افتتحت الصين، في أحدث خطواتها لتعزيز اعتمادها الذاتي تكنولوجيًا، منصة اختبار وطنية “على مستوى الدولة” لأشباه الموصلات المخصصة للسيارات في مدينة شنتشن.
يأتي هذا التطور في وقت تتصاعد فيه التوترات الدولية، خاصة مع النزاع الصيني الهولندي حول شركة تصنيع الرقائق Nexperia؛ ما يهدد سلاسل الإمداد العالمية لقطاع السيارات.
البنية التحتية والهدف الإستراتيجي للمنصة
بدأت المنصة عملها بالتعاون بين شركتين مملوكتين للدولة: China Reform Holdings (ذراع استثماري يركز على الصناعات ذات الصلة بالأمن القومي والاقتصاد). ومركز China Automotive Technology and Research Centre للبحوث التكنولوجية للسيارات. وفقًا لـ”scmp“.
تضم المنصة أكثر من 80 مجموعة من معدات الاختبار و13 مختبرًا متخصصًا في وظائف حيوية، مثل:
- الاختبار البيئي والموثوقية على مستوى السيارات.
- أمن المعلومات.
- تحليل الأعطال.
أهمية المنصة
تعد هذه المنصة أول بنية تحتية وطنية مدعومة من الدولة للتحقق من معايير رقائق السيارات. وتشكل دعمًا لتوجهات الصين نحو “الاعتماد على الذات التكنولوجي وتقوية الذات”، ضمن الخطة الخمسية الخامسة عشرة المقترحة (2026-2030).
ووفقًا لسلطات بلدية شنتشن، ستعمل المنشأة على “بدء عملية توطين رقائق السيارات عالية الجودة بالكامل”.
سياق التوترات العالمية ومخاطر الإمدادات
يأتي الإطلاق في خضم سعي بكين المتزايد لتشجيع تبني الرقائق المصممة والمصنعة محليًا بين شركات صناعة السيارات المحلية، في ظل القيود الأمريكية على صادرات التكنولوجيا.
وقد حددت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات والإدارة العامة لتنظيم السوق أهدافًا لتطوير المزيد من التقنيات الأساسية المتقدمة وتعزيز أمن سلسلة الإمداد في قطاعي الإلكترونيات والتصنيع.
تتزامن أهمية المنصة مع التهديدات المحتملة لسلاسل إمداد رقائق السيارات العالمية. بسبب النزاع الدائر حول Nexperia، شركة الرقائق الهولندية المملوكة للصين والمعروفة بتوريد جزء كبير من السوق العالمية.
- أزمة Nexperia: شهد مصنع Nexperia في دونغوان بالصين تقليصًا حادًا بالإنتاج مؤخرًا. وقد سيطرت هولندا على الشركة في 30 سبتمبر، مستندة إلى قانون قديم، بعد يوم واحد من توسيع الحكومة الأمريكية لقيود التصدير لتشمل الكيانات المملوكة بنسبة 50% على الأقل لشركات مدرجة على القائمة السوداء التجارية لواشنطن.
- الردود المتضاربة: فرضت بكين ضوابط على صادرات منتجات مصنع دونغوان. بينما رفضت وحدة Nexperia الصينية علنًا توجيهات المقر الرئيسي الهولندي، معلنة أنها ستواصل العمل المستقل.
- تأثير عالمي: حذرت جمعية مصنعي السيارات اليابانية من أن Nexperia قد لا تكون قادرة على ضمان تسليم الرقائق. كما حذرت شركة فولكس فاجن الألمانية العملاقة من أن أي اضطرابات في إمدادات Nexperia يمكن أن تؤثر في إنتاجها.
في ظل هذه الخلفية المضطربة، يمثل افتتاح منصة الاختبار الوطنية خطوة محورية للصين ليس فقط لضمان جودة الرقائق المحلية، بل أيضًا لتقليل الاعتماد على الإمدادات الخارجية المعرضة للمخاطر الجيوسياسية المتزايدة.