حوار: مارينا عزت الفريد
يعد الفيديو أساسًا لهذا العصر وتعتبر التقنيات الحديثة في صناعة الفيديو أمر لا غنى عنه في الكثير من الشركات وأيضًا في مواقع التواصل، فالكل يسعى إلى تقديم محتوى مميز، ويعتبر الإعلامي السعودي وائل طيب من أبرز الإعلاميين المهتمين بصناعة الفيديو حيث استطاعت موهبته الطموحه تخطي الكثير من العقبات حتى أسس شركة “حبكة” المتخصصة في الإنتاج الصوتي والفيديو، وحدثنا وائل عن الوسائل التي تستطيع من خلالها عمل فيديو احترافي فإلى نص الحوار..
1-من وائل طيب وما الخبرات العلمية والمهنية التي اكتسبها؟
“وائل طيب” إعلامي سعودي من مكة المكرمة، من مواليد مدينة الخبر عام 1985م، عشقت مجال الإعلام وصناعة الأفلام من صغري، لكني لم أستطع إكمال دراستي في مجال الإعلام في مكة لعدم توفر هذا التخصص في جامعة “أم القرى”، فأكملت دراستي الجامعية في مجال علوم اللغة الإنجليزية وآدابها.
ومنذ دراستي في الجامعة بدأت في مطاردة حلمي في الاعلام وصناعة الأفلام وبدأت التعلم ذاتيًا عن طريق منتديات الإنترنت المتخصصة في مجال صناعة المحتوى الإعلامي، وكان منتدى “سوني فيقاس” هو الأكثر إفادة لي لتطوير مهاراتي في المونتاج على برنامج “سوني فيغاس” للمونتاج، ومن هنا انطلقت شرارة الإبداع.
وبدأت في صناعة تجارب على صناعة الفيديوهات والتعليق عليها عام 2009، وفي عام 2010 ومع بدايات موقع “يوتيوب” في المنطقة العربية أطلقت قناة إخبارية تقدم تقارير وأفلامًا وثائقية مصغرة وكانت تغطي الفعاليات داخل مكة المكرمة وجدة، وأسميتها قناة “الحجازية”.
نجحت القناة وحظيت بإعجاب متابعيها وبدأ الموهوبون والموهوبات من الشباب في الإعلام التواصل معي للانضمام إلى القناة، وبالفعل بدأ فريق إنتاج القناة في النمو وبدأت القناة في التوسع، لاحظت وسائل الإعلام المختلفة؛ من قنوات تلفزيونية وصحف رسمية ومجلات إلكترونية، نمو القناة وبدأت في تسليط الضوء على تجربتنا كأول قناة يوتيوب سعودية بطابع إخباري محترف ينافس القنوات التلفزيونية.
في عام 2011 بدأنا نستقبل عروض عمل مختلفة من وسائل الإعلام التقليدية لاستقطاب فريق الحجازية وصناعة قنوات يوتيوب لهم والعمل فيها، وبالفعل اختار معظم فريقنا الاندماج مع وسائل الإعلام التقليدية لتأمين دخل مادي لنا، خصوصًا أن قناة الحجازية لم تكن ذات مردود مادي لأعمالها؛ بسبب ضعف السوق الإعلاني حينها وعدم فهم المعلنين لقوة تأثير القنوات الرقمية.
وافقت أنا وبعض زملائي على عرض صحيفة “الوطن” السعودية للانضمام معهم كمحررين صحفيين، وباقي الفريق اختار مؤسسات إعلامية أخرى، وهنا انفضت شراكة قناة الحجازية وتوقفت عن العمل بالكامل.
تلقينا في صحيفة الوطن السعودية تدريبًا مكثفًا في الصحافة المكتوبة والرقمية، وتعتبر “الوطن” هي منزلي الصحفي الأول.
في عام 2012 تلقيت عرضًا من مجموعة قنوات MBC للعمل معهم في كمنتج ومراسل تلفزيوني لبرنامج إخباري واجتماعي جديد وهو برنامج “الثامنة” مع داود الشريان؛ وكان العمل في قناة MBC بمثابة حلم بالنسبة لي فوافقت على العرض وانضممت رسميًا الى طاقم القناة، وكانت MBC هي مدرستي التلفزيونية الأولى والأستاذ داود الشريان هو مرشدي ومثلي الأعلى في الإعلام.
نجحت في العمل ببرنامج “الثامنة” وعملي في باقي برامج القناة الإخبارية، مثل “صباح الخير يا عرب” و”إم بي سي في أسبوع” ونشرة التاسعة.
وفي عام 2014 تلقيت عرضًا من قناة سعودية جديدة اسمها قناة “العرب” الإخبارية، للعمل معهم كمنتج ومقدم برامج تلفزيونية وكان مقرها الرئيسي في المنامة بمملكة البحرين.
وبعد عام من العمل على تجهيز “العرب” وفي يوم انطلاقها بشكل رسمي عام 2015 أوقفت القناة بث برامجها لأسباب إدارية، حاولنا إطلاق القناة مجدداً وإصلاح الخلل الإداري لمدة عامين.
وفي عام 2017 قرر مالك القناة إغلاقها نهائيًا وتصفية حقوق موظفيها، فعدت إلى مكة المكرمة مجددًا وانا مشبع بخبرات مهنية ودورات صقلت من موهبتي الإعلامية وحصلت على دورات في السعودية تمكنني من التدريب في المجال الإعلامي، بعد ملاحظتي للفجوة الكبيرة في الإنتاج الإعلامي في جانبه التقني بين مخرجات الجامعات السعودية ومتطلبات سوق العمل.
وفي عام 2018 أطلقت مؤسستي الخاصة بالإنتاج الإعلامي المرئي والمسموع وكان اسمها وقتها open network وتحول الاسم الى “الشبكة المفتوحة للإعلام”، وأخيرًا إلى “حبكة” للإنتاج الإعلامي، والسبب في تغيير الاسم أكثر من مرة هو المشاكل التي واجهتنا في تسويق خدمات المؤسسة رقميًا.
في عام 2019 تلقيت دورة مكثفة مع “جوجل” في أساسيات التسويق الرقمي وأبهرني سحر وقوة التقنية في التسويق، فأعدنا تصميم عملنا من جديد ليتوافق مع خطتنا التسويقية في العالم الرقمي، وأسسنا موقعًا الكترونيًا يتيح لنا تلقي عروض العمل والتفاوض مع العملاء من خلاله.
وفي عام 2020 عصفت بالمؤسسة تداعيات أزمة كورونا منذ يوم الأزمة الأول فقررنا أن نتحول الى العمل عن بُعد واستخدام التقنية لإيجاد مصادر دخل جديدة للمؤسسة وذلك عن طريق صناعة دورات رقمية في صناعة المحتوى الإعلامي بجوانبها التقنية، مثل التصوير والمونتاج وتصميم الجرافيك، وسيتم إطلاق الدورات في موقع منفصل عن موقع المؤسسة قريبًا بإذن الله تعالى.
2- حدثنا عن التقنيات المميزة التي تستخدمونها في شركة "حبكة"
الإدارة الداخلية:
نستخدم تقنيات الشبكة الداخلية للقنوات التلفزيونية في ربط كامل الفريق مع بعضهم البعض ومتابعة سير العمل، ونعتمد على التقنيات والبرامج التي توفرها شركة AVID، مثل Avid inews وAvid Interplay.
التسويق:
تعتمد المؤسسة بشكل كبير على موقعها الإلكتروني الذي يضم تقنيات Wordpress وElementor، ويتيح لعملائنا مراجعة أعمالنا ومعرفة معلومات عنا وطلب الأعمال بشكل مباشر من خلال الموقع، ونحن نعمل على تطوير الموقع باستمرار، خاصة مع انتشار استخدام العملاء لأجهزة الهاتف الجوال عوضًا عن الأجهزة المكتبية، وهذا ما يدفع موقعنا لأن يكون متجاوبًا مع حجم الهاتف المحمول وطريقة عمله داخل الموقع.
نستخدم أيضًا مواقع التواصل الاجتماعي، مثل يوتيوب، إنستجرام، وتويتر كنقاط تواصل مع العملاء المحتملين ونحن نطور حساباتنا في مواقع التواصل الاجتماعي بشكل دائم، والآن نعمل على استخدام تطبيقات إدارة حسابات مواقع التواصل، مثل Hootsuite وBuffer.
التصوير
نعتمد في تصوير محتوياتنا الإعلامية على كاميرات رقمية عالية الجودة، ابتداء من كاميرات Canon 5D وSony Alpha a7 وRed Digital Cinema.
المونتاج والتصميم
نعتمد على كامل مجموعة Adobe Creative Cloud، مثل:
Adobe Illustrator لرسم التصاميم.
Adobe Photoshop لتعديل الصور.
Adobe Premiere Pro لمونتاج الفيديوهات.
Adobe After Effects لتحريك التصاميم وصناعة الأنيميشن.
Adobe Audition للهندسة الصوتية والإنتاج المسموع.
وغيرها من منتجات Adobe، واخترنا عائلة أدوبي لأنها تمكننا من ربط كامل عمليات الإنتاج مع بعضها البعض بدون خسارة المزيد من وحدات التخزين داخل وحداتنا الرقمية، أيضًا التحديثات الشهرية لشركة أدوبي تتيح لنا تطوير إنتاجنا ليواكب إنتاجات السينما والقنوات العالمية.
3- ما التقنيات التي تصنع فيديو احترافيًا؟
التقنيات بمفهومها المجرد لا تصنع فيديو احترافيًا، فالبرامج والتطبيقات والأجهزة ماهي إلا أداة تساعد العقل الإنساني للوصول إلى أهدافه، فالفيديو الاحترافي يتطلب إنسانًا مبدعًا، خياليًا، طموحًا، يتطور باستمرار، متذوقًا للجمال، وصاحب رسالة، هذه الصفات تمكن صانع المحتوى الإعلامي من إيصال رسالته من خلال الفيديوهات وباستخدام التقنيات، فالتقنيات وحدها لا تصنع شيئًا من دون عقل الإنسان.
4- ما رأيك في التصوير الاحترافي عبر الموبايل؟
الهاتف المحمول يتطور باستمرار، وكذلك كاميراته وتقنيات إنتاجه، وهنالك الكثير من أفلام الجوالات الجميلة وشهدنا مسابقات كبرى وبجوائز مالية مجزية لأفلام الهاتف الجوال، والذي صار اليوم وسيلة مهمة في التصوير خصوصًا في العالم الرقمي، لكنه لا يفيد بشكل كبير في الإنتاج أو التصوير للقنوات التلفزيونية.
5- ما التطبيقات التي ترشحها في التصوير والمونتاج للمستخدم العادي؟
أقترح ما تستخدمه “حبكة” في التصوير وهي كاميرات DSLR المناسبة جدًا للجميع ولها شركات كثيرة وموديلات متنوعة وأسعارها تناسب كل المستخدمين.
وفي الإنتاج أقترح التالي:
Adobe Illustrator لرسم التصاميم.
Adobe Photoshop لتعديل الصور.
Adobe Premiere Pro لمونتاج الفيديوهات.
Adobe After Effects لتحريك التصاميم وصناعة الأنيميشن.
Adobe Audition للهندسة الصوتية والإنتاج المسموع.
وقد تكون تكلفة كامل البرامج على المستخدم العادي باهظة الثمن، لكن الجميل في شركة Adobe أنها تتيح خصومات ضخمة جدًا للطلاب والطالبات في الحصول على كل البرامج، وإن لم يكن المستخدم طالبًا في الجامعة أو المدرسة فيمكنه الاشتراك في إحدى الدورات المقدمة في مدارس صناعة الأفلام العالمية؛ للحصول على خصم الطلاب من شركة أدوبي.
6- ما خطوات عمل فيديو تفاعلي يحقق نسب مشاهدات عالية، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي؟
كل منصة رقمية يختلف مستخدموها عن المنصة الأخرى، فعلى اليوتيوب مثلًا يبحثون عن جميع أنواع الفيديوهات بداية من الفلوغات أو اليوميات الشخصية ومرورًا بفيديوهات “كيف” التعليمية وانتهاء بالأفلام والمسلسلات وحتى الأغاني.
وتتيح تقنيات يوتيوب للمستخدمين وصناع الفيديوهات الظهور في محركات البحث داخل يوتيوب وعلى موقع جوجل، وهذا أمر يساعد في انتشار الفيديوهات والوصول إلى جمهور مخصص.
وعلى “إنستجرام” يبحث الناس عن فيديوهات “الدقيقة الواحدة”، والتي تقدم إجابات عن استفساراتهم، مثل فيديوهات “كيف” على اليوتيوب.
لكن تقنيات إنستجرام ضعيفة للغاية في الظهور على محركات البحث داخل إنستجرام نفسه وعلى جوجل، وتجربتهم في إطلاق IGTV الذي كان من المفترض أن ينافس يوتيوب عبر عرض فيديوهات طويلة وذات جودة عالية لم تنجح وكانت غير ناضجة تمامًا.
على “تويتر” الناس يبحثون عن فيديوهات ذات الثلاثة دقائق، والتي تقدم محتوى إخباريًا أو تطويريًا وأحيانًا محتوى تحفيزيًا.
وتقنيات تويتر أيضًا ما زالت بدائية في محركات البحث SEO داخل تويتر وعلى محركات البحث المشهورة، ويعتمد تويتر في انتشار الفيديوهات الجيدة على الهاشتاجات الرائجة فقط داخل الموقع.
وسناب شات يعتمد على الفيديوهات ذات البعد الأفقي المناسب مع شكل الهاتف الجوال، وانتشار فيديوهات سناب شات بين المستخدمين أجبر صناع الفيديوهات على اعتماد هذه الأبعاد الأفقية كنوع جديد من أنواع الفيديوهات، خصوصًا في طريقة تصويرها وتكوين الكوادر.
7- ما رأيك في الـ low budget production ؟
لا أؤمن بأن ميزانيات الفيديوهات هي التي تصنع النجاح، اليوم نجد أن الفيديوهات الإخبارية المصورة بالهاتف الجوال تحظى بانتشار واسع حتى وإن كانت “مهزوزة” أو ذات جودة ضعيفة.
لكن الفيديوهات الإعلانية مثلًا أو الأعمال التلفزيونية والسينمائية تتطلب أن يخصص صاحبها ميزانيات كبيرة لها تتراوح من عشرات الآلاف إلى المئات وربما الملايين أيضًا.
فلكل هدف من صناعة الفيديوهات ميزانيته الخاصة بها، لكن رغم كل الأنواع وميزانياتها يبقى عقل الإنسان ورسالته في الحياة هي الحكم في هذه اللعبة.
Leave a Reply