4 طرق لاستخدام التكنولوجيا ضد وباء كورونا

قدم قانون المساعدة والإغاثة والأمن الاقتصادي الأمريكي (CARES) أموالًا طائلة لترقية وتطوير تقنيات التكنولوجيا لمواجهة “COVID-19” في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ولا شك في أن هذا حفز العديد من الشركات على التكيف مع التكنولوجيا الجديدة بشكل أسرع من ذي قبل.

وبالفعل توفرت بعض التقنيات العظيمة التي نتجت عن هذا المفهوم، وفي السطور التالية سنسلط المزيد من الضوء على أربع طُرق تكنولوجية استخدمها العالم ولا يزال لمكافحة وباء هذا القرن.

 

الروبوتات UVD
تتحرك هذه الروبوتات بشكل مستقل عبر الغرف لتقتل نحو 99.99٪ من البكتيريا خلال مدة زمنية تتراوح من 10 إلى 15 دقيقة، وتستخدم روبوتات UVD الأشعة فوق البنفسجية للقضاء على الحمض النووي في الفيروسات والبكتيريا، وهو ما دفع الدكتور “كريستيانو هوشر” إلى الاستعانة بها في سلاسل مستشفيات “بوليكلينيكو أبانو” بإيطاليا بعد إصابة ستة أطباء بـ COVID-19.

وأشار الدكتور “هوشر” إلى أنه لم يتعرض أي من أطبائه، أو ممرضاته، أو مرضاه للإصابة بالعدوى منذ أن بدأ في استخدام هذه الروبوتات.

وكانت شركة Blue Ocean Robotics في مدينة أودنيس بالدنمارك بدأت في تطوير هذه الروبوتات منذ عام 2014، وهي واحدةً من التقنيات التي استطاع العالم أن يسخرها لاستخدامها ضد هذا الوباء.

جدير بالذكر، أن مستشفيات “بوليكلينيكو أبانو” ليست الوحيدة التي استخدمت الأشعة فوق البنفسجية للتطهير، ففي مدينة “نيويورك” بدأت وكالة النقل الحضرية (MTA) برنامجًا تجريبيًا لاستخدام مصابيح الأشعة فوق البنفسجية لتنظيف قطارات وحافلات المدينة مع إعادة فتح المدينة على مراحل، وأعلنت الوكالة في أواخر مايو الماضي عن أنها ستستخدم نحو “150 جهازًا محمولًا مزدوج الرأس من هذه المصابيح”، وبالفعل تم استخدامها طوال الليل من الساعة 1 صباحًا حتى الساعة 5 صباحًا عقب غلق محطات القطار أبوابها.

خاتم Oura
ارتدى جميع لاعبي الدوري الأمريكي للمحترفين خاتم “Oura” فور عودتهم للملاعب مرة أخرى في “أورلاندو”، وهو عبارة عن خاتم به مستشعرات صغيرة يمكنها اكتشاف أعراض الوباء قبل أن يمرض الشخص، ويبلغ سعره نحو 300 دولار.

وتدعي الشركة المصنعة له أن الموثوقية الخاصة به مثبتة بنسبة 99.99٪ مقارنة بمخطط كهربية القلب؛ حيث يقيس الخاتم تغيرات معدل ضربات القلب بموثوقية 98.4٪، ويمكنه الكشف عن التغيرات في درجات الحرارة التي تصل إلى 0.05 درجة، وكانت الشركة تبرعت بالآلاف من هذه الخواتم للعاملين في الخطوط الأمامية لاختبار قدراته.

وحول هذا، أفاد باحثون في معهد “روكفلر” لعلم الأعصاب بأن الخاتم يمكن أن يتنبأ بالمرض لمدة تصل إلى ثلاثة أيام قبل أن يعاني الشخص من سعال، أو حمى، أو أعراض أخرى، وكانت جامعة “كاليفورنيا” أجرت دراسة للمساعدة في تحديد أنماط COVID-19؛ لتحسين قدرته على اكتشاف الفيروس بشكل أفضل.

بالطبع الخاتم ليس هو النهاية الشاملة لاختبار COVID-19 في الوقت الراهن، ولكنه أصبح مجرد عملية أخرى من عمليات الفحص الصارمة في الدوري الأمريكي للمحترفين؛ نظرًا لأنه يتعقب درجة الحرارة النسبية أثناء نوم الشخص، ويعرض اتجاهات درجة الحرارة اليومية عبر تطبيق على الهاتف المحمول.

 

تتبع جهات الاتصال
لعبت التكنولوجيا دورًا مهمًا في تتبع فيروس كورونا، على سبيل المثال: تم استخدام خرائط الهواتف المحمولة، وتطبيقات الدفع عبر الهاتف المحمول مثل Samsung Pay وGoogle Pay وApple Pay، ووسائل التواصل الاجتماعي، وما إلى غير ذلك؛ لجمع المعلومات في الوقت الفعلي.

وساعدت هذه التكنولوجيا السلطات الصينية ضد الوباء؛ من خلال تتبع الأشخاص في “ووهان” مركز الوباء، كما تمكنت الصين من استخدام البيانات باستخدام نماذج التعلم الآلي التي تم الحصول عليها؛ للتنبؤ بديناميكية انتقال COVID-19 وتوجيه عمليات المراقبة لفحص الحدود.

واستخدمت “السويد” أيضًا منصة للعاملين في مجال الرعاية الصحية للإبلاغ عن بيانات المرضى المصابين بالفيروس، ومعدات الحماية الشخصية (PPE)، وأجهزة التنفس الصناعي إلى جانب معلومات أخرى، وتم مشاركة هذه المعلومات مع السلطات في جميع أنحاء البلاد؛ لتحديد حالة المرافق، وتخصيص الموارد، وزيادة سعة أسرة المستشفيات.

واستخدمت وزارة الصحة في “سنغافورة” “لوحة البيانات المقدمة لتصوير اتجاهات العدوى عبر العمر والجنس والموقع، وتحديد وقت الشفاء للأفراد المصابين، ووفرت لوحة معلومات فيروس كورونا في جامعة “جون هوبكنز” وخريطة الصحة صورًا محدثة للحالات والوفيات في جميع أنحاء العالم”، وسمحت خوارزميات الذكاء الاصطناعي (AI) أيضًا بدمج تأثير المناخ في البيانات المتوقعة.

 

تكنولوجيا الرعاية الصحية عن بُعد
تم تغيير الطريقة المعتادة التي يتلقى بها المرضى العلاج من أطبائهم، وتم استبدال الطريقة التي يستخدم بها الناس التكنولوجيا أثناء الوباء؛ بهدف تقليل التعرض للأشخاص المصابين، وتقليل استخدام معدات الوقاية الشخصية وأعداد المرضى في المستشفيات، وتحولت صناعة الرعاية الصحية إلى الرعاية الصحية عن بُعد، وتمكنت هذه الأخيرة بالفعل من تقليل مخاطر انتقال COVID-19 مع السماح لموظفي الرعاية الصحية (HCP) برعاية المرضى.

وعلى الرغم من أن الرعاية الصحية عن بُعد ليست جديدة، إلا أنها مثل الكثير من التقنيات القائمة على الاتصالات، وهو ما جعلها تحتل مكانة الصدارة أثناء الحجر الصحي، وتتمثل الفائدة الواضحة للرعاية الصحية عن بُعد في أنها تزيد من التباعد الاجتماعي؛ حيث يُسمح للأطباء بفحص مرضى COVID-19 المحتملين وإحالتهم إلى مسار العلاج المناسب، كما يُسمح للمعالجين والأطباء النفسيين بمواصلة العلاج والاستشارات مع مرضاهم، وهي تتيح للمهنيين توفير التعليم والتدريب لموظفي الرعاية الصحية الآخرين، لا سيما في المناطق الريفية، =لكن ورغم كل ما سبق، فهناك قيود على الخدمات الصحية عن بُعد، مثل معرفة المريض أو الطبيب المعالج، أو مستوى راحته بالتكنولوجيا ومستوى وصولهم إلى التكنولوجيا والإنترنت.

وأخيرًا، أصبحت هناك تطورات في التكنولوجيا ساعدت العالم بوجه عام في بدء  التعامل مع COVID-19، وبات استخدام التكنولوجيا لمكافحة الوباء إحدى الطُرق الصغيرة التي يمكن للأشخاص من خلالها البدء في تطبيع حياتهم مرة أخرى، وأصبحت الخدمات الأساسية، كالتحدث إلى الطبيب أو المعالج؛ من خلال برامج الرعاية الصحية عن بُعد، وروبوتات الأشعة فوق البنفسجية التي تحمي العاملين في الخطوط الأمامية، ليست سوى بعض الطُرق التي يمكن أن تساعد بها التكنولوجيا في مكافحة فيروس كورونا.

إقرأ أيضا:

المملكة تستضيف ملتقى عالميًا حول التكنولوجيا في علم الأعصاب

المصدر:

الرابط المختصر :
اترك رد