هل تصبح البكتيريا أداة لحفظ المباني التاريخية؟

عالم التكنولوجيا    ترجمة

 

يعود تاريخ العديد من المباني الأكثر شهرة في أوروبا إلى أكثر من ألف عام. وعلى الرغم من أن هذه شهادة على بعض المواد القوية بشكل لا يصدق التي يستخدمها أمثال الرومان القدماء، فإن الحفاظ على المباني التاريخية يمثل مشكلة تزداد صعوبة وتكلفة بشكل متزايد.

يمكن العثور على حل في العديد من التطورات الحديثة في الخرسانة ذاتية الإصلاح، بما في ذلك عجينة بكتيرية لزجة، والتي لديها القدرة على تجديد الهياكل الحجرية القديمة، وفقًا لتقارير “مجلة Horizon ” المدعومة من المفوضية الأوروبية.

وأظهرت الأبحاث، مثل دراسة جرتها “جامعة باث”، أن الخرسانة الممتلئة بالجراثيم البكتيرية تتصلب في نهاية المطاف إلى معدن الكالسيت؛ ما يصنع خرسانة ذاتية الشفاء تعالج التشققات في المباني القديمة.

-هل يمكن أيضًا تجديد المباني التاريخية؟

في حين أن هذا يُعد تقدمًا كبيرًا للهياكل الخرسانية، فماذا عن المباني التاريخية المصنوعة من الحجر؟

طور فريق من مشروع أوروبي يسمى “Geoheal”، مؤخرًا، تقنية تتيح للمستخدمين رش أو تغطية الأعمال الحجرية باستخدام معجون بكتيري يبدأ في علاج الضرر فور حدوثه.

وقال “مايكل هاربوتل”؛ من مشروع ” Geoheal”، وهو أيضًا أستاذ الهندسة الجيولوجية في “جامعة كارديف”: “الحجر والمواد الجيولوجية هي بطبيعتها مستقبلية بيولوجية”.

وتابع: “يمكن للبكتيريا التي استخدمناها أن تعيش بسعادة في مثل هذه البيئات وتؤدي إلى تكوين معادن جديدة، طالما أنها قادرة على الوصول إلى الماء والأكسجين والمواد المغذية”.

-الاختبارات تظهر تحسن البنية المجهرية للبناء

اختبر الباحثون من مشروع “Geoheal” عجينة البكتيريا في “دير تينترن” في مونماوثشاير، ويلز، وهو معلم تاريخي تأسس عام 1131.

وباستخدام نوعين من البكتيريا وهما: Sporosarcina pasteurii وSporosarcina ureae، وجدوا أن معجونهم حسن بالفعل البنية المجهرية للبناء دون تغيير المظهر الخارجي للحجر.

علاوة على ذلك لم يؤثر المعجون في قابلية تهوية الحجر، وهي مشكلة متكررة في العديد من علاجات حماية الحجر.

والعلاجات البكتيرية ذاتية الشفاء لديها القدرة على تحسين سلامة البنية التحتية الحيوية بشكل كبير ومنع الأحداث الكارثية، مثل انهيار “جسر موراندي” في جنوة بإيطاليا عام 2018؛ ما أدى إلى مقتل 43 شخصًا.

ومع ذلك فإن أجزاء كبيرة من هذه الهياكل عادة ما تكون تحت الأرض؛ الأمر الذي  يجعل التفتيش مهمة صعبة.

-خصائص الشفاء الذاتي في ظروف تحت الأرض

حقق مشروع أوروبي آخر، يسمى مشروع “Geobacticon”، والذي انتهى في ديسمبر 2020، في كفاءة تقنيات الشفاء الذاتي البكتيرية في الخرسانة تحت الأرض.

وأبرز المشروع حقيقة أن أنواع التربة المختلفة ذات الرطوبة والحموضة المتغيرة يمكن أن تؤثر في الخرسانة بعدة طرق مختلفة.

بالإضافة إلى اكتساب أدلة حيوية حول كيفية عمل الخرسانة ذاتية الإصلاح في أماكن تحت الأرض، اكتشف الباحثون في مشروع “Geobacticon” أيضًا أن التلفيق البكتيري الذاتي الشفاء يمكنه أيضًا حماية القضبان الفولاذية المغطاة بالخرسانة.

ويمكن أن تؤدي الرطوبة والمواد الكيميائية الموجودة في التربة إلى إضعاف الفولاذ تدريجيًا على مدار سنوات عديدة؛ ما يؤدي إلى ضعف الهياكل والكوارث المحتملة؛ لذا فإن طريقة منع هذا التآكل لها قيمة كبيرة للغاية.

أخيرًا يقول الباحثون إنه في المستقبل قد تؤدي الأعمال الحجرية والخرسانة ذاتية الإصلاح إلى طرق بناء جديدة ومثيرة بالإضافة إلى أشكال معمارية يمكن أن تظل متينة لعدة قرون.

اقرأ أيضًا:

استخدام تقنية (CRISPR) لتخزين البيانات في الحمض النووي

 

ولمتابعة أحدث الأخبار الاقتصادية اضغط هنا

الرابط المختصر :
اترك رد