في إنجاز علمي يعد خطوة عملاقة نحو المستقبل، نجح الروبوت البشري “G1″، الذي طورته شركة Unitree الصينية، في اختبار قوة ومرونة أبهر المراقبين، حيث تمكن من سحب سيارة تزن نحو 1400 كيلوجرام (1.4 طن) على سطح مستوٍ بكل سهولة.
ويأتي الإبهار مضاعفًا بالنظر إلى وزن الروبوت الضئيل الذي لا يتجاوز 35 كيلوغرامًا. وطوله المتواضع البالغ 132 سنتيمترًا فقط.
جرى هذا الاختبار النوعي تحت إشراف باحثين من أكاديمية بكين للذكاء الاصطناعي (BAAI). والذين أشرفوا على تدريب الروبوت على أداء هذه المهمة بشكل ذاتي وكامل. دون أي تدخل أو تحكم بشري مباشر في لحظة الجر.
هذا الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي هو ما جعل هذا الإنجاز محط اهتمام عالمي. وذلك وفقًا لـ”digitaltrends”.
توازن ديناميكي يكسر حدود القوة
المقطع المصور الصادر عن الأكاديمية عرض الروبوت “G1” في مشهد لافت، إذ لم يقتصر الأمر على مجرد سحب الوزن الهائل. بل تميز الروبوت بـ “توازنه الديناميكي” اللافت.
فبينما كان يسحب السيارة، أظهر “G1” دقة مذهلة في الحفاظ على ثباته. متحركًا بسرعة محسوبة على السطح الزلق مع انحناء محسوب للخلف لتوليد القوة المطلوبة للحركة. ما وصفه الباحثون بـ “ذكاء اصطناعي يوازن بين القوة والمرونة”.
بحسب الباحثين في الأكاديمية، فإن القيمة الحقيقية لهذا الإنجاز لا تكمن في القوة الجسدية. التي أظهرها الروبوت فحسب، بل في قدرته الفائقة على الحفاظ على استقراره وتوازنه أثناء جر وزن ثقيل. يفوق وزنه بأكثر من 40 مرة، ما يعكس مستوى متقدمًا من التحكم المدعوم بالذكاء الاصطناعي.
من المصانع إلى الإنقاذ والرعاية الصحية
هذه القدرات المتقدمة في الجمع بين القوة والثبات تفتح آفاقًا واسعة أمام الروبوت “G1” والأجيال المشابهة. فالقدرة على التحرك بثبات تحت ضغط وزن هائل قد تجعله خيارًا مثاليًا للعمل في:
- البيئات الصناعية والمستودعات الضخمة، حيث تتطلب المهام رفع ونقل أوزان ثقيلة.
- عمليات الإنقاذ في مواقع الكوارث، حيث يحتاج الروبوت إلى التحرك بثبات وسط تضاريس صعبة وغير مستوية.
- القطاع الصحي، لتنفيذ مهام دقيقة داخل المستشفيات أو تقديم المساعدة في المنازل.
تحدي الأيدي ينتظر الحل
على الرغم من هذا التقدم المذهل في التحكم الحركي بالجزء السفلي، يشير الخبراء إلى أن نشر الروبوتات البشرية. على نطاق واسع في بيئات العمل لا يزال يواجه تحديًا رئيسيًا. إذ لا يزال تطوير الحركة الدقيقة لليدين للقيام بمهام تتطلب مهارات يدوية. معقدة من أبرز العقبات أمام الجيل الجديد من هذه الروبوتات.
وهذا ما يعني أن الأسواق والقطاعات المختلفة قد تضطر إلى الانتظار بضع سنوات إضافية. قبل أن تبدأ هذه الروبوتات بالانتشار بشكل كثيف في بيئات العمل اليومية.




















