هبطت مركبة أوديسيوس القمرية التابعة لناسا على سطح القمر، محققةً إنجازًا هائلًا في مجال استكشاف الفضاء. ولكن بعد ساعات قليلة، واجهت المركبةُ تحديًا كبيرًا، حيث كادت تسقط على جانبها. ما أثار هذا الحادثُ قلقَ العلماء والمهندسين في ناسا، الذين سارعوا إلى تقييم الوضع والبحث عن حلولٍ لإنقاذ المركبة.
تحدٍ غير متوقع
لم تكن مركبة أوديسيوس مصممة للهبوط على سطح القمر بشكلٍ عمودي تام. كان من المفترض أن تلامس المركبة سطح القمر بخطافاتها الأربعة، ثم تميل نفسها ببطءٍ إلى وضعٍ مستقر. ولكن لسببٍ غير معروف، لم تفلح خطافات المركبة في الالتصاق بسطح القمر بشكلٍ كامل. ما أدى إلى انحرافها عن مسارها وجعلها على وشك السقوط. فهي لم تهبط المركبة بشكل مثالي حيث استقرت على سطح القمر بزاوية 30 درجة.
جهود حثيثة لإنقاذ المركبة
علاوة على ذلك. فقد وشك نفاذ طاقة مركبة أوديسيوس القمرية، لكن الشركة المصنعة لها تأمل في إعادة تشغيلها خلال ثلاثة أسابيع بعد إعادة شحن بطارياتها بالطاقة الشمسية. حيث أدركت ناسا خطورةَ الموقف، وبدأت على الفور بتنفيذ خطةٍ لإنقاذ مركبة أوديسيوس. على الرغم من كل هذه التحديات، تمكنت المركبة من العمل لستة أيام وإرسال معلومات قيمة إلى الأرض. كما قام فريق من العلماء والمهندسين بتحليل البيانات المرسلة من المركبة. ووضعوا خطة لإعادة تشغيلها. كان الهدف من هذه الخطة هو إعادة شحن بطاريات المركبة بالطاقة الشمسية. ممّا سيتيح لها إرسال إشارةٍ إلى الأرض وتلقي الأوامر من ناسا.
تصريحات المسؤولين
- صرح ستيف ألتيموس، الرئيس التنفيذي لشركة Intuitive Machines، بأن المركبة لديها حوالي خمس ساعات فقط من الطاقة المتبقية.
- وأضاف قائلًا: “سنضع أوديسيوس في وضعية الإغلاق الليلي البارد على سطح القمر ونحاول إعادة تشغيله عند وصول الظهيرة الشمسية بعد حوالي ثلاثة أسابيع”.
- كما أوضح تيم كرين، الرئيس التقني لشركة Intuitive Machines، أن البطاريات هي العائق الرئيسي أمام إعادة التشغيل.
- وخلال المؤتمر الصحفي، شرحت شركة Intuitive Machines أيضًا كيف فشلت مركبة أوديسيوس في الهبوط بشكل كامل.
- وبالحديث عن التحديات التي واجهتها الشركة، أوضح ألتيموس أن قيود الوقت والميزانية (118 مليون دولار) حالت دون تحقيق هبوط سلس مثلما حدث في مهام أبولو التابعة لناسا.
- وأضاف: “لقد قمنا بتغيير جذري في اقتصاد الهبوط على القمر من خلال هذه المهمة. وقد فتحنا الباب أمام اقتصاد قوي ومزدهر حول القمر في المستقبل. وهذا أمر مشجع للغاية”.
اقرأ أيضا:
أوديسيوس.. رهان ناسا على شركة Intuitive Machines.. تفاصيل
أمل يلوح في الأفق
بعد جهودٍ حثيثة، نجحت ناسا في إعادة تشغيل مركبة أوديسيوس. تمكنت المركبةُ من إرسال إشارةٍ إلى الأرض، وتلقي الأوامر من ناسا. وبفضل هذه الجهود، تمّ إنقاذُ المركبة من السقوط. وأصبحت على أهبة الاستعداد لمواصلة مهمتها في استكشاف سطح القمر.
ما زال هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به
على الرغم من النجاح في إنقاذ مركبة أوديسيوس، فإنّ هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به. يجب على ناسا تقييم سبب فشل خطافات المركبة في الالتصاق بسطح القمر. واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار هذا الحادث في المستقبل. كما يجب على ناسا الاستمرار في تحليل البيانات المُرسلة من المركبة، واستخدامها لفهم المزيد عن سطح القمر وإمكانية وجود حياةٍ عليه.
اقرأ أيضا:
عودة أمريكا بعد خمسة عقود.. تفاصيل رحلة أوديسيوس إلى الجانب المظلم للقمر