هل تنجح شركات التكنولوجيا العملاقة في استخدام المفاعلات النووية الصغيرة؟

بريطاينا تخطط لإنشاء أسطول من المفاعلات النووية الصغيرة لمحاربة أزمة الطاقة
بريطاينا تخطط لإنشاء أسطول من المفاعلات النووية الصغيرة لمحاربة أزمة الطاقة

تواجه المفاعلات النووية الصغيرة، في الولايات المتحدة تحديات كبيرة تعيق تطورها، على الرغم من الإمكانات الواعدة التي توفرها هذه التقنية من حيث توليد الكهرباء النظيفة، وتوفير فرص العمل. إلا أن العديد من العقبات تحول دون تحقيق هذا الهدف.

المفاعلات النووية الصغيرة وإدارة النفايات

وفشلت شركة “نيو سكيل”، الرائدة في هذا المجال. في إطلاق أول مشروع لها؛ ما يشير إلى وجود تحديات تقنية أو تنظيمية كبيرة. بالإضافة إلى ذلك، فإن مسألة إدارة النفايات النووية التي تنتجها هذه المفاعلات لا تزال تشكل تحديًا كبيرًا للولايات المتحدة. حيث لا يوجد حل نهائي لهذه المشكلة حتى الآن.

في ظل هذه الظروف، تتّجه الشركات الكبرى المتخصصة في الحوسبة من بعد والذكاء الاصطناعي بشكل متزايد إلى الطاقة النووية. لتلبية قسم من احتياجاتها الهائلة من الكهرباء.

تخزين البيانات “داتا سنترز”

ووقّعت شركات “مايكروسوفت” و”جوجل” و”أمازون” في أقل من شهر عقود توريد بطاقة إجمالية تبلغ 2.7 جيجاوات. وهو ما يكفي لتوفير الطاقة لأكثر من مليوني منزل.

وستخَصَص هذه الطاقة بكاملها لتلبية الاستهلاك المتزايد لهذه الشركات التكنولوجية العملاقة. وخصوصًا لمراكزها المخصصة لتخزين البيانات “داتا سنترز”.

وساهم تطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يتطلب قدرات حاسوبية هائلة لمعالجة المعلومات المتراكمة في قواعد البيانات العملاقة، في زيادة الشهية لاستهلاك الطاقة لدى هذه الشركات الكبرى النَهمة أصلًا في هذا المجال.

مراكز البيانات تستخدم 4% من الكهرباء المنتجة في أمريكا

وكشف معهد أبحاث الطاقة الكهربائية، أن مراكز البيانات تستخدم 4% من الكهرباء المنتجة في الولايات المتحدة. ويتوقَع أن ترتفع هذه النسبة إلى 9% بحلول سنة 2030.

إضافة إلى ذلك، ثمة أهداف بيئية وضعتها الجهات الرئيسية الثلاث في مجال الحوسبة السحابية، والتي تسيطر على نحو ثلثَي السوق بحسب موقع Dgtl Infra المتخصص.

فمجموعة “أمازون” تعهدت بتحقيق الحياد الكربوني سنة عام 2040. فيما وعدت “جوجل” بتحقيق هذا الإنجاز في 2030. وهو الموعد الذي تهدف فيه “مايكروسوفت” إلى تحقيق بصمة كربونية سلبية.

الطاقة المتجددة وحدها لا تكفي

وكانت المجموعات الثلاث تعتمد إلى اليوم على الطاقات المتجددة. وكانت “أمازون” أكبر مشترٍ في العالم للكهرباء المولّدة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لكنّ “الطاقة المتجددة وحدها لا تكفي؛ لأنها متقطعة”.

من جانبه، يعتقد أستاذ الهندسة النووية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) جاكوبو بونجورنو، أن شركات التكنولوجيا أُغرِمَت بالطاقة النووية، لكنها تريد طاقة يمكن الوثوق بها ويمكن التنبؤ بها على مدار الساعة.

“مايكروسوفت” تختار المفاعلات النووية الصغيرة

واختارت “مايكروسوفت” الطريق النووي التقليدي من خلال اتفاق مع شركة الطاقة “كونستيليشن” لإعادة تشغيل أحد مفاعلات محطة “ثري مايل آيلاند” التي تقع في ولاية بنسلفانيا وشهد مفاعل آخر فيها حادثًا نوويًا عام 1979، وأغلقت عام 2019.

أما شركتا “جوجل” و”أمازون” ففضّلتا مفاعلات صغيرة من الجيل الجديد تُعرّف باسم “المفاعلات النمطية الصغيرة” small modular reactors أو SMR. كذلك ستستحوذ “أمازون” على حصة في شركة “إكس أنرجي” X-energy الناشئة. ويعمل عدد من هذه الشركات الناشئة على وضع نماذجها الأولية، ولكن لم يتم تشغيل أي منها بعد.

المفاعلات النووية الصغيرة

ورأى “بونجورنو”، أن عقود التوريد المبرمة مع الأسماء الكبيرة في قطاع الحوسبة السحابية تشكّل “نقطة انطلاق مهمة، لأن هذه النماذج الأولية لن تكون بلا شك قادرة على المنافسة من حيث التكلفة”، مضيفًا أنها بحاجة إلى زبون يرغب في دفع المزيد للحصول على كهرباء مستمرة منخفضة الكربون.

وتقدَّر تكلفة تطوير أول مفاعل نمطي صغير بمليارات الدولارات، لكنّها قد تصبح في نهاية المطاف أقل تكلفة من الطاقة النووية التقليدية؛ لأن إنتاجها قد يكون بكميات كبيرة، على عكس محطات الطاقة التقليدية.

وأفادت تقديرات وزارة الطاقة الأمريكية، بأن فاتورة الميجاوات/ساعة التي ينتجها مفاعل الجيل الجديد ستكون أكثر من ضعف تكلفة الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح البرية بحلول عام 2028.

المفاعلات النمطية الصغيرة

وشدد “بونجورنو”، على أن “كسب المال بفضل شبكة الكهرباء (التقليدية) أمر صعب، وخصوصًا في الأسواق غير المنظمة”، التي لا تضمن الحد الأدنى من الأسعار للمنتجين.

في المقابل، قال روب بيتنكورت، من شركة “أبولو جلوبل مانجمنت” الاستثمارية أخيرًا أن “أمازون أو ميتا أو مايكروسوفت أو جوجل” لا تفكر وفقًا للتكلفة الأولية للكهرباء المولدة بواسطة “المفاعلات النمطية الصغيرة”، ولكن وفقًا لاستراتيجية طويلة المدى”.

المصدر وكالة الأنباء الفرنسية

الرابط المختصر :