هل استخدام الذكاء الاصطناعي يجعل البشر أغبياء؟.. دراسة توضح

الذكاء الاصطناعي

يشهد عالمنا تطورًا تكنولوجيًا متسارعًا، وفي القلب منه يقف استخدام الذكاء الاصطناعي، الذي بات يلامس حياتنا اليومية في مختلف جوانبها. ومع هذا الانتشار المتزايد. يثار تساؤل مهم: هل سيؤدي اعتمادنا المتزايد على الذكاء الاصطناعي إلى تراجع قدراتنا العقلية وتحويلنا إلى كائنات أغبياء؟

الإفراط في استخدام الذكاء الاصطناعي

يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي، رغم فوائده العديدة، قد يؤدي إلى ضمور في قدراتنا المعرفية. فمعظمنا يعتمد على الهواتف الذكية في تذكر المعلومات وإجراء العمليات الحسابية. ما يقلل من حاجتنا إلى استخدام ذاكرتنا وقدراتنا الذهنية. ومع مرور الوقت، قد يؤدي هذا الاعتماد المفرط إلى ضعف في قدراتنا العقلية.

توظيف الذكاء الاصطناعي

ويرى البعض الآخر أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة قوية لتوسيع قدراتنا العقلية. فهو يساعدنا على معالجة كميات هائلة من البيانات، وأتمتة المهام الروتينية، وتحريرنا للتركيز على التفكير الإبداعي وحل المشكلات المعقدة. وفقًا لمجلة “فوربس”.

كما أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يوفر لنا أدوات تعليمية متطورة، تساعدنا على اكتساب المعرفة وتطوير مهاراتنا بشكل أكثر فعالية.

وكشفت دراسة جديدة نشرت في مجلة Societies كيف قد يؤدي الاعتماد المتزايد على أدوات الذكاء الاصطناعي إلى تقويض مهارات التفكير النقدي، وخاصة من خلال ظاهرة التفريغ المعرفي.

وأثار هذا البحث آثارًا مهمة على المهنيين الذين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي في المجالات ذات المخاطر العالية، مثل القانون والعلوم الجنائية. حيث يمكن أن يؤدي الاعتماد المفرط على التكنولوجيا إلى أخطاء ذات عواقب وخيمة.

وكما ذكرت في الشهر الماضي، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل الشهود الخبراء والمحامين في البيئات القانونية يمثل اتجاهًا متزايدًا، ولكنه ينطوي على مخاطر عندما تستخدم الأدوات دون إشراف أو تحقق كافيين.

وتؤكد هذه الدراسة على مخاطر مثل هذه الممارسات، وتسلط الضوء على كيف يمكن لراحة الذكاء الاصطناعي أن تؤدي إلى تآكل جودة اتخاذ القرار البشري والتحليل النقدي.

نتائج الدراسة حول التفريغ المعرفي والذكاء الاصطناعي

وأجرت الدراسة استطلاعًا لآراء 666 مشاركًا من مختلف الفئات السكانية لتقييم تأثير أدوات الذكاء الاصطناعي على مهارات التفكير النقدي.

وتضمنت النتائج الرئيسية ما يلي:

  • التفريغ المعرفي: كان المستخدمون المتكررون للذكاء الاصطناعي أكثر عرضة لتفريغ المهام العقلية. والاعتماد على التكنولوجيا لحل المشكلات واتخاذ القرار بدلًا من الانخراط في التفكير النقدي المستقل.
  • تآكل المهارات: بمرور الوقت، أظهر المشاركون الذين اعتمدوا بشكل كبير على أدوات الذكاء الاصطناعي انخفاض قدرتهم على تقييم المعلومات بشكل نقدي أو التوصل إلى استنتاجات دقيقة.
  • الفجوات بين الأجيال: أظهر المشاركون الأصغر سنًا اعتمادًا أكبر على أدوات الذكاء الاصطناعي مقارنة بالمجموعات الأكبر سنًا. ما أشار إلى المخاوف بشأن الآثار طويلة المدى على الخبرة المهنية والحكم.

علاوة على ذلك، حذر الباحثون من أنه يمكن للذكاء الاصطناعي تبسيط سير العمل وتعزيز الإنتاجية، فإن الاعتماد المفرط عليه قد يؤدي إلى خلق “فجوات معرفية”. حيث يفقد المستخدمون القدرة على التحقق من النتائج التي تولدها هذه الأدوات أو الطعن فيها.

الرابط المختصر :