سواء معدنية أو بلاستيكية بطريقة الكشكول سالفة الذكر.
وتمتاز هذه الألواح بأنها حرة الحركة حول المحور، فعند تدويرها تسقط من أعلى إلى أسفل ليظهر الرقم أو الحرف المراد. ويقوم محرك بتحريك البكرة مرورًا بحرف ما، ثم غيره وغيره إلى أن نصل للحرف المطلوب. وتمتاز هذه الطريقة بالسهولة، ولا تحتاج الكثير من الإلكتورنيات للتشغيل.
شاشة حديثة بطابع قديم
وفي خبر لطيف من نوعه، أنتجت شركة vestaboard شاشات ميكانيكية جديدة تعمل بالفكرة سالفة الذكر. تعرض تلك الشاشات الرسائل النصية والأرقام على لوحتها بطريقة قد تثير الحنين في كثير من المستخدمين.
تتكون الشاشة من 22 بيكسلًا طوليًا و6 بيكسلات عرضية، تمكنك من عرض الرسائل والأرقام على متنها. وتتحرك كل بيكسل بحركة خاصة تمكنها جميعًا من الحركة المتزامنة مصدرة الصوت المألوف لدى الكثيرين من جيل الثمانينيات والتسعينيات.
مميزات جديدة كليًا
تمتلك تلك الشاشة التي يطلق عليها اسم Vestaboard خاصية الاتصال بالإنترنت؛ حيث يمكنها ذلك من عرض نتائج المباريات والطقس وغيرها.
كما يمكن التحكم بها من الهاتف المحمول لعرض الرسائل أو التعليمات في الشركات بطريقة تلفت النظر. ويمكنها عرض الساعة والتوقيتات المتزامنة للبلدان المختلفة حول العالم.
والجدير بالذكر أنها تعد شاشة عرض تستطيع عرض رسائل بطول 132 حرفًا. ولكنها تمتلك سرعة معقولة في تبديل الحروف، وتمتلك صوتًا يبعث النستولوجيا في أذن المستمع.