تحدي الطاقة يهدد طموحات الذكاء الاصطناعي

سام ألتمان:

في سباق لا يتوقف نحو تسريع وتيرة الذكاء الاصطناعي، يجد عمالقة التكنولوجيا أنفسهم أمام عقبة غير متوقعة. الطاقة الكهربائية. لم يعد العائق الرئيسي هو توافر شرائح المعالجة الرسومية (GPUs). بل القدرة على إمداد مراكز البيانات العملاقة التي تضم هذه الرقائق بالكهرباء الكافية لتشغيلها.

وأثارت هذه المعضلة حالة من عدم اليقين، حتى بين أكثر الشخصيات نفوذًا في هذا المجال. مثل سام التمان، الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، وساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لـ Microsoft. ففي الوقت الذي ركز فيه عالم التكنولوجيا جهوده على تجميع رقائق الحوسبة، يبدو أن البنية التحتية للطاقة قد تخلفت عن الركب.

رقائق متكدسة ومراكز بيانات “باردة”

أشار ساتيا ناديلا، في تصريحات له خلال بودكاست BG2، إلى مفارقة صادمة: “المشكلة الأكبر التي نواجهها الآن ليست وفرة في الحوسبة، بل هي الطاقة والقدرة على إنجاز بناء مراكز البيانات بالسرعة الكافية. وبالقرب من مصادر الطاقة.”

واعترف ناديلا بأن هذا التباطؤ قد أدى إلى وضع غريب حيث طلبت Microsoft عددًا كبيرًا من الرقائق يفوق بكثير قدرة البنية التحتية للطاقة المتعاقد عليها على تشغيلها. وفقا لـ “تك كرانش”.

MSFT Nadella OpenAI Altman 09 official joint pic

وأضاف: “إذا لم تتمكن من فعل ذلك، فمن المحتمل أن يكون لديك مجموعة من الرقائق المخزنة التي لا يمكنني توصيلها. في الواقع، هذه هي مشكلتي اليوم. إنها ليست مشكلة إمداد بالرقائق. إنها حقيقة أنه ليس لدي قوالب جاهزة ودافئة لتوصيلها بها.” في إشارة إلى المباني التجارية الجاهزة للاستئجار والتجهيز.

هذا الموقف يكشف عن فجوة بين عالم التكنولوجيا الرقمي، الذي يتميز بسرعته الفائقة في تطوير ونشر الشرائح والبرمجيات، وعالم الطاقة الذي يتطلب سنوات لبناء محطات طاقة ضخمة.

ارتفاع مخيف في الطلب

بعد أكثر من عقد من ثبات الطلب على الكهرباء في الولايات المتحدة، بدأت مراكز البيانات في السنوات الخمس الأخيرة في زيادة استهلاكها بوتيرة تفوق خطط شركات المرافق لتوليد سعة جديدة. هذا التسارع دفع المطورين إلى اللجوء إلى ترتيبات “خلف العداد” (behind-the-meter)، حيث يتم تغذية مراكز البيانات بالكهرباء مباشرة دون المرور بشبكة الكهرباء العامة.

سام ألتمان OpenAI

من جانبه، حذر سام التمان من المخاطر المستقبلية، مشيرًا إلى أن الانخفاض “غير المعقول” في تكلفة وحدة الذكاء (بمتوسط 40 مرة سنويًا) يمثل “أسًا مخيفًا” من منظور بناء البنية التحتية. وألمح إلى سيناريو قد “يحرق” فيه الكثيرون بسبب العقود الحالية إذا ظهر شكل أرخص بكثير من الطاقة على نطاق واسع في وقت قريب.

رهانات التكنولوجيا على الطاقة الجديدة

لم يكتفِ التمان بالتحذير، بل استثمر شخصيًا في حلول الطاقة المستقبلية، بما في ذلك الشركات الناشئة في مجال الطاقة النووية (الاندماج والانشطار) مثل Oklo و Helion، بالإضافة إلى Exowatt المتخصصة في الطاقة الشمسية التي تخزن الحرارة للاستخدام لاحقًا. ومع ذلك، فإن هذه التقنيات ليست جاهزة للنشر على نطاق واسع اليوم.

في غياب الحلول الجذرية الفورية، اتجهت شركات التكنولوجيا إلى الطاقة الشمسية الكهروضوئية (PV Solar)، والتي تتميز بانخفاض تكلفتها، وانعدام انبعاثاتها، وقدرتها على النشر السريع. وبسبب بنيتها المعيارية (Modular) التي تشبه إلى حد كبير صناعة أشباه الموصلات، فإن وتيرة بنائها أقرب إلى سرعة بناء مركز بيانات مقارنة بمحطات الغاز التي تتطلب سنوات.

الرابط المختصر :