في أحد أعظم الاكتشافات في القرن العشرين، تمكن عالم الفيزياء الأمريكي جيمس واتسون. الحائز على جائزة نوبل، من تحديد البنية الحلزونية المزدوجة للحمض النووي في عام 1953.
وذلك إلى جانب العالم البريطاني فرانسيس كريك؛ ما مهد الطريق للتقدم السريع في علم الأحياء الجزيئي.
من هو جيمس واتسون؟
ولِد جيمس واتسون بشيكاغو في أبريل 1928 لأبوين هما “جين” و”جيمس”، من نسل المستوطنين الإنجليز والاسكتلنديين والأيرلنديين.
فيما حصل على منحة دراسية للدراسة في جامعة شيكاغو عندما كان عمره 15 عامًا.
وهناك أصبح مهتمًا بتقنية الحيود الجديدة، والتي تنعكس فيها الأشعة السينية عن الذرات للكشف عن هياكلها الداخلية.

ولمواصلة أبحاثه في بنية الحمض النووي ذهب إلى جامعة كامبريدج في إنجلترا؛ حيث التقى كريك. الذي بدأ معه في بناء نماذج واسعة النطاق للهياكل المحتملة.
ولاحقًا، بعد اكتشافه العلمي، انتقل واتسون وزوجته إليزابيث إلى جامعة هارفارد، فأصبح أستاذًا لعلم الأحياء.
بينما رزق الزوجان بابنين، أحدهما شخص بالفصام في سن المراهقة. ما حفز واتسون على مواصلة أبحاثه لمعرفة المزيد عن الحمض النووي، أملًا في مساعدته.
وفي عام 1968 تولى إدارة مختبر كولد سبرينج هاربور في ولاية نيويورك، وهي مؤسسة قديمة يُسب إليه تحويلها إلى أحد أبرز معاهد البحث العلمي في العالم.
وخلال عام 1962 تقاسم واتسون جائزة نوبل مع موريس ويلكنز وفرانسيس كريك لاكتشافهم بنية الحلزون المزدوج للحمض النووي.
هل الأشخاص البيض أذكى من السود؟
لكن سمعة “واتسون” ومكانته تضررتا بشدة بسبب تعليقاته حول العرق والجنس. ففي برنامج تلفزيوني زعم أن الجينات تسبب اختلافًا في متوسط معدل الذكاء بين السود والبيض.
وبحلول أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين أصبح منبوذًا إلى حد كبير من قبل المجتمع العلمي بسبب تعليقاته حول العرق والجنس.
وفي عام 2007 قال العالم لصحيفة التايمز إنه كان متشائمًا بطبيعته بشأن مستقبل أفريقيا. لأن كل السياسات الاجتماعية مبنية على حقيقة مفادها أن ذكاءهم مماثل لذكائنا.
في حين أن كل الاختبارات تقول عكس ذلك حقًا.

واعتذر واتسون ولكن على الرغم من ذلك فإن تعليقاته أدت إلى خسارته وظيفته كمستشار في مختبر كولد سبرينج هاربور في نيويورك.
فيما أدت التعليقات الإضافية التي أدلى بها في عام 2019؛ عندما اقترح مرة أخرى وجود صلة بين العرق والذكاء. إلى تجريده من ألقابه الفخرية كمستشار فخري وأستاذ فخري في أوليفر آر جريس ووصي فخري من قبل المختبر.
في حين قال المختبر في بيان له حينها: “إن تصريحات الدكتور واتسون مستهجنة وغير مدعومة بالعلم”.
اكتشاف الحمض النووي
اكتشف الحمض النووي “DNA” عام ١٨٦٩، لكن العلماء لم يكتشفوا أنه يشكل المادة الوراثية في الخلايا إلا عام ١٩٤٣. ومع ذلك ظلت بنية الحمض النووي “DNA” لغزًا محيرًا.
ومن خلال العمل على الصور التي حصلت عليها الباحثة “روزاليند فرانكلين” من كلية “كينجز”، دون علمها، تمكن كريك وواتسون من بناء نموذج فيزيائي للجزيء.
علاوة على أن “موريس ويلكنز”؛ الحائزة على جائزة نوبل مناصفةً مع كريك وواتسون، عملت مع روزاليند فرانكلين لتحديد بنية جزيء الحمض النووي.
في حين تُعرف الباحثة روزاليند فرانكلين؛ التي توفيت عام ١٩٥٨، اليوم بدورها المحوري في الاكتشاف العلمي لأبحاث الحمض النووي. على الرغم من أن عملها كان محذوفًا إلى حد كبير من القصة آنذاك.
وعلّق زملاء سابقون بأن واتسون ساهم في دعم مسيرة العالمات بجامعة هارفارد خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي. في وقت لم يكن فيه ذلك أمرًا شائعًا.
ومع ذلك أدلى أيضًا بتعليقات مهينة بشأن النساء في مجال العلوم، وكتب تعليقات متحيزة جنسيًا عن الباجثة روزاليند فرانكلين. بما في ذلك التعليق على مظهرها، في كتابه الأكثر مبيعًا عام ١٩٦٨ “اللولب المزدوج”.
وأصبح واتسون أول حائز على جائزة نوبل يبيع ميداليته الذهبية. حيث بيعت مقابل 4.8 مليون دولار في مزاد عام 2014، وقال إنه تخلى عنها لأنه شعر بالنبذ من قبل المجتمع العلمي بعد تصريحاته المثيرة للجدل.
وتوفي جيمس واتسون عن عمر ناهز 97 عامًا منذ أيام.
المصدر: bbc




















