باحثون يستخدمون الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالزهايمر

يعيش أكثر من نحو 5 ملايين أمريكي مع “الزهايمر”، وهو مرض تنكسي في الدماغ، ومن المتوقع أن ينمو هذا العدد وفقًا لجمعية الزهايمر، إلا أن شركتي IBM Research و Pfizerطورتا نموذجًا جديدًا للذكاء الاصطناعي يستخدم اختبارات الكلام السريعة للمساعدة في التنبؤ بظهور المرض لدى الأشخاص الأصحاء.

وحسبما ذكرت الشركتان، مؤخرًا، فإن دقة الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بظهور المرض بلغت حوالي 70%، ومن المحتمل أن يعطي هذا للأشخاص المحتمل إصابتهم بالمرض إشعارًا لمدة تصل إلى سبع سنوات قبل ظهور أعراض التدهور المعرفي عليهم.

من المهم التعرف على علامات الإنذار المبكر لـ “الزهايمر” قبل أن يبدأ المرض في التسلل، بدءًا من الأعراض التي قد يُساء تفسيرها بأنها تغييرات نموذجية مرتبطة بالعمر؛ لأنها علامة على التدهور المعرفي القادم، وكلما أسرع الأطباء في اكتشاف المرض زاد ما يمكن تقديمه لمساعدة المريض رغم عدم وجود علاج لهذا المرض حتى الآن.

العودة في الوقت المناسب
استخدم باحثو شركتي “آي بي إم” و”فايزر” بيانات من دراسة “فرامنغهام” للقلب، وهي دراسة طولية تتعقب الصحة في أكثر من 5000 شخص وعائلاتهم منذ عام 1948، ويمكن أن تساعد البيانات التي تم جمعها في هذه الدراسة الأطباء بشكل أفضل في تحديد عوامل الخطر لأمراض معينة بمرور الوقت.

وحول هذا، صرح “أجاي رويورو”؛ نائب رئيس أبحاث الرعاية الصحية وعلوم الحياة في شركةIBM ، مؤخرًا، عبر محادثة فيديو حول تقنية الذكاء الاصطناعي التنبؤية الجديدة لمرض “الزهايمر” قائلًا: “بينما يركز الباحثون في IBM على استخدام أساليب جديدة للتكنولوجيا لتحسين الرعاية الصحية، كان تحليلنا هو العودة وإلقاء نظرة على الميزات والمتغيرات التي يمكننا استخلاصها من الاختبارات التي تم إجراؤها في نقاط زمنية سابقة، ونسأل عن أي من هذه العوامل تنبئ بالتشخيص السريري المستقبلي لمرض الزهايمر، وإذا كان ذلك ممكنًا، فبأي دقة؟”، وأضاف: “أعتقد أن توقع مستقبل مرض الزهايمر ممكنًا”.

وأشار إلى أنه تم تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي على تحليل عينات لغوية قصيرة من المشاركين في الدراسة، وتم تسجيلها خلال اختبار معرفي؛ للتنبؤ بالظهور النهائي للمرض، كما قام الذكاء الاصطناعي أيضًا بتحليل نسخ عينات الكلام للتعرف بشكل أفضل على التغييرات الطفيفة التي ربما كانت تمر دون أن يلاحظها أحد.

جدير بالذكر أن الاختبار الذي يتم القيام به يطلب من الأشخاص إلقاء نظرة على رسم ووصف ما يرونه، وما يصفه المريض هو ما تحلله شركة IBM بعد ذلك باستخدام الذكاء الاصطناعي الخاص بها.

واعتبرت الشركة المشاركون الذين كانوا يمثلون عامة السكان في دراسة “فرامنغهام” للقلب أصحاء معرفيًا، بدلًا من الاستعانة بمجموعات معرضة للخطر، أو تلك التي لها تاريخ وراثي أو استعداد للإصابة بالمرض.

بالإضافة إلى ذلك، فإن متابعة المشاركين على مدار معظم حياتهم أتاح أيضًا للباحثين معرفة ما إذا كانوا أُصيبوا بمرض “الزهايمر” في وقت لاحق من حياتهم من عدمه.

وأكد “رويورو” أن فريقه يمكنه؛ من خلال استخدام حزمة بيانات “فرامنغهام”، إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وتحديد المرض قبل سبع سنوات من التشخيص السريري؛ حيث أشارت المؤشرات اللغوية بالفعل إلى أنه من المحتمل أن يكون مصابًا بمرض الزهايمر بمعدل دقة يتراوح من 20 إلى 30%.

وتابع: “إنه لا توجد كلمة أو عبارة محددة بارزة، إلا أنماط استخدام الكلمات التي تشير إلى التغيير المعرفي”.

وأوضح أنه إذا كان لديك تاريخ عائلي مليئ بمرضى “الزهايمر”، فإن تسجيل حالتك المعرفية بمرور الوقت يمكن أن يكون مفيدًا أيضًا.

مستقبل مرض الزهايمر
وكان “رويورو” شدد على أن سبع سنوات يمكن أن تعني الكثير عندما يتعلق الأمر بمرض “الزهايمر”؛ حيث قال: “إن العديد من التجارب السريرية للزهايمر تفشل لأن المشاركين ليسوا جميعًا في نفس المرحلة من المرض، وكثير منهم غالبًا لم يتم للأسف تقديم أي مساعدة له”.

واستطرد “إذا استخدمنا هذا النوع من المؤشرات الحيوية الرقمية والكلام، فيمكن تمييز المريض في مرحلة ما تكون أكثر ملاءمة”، وسيكون هذا مفيدًا للبحث في المستقبل.

وأعرب في نهاية حديثه عن تفاؤله بنجاح عمل فريقه البحثي في التنبؤ بمرض “الزهايمر”، والذي يُعد الأول من نوعه من حيث دراسة اللغويات والكلام، وفي حين بحثت الأعمال التنبؤية السابقة في المؤشرات الحيوية في الدم والدماغ، إلا أن العلامات الموجودة في الكلام تحدث في وقت مبكر جدًا ويسهل جمعها والتنبؤ بالزهايمر من خلالها.

المصدر: Cnet: Researchers use AI to predict Alzheimer’s disease 7 years before clinical diagnosis

الرابط المختصر :
اترك رد