الذكاء الاصطناعي الجغرافي المكاني “GeoAI”.. البوصلة الرقمية للمدن في مواجهة الأوبئة

بقلم: الدكتورة/ دعاء محيي الدين مدرس الذكاء الاصطناعي بكلية الحاسبات والمعلومات الجامعة المصرية الصينية
بقلم: الدكتورة/ دعاء محيي الدين مدرس الذكاء الاصطناعي بكلية الحاسبات والمعلومات الجامعة المصرية الصينية

أصبح الذكاء الاصطناعي واحدًا من أهم مفاتيح تكنولوجيا العصر، إذ يستطيع الإنسان من خلاله اتخاذ القرارات الصحيحة وتحليل البيانات في عدة موضوعات مختلفة.

البيانات الجغرافية المكانية

وقد برز أحد المفاهيم الجديدة من الذكاء الاصطناعي المرتبط بالبيانات الجغرافية المكانية، تحت اسم Geospatial AI او Geo AI. لتتزايد أهمية مفهوم الذكاء الاصطناعي الجغرافي المكاني (GeoAI).

فهو يجمع بين التحليل المكاني والتكنولوجيا الذكية لتحسين أداء المدن. ولم يعد هذا مجرد فكرة تقنية مبتكرة، بل أصبح أداة أساسية للحفاظ على استدامة المدن الذكية وجعلها أكثر صحة.

ويختلف الذكاء الاصطناعي الجغرافي المكاني عن الذكاء الاصطناعي التقليدي في اعتماده على مفهوم المساحة أو الموقع. قد يُظهر الذكاء الاصطناعي التقليدي انتشار مرض ما في منطقة معينة، لكن الذكاء الاصطناعي الجغرافي المكاني يتعمق أكثر.

حيث يتناول أمورًا مثل: ترتيب المباني، ومصادر المياه، وكيفية تنقل الناس، وجودة أنظمة المدينة. ويستخدم صور الأقمار الصناعية وبيانات أجهزة الاستشعار لفهم سبب انتشار مرض ما في موقع محدد.

أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي

تحولت أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي من الاستجابة في رد الفعل إلى التنبؤ باتخاذ قرارات الرعاية الصحية بالمدن الذكية. إذ يغير الذكاء الاصطناعي الجغرافي المكاني (GeoAI) طريقة استجابتنا للأزمات الصحية. فبدلًا من انتظار تفاقم المشكلة، يساعدنا على توقعها.

المكافحة الوقائية للأمراض

كما أصبح هذا النوع متداخلًا مع مجال المكافحة الوقائية للأمراض. على سبيل المثال، استخدم في دراسة حالة عن الملاريا، الذكاء الاصطناعي الجغرافي (GeoAI) لتحليل معلومات الطقس، مثل المطر والرطوبة، إلى جانب صور الأقمار الصناعية لتحديد مواقع تكاثر البعوض. مما مكن العاملين في مجال الرعاية الصحية من رش المبيدات الحشرية ووقف انتشار المرض قبل ظهوره بوقت طويل، وسهل بشكل كبير مكافحة العدوى.

لوجستيات الرعاية الصحية

لقد أصبح الذكاء الاصطناعي الجغرافي المكاني بإمكانه تحسين لوجستيات الرعاية الصحية: في المدن المزدحمة، ويساعد على تخطيط أفضل المواقع للعيادات أو المستشفيات المؤقتة.

كما يراقب حالة الطرق وحركة المرور لضمان وصول سيارات الإسعاف إلى الناس بسرعة، وتوزيع خدمات الرعاية الصحية بشكل عادل. وبات يضمن حصول الجميع على المساعدة التي يحتاجونها.

وبينما يستخدم الذكاء الاصطناعي الجغرافي المكاني في فهم المحددات الاجتماعية للصحة، يراقب أيضًا كيفية تأثير البيئة في الصحة. فهو يدرس جودة الهواء، وقرب الناس من الحدائق، ومصادر التلوث. يساعد هذا القادة على وضع خطط مدن تحسن الصحة العامة على المدى الطويل.

تكمن قوة الذكاء الاصطناعي الجغرافي المكاني في تمكين المسؤولين من اتخاذ قرارات ذكية بناءً على موقع الأشياء. في عصر البيانات الضخمة، لم يعد الموقع مجرد نقطة على الخريطة، بل أصبح جزءًا أساسيًا من كيفية بناء مدن أكثر صحة وأمانًا وذكاءً.

 

بقلم: الدكتورة/ دعاء محيي الدين مدرس الذكاء الاصطناعي بكلية الحاسبات والمعلومات الجامعة المصرية الصينية

 

 

الرابط المختصر :