دراسة: طبقة الأوزون تلتئم بفضل التحكم في غازات الاحتباس الحراري

عالم التكنولوجيا       ترجمة

 

أصدر علماء من 46 وكالة بحثية حول العالم التقييم الأكثر شمولًا للتغيرات البيئية العالمية المتعلقة باستنفاد الأوزون والأشعة فوق البنفسجية في التفاعل مع التغير المناخي.

تتمحور النتائج البحثية، المقدمة في إطار بروتوكول مونتريال _وهو اتفاق عالمي تم الانتهاء منه في عام 1887 لحماية طبقة الأوزون من خلال القضاء على إنتاج واستهلاك المواد المستنفدة للأوزون_وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، حول كيفية تأثير تغييرات طبقة الأوزون في جودة الهواء وصحة الإنسان والنظم البيئية والتكنولوجيا.

– تاريخ مشكلة طبقة الأوزون

منذ ما يقرب من 40 عامًا قام العلماء “جو فارمان” و”بريان جاردينر” و”جوناثان شانكلين” باكتشاف واقعي مفاده أن الأنشطة البشرية كانت تستنفد طبقة الأوزون، وأن ثقبًا تشكل فوق القارة القطبية الجنوبية.

كانت هذه ولا تزال مشكلة بيئية كبيرة؛ لأنها تزيد من كمية الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلى سطح الأرض، وبالتالي تزيد من معدلات الإصابة بسرطان الجلد وإعتام عدسة العين وأكثر من ذلك. وأثار اكتشاف الثقب ذعر العالم.

وبعد عقود لا تزال المشكلة قيد التحقيق من قِبل العلماء في جميع أنحاء العالم، ويعمل فريق البحث في “قسم أنتاركتيكا” على فهم العناصر الرئيسية، مثل ما يحدث مع توازن الطاقة في الأرض وفي الستراتوسفير وما التغييرات التي يجلبها ثقب الأوزون.

– نتائج الدراسة الجديدة

يقول “أندرو كليكوتشوك”؛ عالم فيزياء الغلاف الجوي الدكتور والمؤلف المشارك من “قسم أنتاركتيكا “: “نحن نحاول أيضًا تحسين محاكاة الطقس والمناخ للحصول على دقة أفضل وفهم أكبر لما سيأتي”.

والدراسة الجديدة لديها بعض الأخبار الجيدة؛ حيث تظهر إحدى النتائج الرئيسية أن “بروتوكول مونتريال” ينجح في التئام طبقة الأوزون والمساعدة في تقليل الاحترار العالمي.

ويذكر الباحثون أنه سيتم تجنب ما يقرب من 25٪ من الاحتباس الحراري الذي كان متوقعًا بحلول عام 2050، مع استمرار السيطرة على هذه الغازات.

علاوة على ذلك كان الإشعاع فوق البنفسجي الشمسي المدمر فوق القارة القطبية الجنوبية من بين أدنى المستويات التي تم قياسها في عام 2019. ويقول الباحثون إن السبب في ذلك هو أن ثقب الأوزون في القطب الجنوبي خلال فصل الربيع كان صغيرًا بشكل غير عادي بسبب الأحداث المناخية الشديدة التي تحدث في نصف الكرة الجنوبي.

ويوفر هذا مزيدًا من الأدلة على الصلة بين استنفاد طبقة الأوزون في الستراتوسفير ومناخ نصف الكرة الجنوبي. يقول الدكتور “كليكوتشوك”: “ثقب الأوزون هو مؤثر قوي في التغيير بنصف الكرة الجنوبي؛ لأنه يغير بنية درجة حرارة الغلاف الجوي”.

وأدى نمو ثقب الأوزون إلى تحويل مجاري الرياح فوق المحيط الجنوبي في الصيف وتسبب في ظروف أكثر جفافًا في تشيلي وظروف أكثر رطوبة في شمال أستراليا. وكتب الباحثون أنه مع بدء طبقة الأوزون في التعافي استقرت تغيرات الرياح هذه أو انعكست قليلًا.

ومع ذلك فإن المناخ يتغير بسرعة كبيرة، ويقول الدكتور “كليكوتشوك”: “نرى أدلة على وجود تباين كبير في نصف الكرة الجنوبي، على سبيل المثال: حرائق الغابات الأسترالية وموجات الحرارة في القطب الجنوبي بالصيف الماضي”.

وأظهرت إحدى النتائج الرئيسية أيضًا أن العمليات وراء طبقة الأوزون الصغيرة بشكل غير عادي لعام 2019 كثفت حرائق الغابات في أستراليا وربما زادت من موجات الحرارة في القارة القطبية الجنوبية.

وأوضح الباحثون أن درجات الحرارة القياسية الجديدة في أجزاء من شرق القارة القطبية الجنوبية وشبه جزيرة أنتاركتيكا من المحتمل أن تؤثر في النظم البيئية؛ عن طريق استنزاف احتياطيات المياه والتسبب في الإجهاد الحراري.

اقرأ أيضًا:

إنتاج الغذاء يفاقم الاحتباس الحراري.. وعلماء يقدمون الحل

 

الرابط المختصر :
اترك رد