هل تستطيع “روبوتات التنظيف” العناية بك في سن الشيخوخة؟

لماذا تعد المنازل الذكية مناسبة لكبار السن أكثر من الشباب ؟

خلال العشرين عامًا القادمة، ستصبح الأنظمة ذاتية التشغيل مثل الروبوتات جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، مما يغير طريقة الحياة حتى في سن الشيخوخة.

هل تثق في رعاية الروبوتات لك في سن الشيخوخة؟

هل يمكن أن يكون هذا الحل التقني الذي يبدو أشبه بفيلم خيال علمي هو الحل حقًا؟ وهل ستثق بأقاربك المسنين، أم بنفسك عندما تكون في أضعف حالاتك مع جهازٍ قويّ جدًا؟

فقد أظهر تقرير صادرٌ عن مؤسسة “مهارات الرعاية” الخيرية العام الماضي وجود 131 ألف وظيفة شاغرة لمقدمي خدمات رعاية المسنين في إنجلترا.

لماذا تعد المنازل الذكية مناسبة لكبار السن أكثر من الشباب ؟

وإجمالاً، يعاني حوالي مليوني شخص في إنجلترا ممن تبلغ أعمارهم 65 عامًا فأكثر من عدم تلبية احتياجاتهم من الرعاية.

بحلول عام 2050، من المتوقع أن يبلغ عمر واحد من كل أربعة أشخاص في المملكة المتحدة 65 عامًا أو أكثر، مما قد يزيد الضغط على نظام الرعاية. وهنا يأتي دور الروبوتات.

قبل عشر سنوات، بدأت الحكومة البريطانية في تقديم الدعم لمصنعي الروبوتات لتطوير وترويج استخدام الروبوتات في دور الرعاية. ويرجع ذلك جزئيًا إلى شيخوخة السكان ونقص نسبي في موظفي دور الرعاية.

حيث أمضى الدكتور جيمس رايت، إخصائي الذكاء الاصطناعي والأستاذ الزائر بجامعة كوين ماري بلندن، سبعة أشهر في مراقبتهم. وتحديدًا في دار رعاية يابانية، حيث راقب مدى نجاحهم.

الروبوتات ورعاية المسنين

من جانبه يقول، جيمس رايت، درست ثلاثة أنواع من الروبوتات: الأول، يدعى HUG، صممته شركة فوجي اليابانية، وكان أشبه بإطار مشي متطور للغاية.

وكان مزودًا بوسائد دعم يمكن للأشخاص الاستناد إليها بسهولة، وكان يساعد مقدمي الرعاية على رفع الأشخاص من السرير إلى كرسي متحرك أو إلى المرحاض.

أما الروبوت الثاني، فكان يشبه إلى حد ما صغير فقمة، وكان يدعى بارو. هذا الروبوت، المصمم لتحفيز مرضى الخرف. مدرّب على الاستجابة للمداعبة من خلال الحركات والأصوات.

فيما كان الثالث روبوتًا صغيرًا ودودًا يدعى “بيبر”. كان قادرًا على إعطاء التعليمات وشرح التمارين بتحريك ذراعيه، وكان يستخدم لقيادة حصص التمارين في دار الرعاية.

 

هل ترعى الروبوتات كبار السن.
هل ترعى الروبوتات كبار السن؟

 

بينما كان بإمكان الروبوت “بيبر” إعطاء التعليمات وإظهار التمارين عن طريق تحريك ذراعيه، لكن بعض الأشخاص الذين جربوه وجدوا أن صوته مرتفع للغاية.

لقد اكتشف أن أكبر استنزاف لوقت العاملين في دار الرعاية كان في الواقع تنظيف الروبوتات وإعادة شحنها، وفوق كل ذلك استكشاف الأخطاء وإصلاحها عندما يحدث خطأ.

لكن بعد عدة أسابيع، قرر العاملون في مجال الرعاية أن الروبوتات تسبب مشاكل أكثر من قيمتها، واستخدموها بشكل أقل وأقل. لأنهم كانوا مشغولين للغاية بحيث لا يستطيعون استخدامها.

إذ كان لا بد من تحريك “هوغ” باستمرار لإبعاده عن طريق السكان. تسبب بارو في إزعاج أحد السكان الذي أصبح متعلقًا به بشكل مفرط. ولم يتمكنوا من متابعة تمارين “بيبر” لأنه كان قصيرًا جدًا بحيث لا يراه الناس، كما لم يتمكنوا من سماعه جيدًا لأن صوته كان مرتفعًا جدًا.

هل ترعى الروبوتات كبار السن؟

يقول مطورو HUG إنهم منذ ذلك الحين حسّنوا التصميم ليصبح أكثر إحكامًا وسهولة في الاستخدام.

بينما صرح تاكانوري شيباتا، مبتكر Paro، بأن Paro يُستخدم منذ 20 عامًا، مشيرًا إلى تجارب أثبتت أدلة سريرية على آثاره العلاجية”. أما Pepper، فقد أصبحت ملكًا لشركة أخرى، وخضع برنامجه لتحديثات جوهرية.

علاوة على ذلك تقول، براميندا كالب-سولي، أستاذة بجامعة نوتنجهام، مصممة على جعل هذه الروبوتات تعمل بكفاءة في التطبيق العملي. قائلة: “نسعى لنقل هذه الروبوتات من المختبرات إلى العالم الحقيقي”.

لتحقيق هذه الغاية، أنشأت شبكة تدعى Emergence، بهدف المساعدة في ربط صانعي الروبوتات بالشركات والأفراد الذين سيستخدمونها. من أجل التعرف على كبار السن أنفسهم، ومعرفة ما يريدونه من الروبوتات.

في حين قال أحد كبار السن: “نحن لا نريد أن نعتني بالروبوت، بل نريد من الروبوت أن يعتني بنا”.

في الوقت نفسه لكي يكون الروبوت مفيدًا، يجب أن يتمتع بنفس قدرة الإنسان على التفاعل مع العالم، كما يوضح. ولهذا، يحتاج إلى براعة بشرية.

وتبقى إن الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك اقتصاديًا هي دفع أجور أقل للعاملين في مجال الرعاية وتوفير دور رعاية أكبر بكثير، وموحدة بحيث يسهل على الروبوتات العمل فيها.

في النهاية هذه الروبوتات  لا تهدف إلى استبدال البشر.  بل لبناء مستقبل يتاح فيه لمقدمي الرعاية مزيد من الوقت لتقديم الرعاية.

المصدر: BBC

الرابط المختصر :