5 اختراعات إسلامية غيرت العالم.. من بينها المستشفيات

من السجاد والبصريات والقهوة إلى الجامعات والمستشفيات التي تمنح الشهادات العلمية غيّر المخترعون المسلمون العالم بأعظم اختراعات غيرت مجرى التاريخ الحديث.

اكتشف علماء المسلمين الموهوبون والمجتهدون، الذين كانوا أيضًا طلابًا للعلوم أمثال: جابر بن حيان، والجزري، والزهراوي، وعباس بن فرناس، أشياء لا نزال نتعلم منها حتى الآن.

ومع افتتاح بيت الحكمة في بغداد حدث تقدم كبير في العلوم والتكنولوجيا لم يسبق له مثيل منذ زمن اليونانيين القدماء. وفي ظل تغطية الإمبراطورية الإسلامية الشاسعة لمساحة أكبر من مساحة الإمبراطورية الرومانية في ذروتها منح الأمير الشاب المأمون قدرًا هائلًا من التركيز والموارد نحو التقدم العلمي والتكنولوجي. ولم تظهر آثار ذلك في عالم العلوم فحسب، بل كان له أيضًا تأثير مباشر في جميع قطاعات الحياة.

ومن المهم إدراك أن العلماء والباحثين والمخترعين المسلمين في العصر الذهبي الإسلامي استلهموا من الإسلام؛ حيث يأمر الله تعالى المسلمين في القرآن الكريم بأن “يتفكروا” في “خلق السماوات والأرض”. ويتحدث الله عن “اختلاف الليل والنهار” وكيف ينبت النبات ويزدهر.

يغطي القرآن موضوعات في علم الأحياء والجيولوجيا وعلم الأجنة وعلم الفلك والعديد من العلوم الأخرى، وفي الوقت نفسه يتواصل مع قرائه للتأمل. تزامنت هذه التعاليم القرآنية مع توجيهات النبي -صلى الله عليه وسلم- في متابعة العلم والتعليم، وبذلك يكون لديك عصر الاكتشاف والعلم العظيم الذي ابتكره المسلمون بين عامي 786 و1258.

لذلك نسلط الضوء على خمسة اختراعات إسلامية لا نزال نتمتع بها ونستخدمها حتى اليوم.

1. الجبر

5 اختراعات إسلامية غيرت العالم من بينها الجبر
5 اختراعات إسلامية غيرت العالم من بينها الجبر

 

إن الجبر، وهو مفهوم في الرياضيات يشكّل المكون الرئيسي لأي إنجاز تكنولوجي أو هندسي، هو في الواقع مساهمة من العصر الذهبي للإسلام. هذه المساهمة القيّمة في دراسة الرياضيات قدمها العالم المسلم الشهير محمد بن موسى الخوارزمي الذي يُعد حجر الزاوية في العلوم.

وضع “الخوارزمي” أساسيات المعادلات الجبرية في كتابه “كتاب المختصر في حساب الجبر “والذي ترجمه مستعرب بريطاني إلى ما يعرف بـ “الكتاب المختصر في الحساب بالإكمال والموازنة”، ومنه اشتقت كلمة “خوارزمية” أيضًا.

وكان الغرض من هذه المعادلات هو تسهيل الحياة، خاصة عندما يتعين على المرء إجراء الحسابات التي أمر بها الإسلام مثل: الزكاة أو قسمة الميراث؛ إذ دفع غياب الآلات الحاسبة وأجهزة الكمبيوتر في القرن الحادي والعشرين إلى تطوير معادلات رياضية فعالة ودقيقة وسريعة للمساعدة في العمليات الحسابية المعقدة أو الطويلة.

وسمح ذلك للرياضيات بأن تصبح أوسع نطاقًا؛ فساعد الجبر في بناء كل شيء تقريبًا في القرن الحادي والعشرين، بدءًا من ناطحات السحاب الشاهقة وحتى الجسور الطويلة.

 

2. الجامعات المانحة للدرجات العلمية

 

اليوم هناك مجموعة انتقائية من المهن السائدة؛ من علماء الآثار والباحثين إلى الأطباء والمهندسين، وما لا يعرفه الكثيرون هو أن الجامعات المانحة للدرجات العلمية هي نتاج العصر الذهبي للإسلام، ليس ذلك فحسب بل إن أول جامعة تم إنشاؤها رسميًا كانت على يد أميرة مسلمة اسمها “فاطمة الفهرية”.

وحتى قبل إنشاء هذه المؤسسة كانت المساجد بمثابة مراكز تعليمية تشهد تدريس القرآن والفقه والأحاديث.

وفي حين أن مؤسسات مثل أوكسفورد وكامبريدج قديمة العهد؛ حيث يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر، فإن أنه لا تزال هناك مؤسسات أقدم منها ترجع للعصر الإسلامي المبكر مثل: جامعة الأزهر في القاهرة، وجامعة الدول العربية، وهي المؤسسة التي أسستها فاطمة الفهرية والمعروفة باسم “القرويين”.

ظهرت هذه المؤسسة إلى الوجود عندما حصلت فاطمة الفهري وشقيقتها مريم على ميراث كبير بعد وفاة والدهما وشقيقهما، قررت كلتاهما بدء مشاريع من شأنها أن تعود بالنفع على سكان مدينة فاس في المغرب؛ بسبب اهتمامهما المتزايد بالمجتمع. أولًا أنشأت مريم مسجد الأندلس الضخم عام 859 م، وسرعان ما تبعتها فاطمة بتأسيس مسجد القرويين، الذي كان يضم مجمعًا كبيرًا لدرجة أنه تمكن من استضافة جامعة داخل أسواره.

كان الطلاب قادرين على الإقامة في الحرم الجامعي ولم يضطروا إلى دفع أي رسوم “تعليمية”، بل حصلوا على طعام وبدلات إقامة مجانية. ومع تزايد الطلب على الأماكن في الجامعة تماختيار المرشحين بناء على معرفتهم باللغة العربية والقرآن الكريم والعلوم العامة.

ولم تقتصر الدراسات نفسها على الدين بل توسعت على مر السنين لتشمل مجالات مثل: الطب وعلم الفلك، مع التركيز الشديد على العلوم الطبيعية. توفيت فاطمة الفهري عام 880م، لكن مؤسستها استمرت في العمل، ومهدت مساهمتها في هذا العالم الطريق في السنوات اللاحقة لفتح المزيد من المؤسسات في جميع أنحاء العالم.

 

3. المستشفيات

بُني أقدم مستشفى عام 805 في بغداد على يد هارون الرشيد. تطورت هذه المستشفيات في نطاقها وطبيعتها، وكان إنشاء مستشفى أحمد بن طولون في مصر مميزًا أيضًا؛ حيث كان من أوائل المستشفيات التي تعمل بكامل طاقتها، وأصبحت نموذجًا للمستشفيات التي نراها اليوم. وكان المفهوم الرئيسي الذي جاء مع إنشائه هو الرعاية الصحية المجانية، وهو المفهوم الذي كان ولا يزال سائدًا في التقاليد الإسلامية المؤسسية.

ضمت هذه المستشفيات مراكز العلاج، وأقسام التعافي، وحتى دور رعاية المسنين. وتم افتتاح العديد من المراكز الطبية المماثلة في جميع أنحاء الإمبراطورية الإسلامية الشاسعة وأصبحت تُعرف باسم “البيمارستان” أو “المارستان”، وهي مشتقة من الكلمة الفارسية التي تعني “مريض” و”مكان”.

 

وهي شملت قاعات محاضرات كبيرة يتلقى داخلها طلاب الطب العلم من الأطباء ذوي الخبرة في ذلك الوقت،و أصبحت مصدر إلهام للمراكز الطبية المنتشرة الآن في جميع أنحاء العالم.

4. القهوة

5 اختراعات إسلامية غيرت العالم
5 اختراعات إسلامية غيرت العالم من بينها القهوة

 

يتم استهلاك 1.6 مليار كوب من القهوة يوميًا فهي جزء أساسي من الروتين اليومي للكثيرين. تبلغ قيمة صناعة القهوة حوالي 100 مليار دولار، وتعود أصول هذا المشروب الأساسي إلى السنوات الأولى للعصر الإسلامي.

القصة هي أن مسلمًا إثيوبيًا يُدعى خالد (يُشار إليه أيضًا باسم كالدي) لاحظ ذات يوم، بينما كان يرعى مواشيه، أنها أصبحت أكثر حيوية بعد تناول ثمرة معينة وبعد غليها أُنتج أول مشروب قهوة.

ومع مرور الوقت تطور  تحميص حبوب البن ووضعها في الماء الساخن لإنتاج مشروب يعزز الطاقة، وأصبحت تعرف باسم “القهوة”.

وبعد أن بدأ استهلاك المشروب شعبيًا بدأت المقاهي المتخصصة تنتشر بجميع أنحاء مدن الإمبراطورية الإسلامية، مثل دمشق والقاهرة وبغداد.

ولم يُعرف المشروب في العالم الغربي إلا بعد أن أحضره تاجر عثماني إلى لندن في القرن السابع عشر، ومن هناك انتشرت القهوة إلى البندقية بإيطاليا عام 1645 وألمانيا عام 1683 بعد انسحاب الأتراك من النمسا.

وعندما وصل المشروب لأول مرة إلى أوروبا قوبل بالشك لأنه مشروب “مسلم”. يقال إنه في عام 1600 استمتع البابا كليمنت الثامن بفنجان من القهوة لدرجة أنه أصدر قرارًا بأنه من الخطأ السماح للمسلمين باحتكارها وأعلن بعد ذلك أنه يجب تعميدها.

 

5. الكاميرا

على الرغم من أن الكاميرا لم تكن اختراعًا مباشرًا للعصر الذهبي الإسلامي فإن البصريات والوظيفة خلف الكاميرا تم تطويرها على يد العالم المسلم “الحسن بن الهيثم”. ودون أبحاثه في مجال البصريات كان من المستحيل تطوير الكاميرا الحديثة.

يُنظر إلى “ابن الهيثم” على أنه أحد أعظم العلماء على مر العصور؛ إذ قضى معظم حياته العملية في مدينة القاهرة الإمبراطورية، ولم يأت بحثه في مجال البصريات إلا بعد أن تم وضعه تحت الإقامة الجبرية من قبل الحاكم الفاطمي. مستفيدًا من هذا القرار الجائر أجرى أبحاثه وسعى لمعرفة كيفية عمل الضوء، وكان التركيز الأساسي لبحثه هو معرفة كيفية عمل الكاميرا ذات الثقب.

وهو أول عالم اكتشف أنه عندما يتم عمل ثقب صغير في جانب صندوق مضاد للضوء يتم تسليط أشعة الضوء من الخارج من خلال هذا الثقب إلى داخل الصندوق وعلى الجدار الخلفي له.

واكتشف أنه كلما كان الثقب أصغر كانت جودة الصورة أكثر وضوحًا؛ ما أعطى في النهاية القدرة على إنتاج صور واضحة جدًا. وجمع بحثه في الكتاب المشهور “كتاب المناظر” المعروف بـ “كتاب البصريات” باللغة الإنجليزية.

أدى اكتشاف “الهيثم” هذا إلى اختراع الكاميرا الحديثة. ولولا بحثه في كيفية عمل الضوء لما كانت الآليات الكامنة وراء الكاميرا موجودة؛ لذا في المرة القادمة التي تلتقط فيها صورة لتحميلها على منصات التواصل الاجتماعي مثل Twitter أو Instagram تذكر فقط أن عالمًا مسلمًا منذ أكثر من 1000 عام هو من ابتكرها.

وهذه الاختراعات ليست سوى حفنة من المئات -إن لم يكن الآلاف- التي ساهم فيها المخترعون والعلماء المسلمون. إن عددًا كبيرًا من الأجهزة اليومية التي نستخدمها هي ابتكارات هؤلاء المخترعين والعلماء.

 

الرابط المختصر :

التعليقات مغلقة.