متى تتدخل أمريكا في حرب إسرائيل وإيران؟

دونالد ترامب
دونالد ترامب

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن إسرائيل تريد جر الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران. ولكن الحجج المتعلقة بالأمن القومي والاعتبارات السياسية الداخلية تعني أنه من المنطقي التوقف عن العمليات الهجومية الأمريكية المباشرة في الصراع. الذي طالما خشيت إسرائيل أن يؤدي إلى سقوطها، وتصف بأنه مسألة تتعلق بالحفاظ على وجودها.

لماذا لا يتدخل ترامب في حرب إسرائيل ضد إيران؟

هناك قوى قوية قد تجر أمريكا إلى صراع أعمق من دورها الحالي في المساعدة على حماية إسرائيل من الأمطار الإيرانية القاتلة من الصواريخ والطائرات بدون طيار.

وذكرت شبكة “سي إن إن” أن ترامب رفض خلال عطلة نهاية الأسبوع خطة إسرائيلية لقتل المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.

 

هجوم إسرائيل على ايران

 

ولكن إذا قرر النظام الإيراني المنهك أنه ليس لديه ما يخسره وهاجم قواعد وأفرادًا أمريكيين في المنطقة، أو أهدافًا أمريكية حول العالم. فهنا فستضطر واشنطن إلى الرد بقوة للحفاظ على مصداقيتها وقدرتها على الردع.

وهناك احتمال آخر يتمثل في أن تعمل طهران على إرهاب ترامب لكبح جماح إسرائيل من خلال مهاجمة الملاحة الدولية في الخليج أو البحر الأحمر. مما قد يؤدي إلى أزمة طاقة عالمية.

في حين يتزايد الضغط على ترامب من داخل حزبه لاتخاذ إجراءٍ لا يمكن لأحدٍ سواه تنفيذه. وهو تدمير موقع “فوردو” الإيراني، الذييتجاوز قدرات إسرائيل الجوية. إذ قد لا تتاح للولايات المتحدة فرصة أفضل لتدمير إمكانية امتلاك سلاحٍ نوويٍّ إيراني.

الحرب العالمية الثالثة

أفاد فريق البيت الأبيض في شبكة CNN أن الرئيس متشكك بشدة في إمكانية إقحام الولايات المتحدة في هذه المعركة. فمثل هذه الخطوة محفوفة بالمخاطر، وقد تؤدي إلى توسع الصراع ليتجاوز أطرافه الحالية، وإلى حرب مفتوحة شرسة بلا نهاية واضحة. تكون بمثابة الحرب العالمية الثالثة.

إذا كان هناك درس واحد من أوائل القرن الحادي والعشرين، فهو أن أهداف الحرب وتحليلات الشرق الأوسط التي تعد في واشنطن غالبًا ما تُخطئ خطأً كارثيًا.

قد تبدو فكرة سقوط النظام  في إيران فكرة جذابة. لكن إسقاط صدام حسين والحرب الأهلية في سوريا يظهران أن دول الشرق الأوسط قابلة للتفكك بسهولة عند حدوث فراغ في السلطة.

حركة أمريكا أولًا

من شأن التدخل الأمريكي أيضًا أن يعمل تعميق الخلافات الشديدة في قاعدة ترامب السياسية. ويعمل على تفكيك مبدأً جوهريًا من مبادئ حركته “أمريكا أولًا”.  وهو أن تبقى الولايات المتحدة بمنأى عن المستنقعات الخارجية بعد أكثر من عقد من المعاناة في العراق وأفغانستان. خاصة أنه لم يمضِ سوى أسابيع قليلة على طرح الرئيس رؤية جديدة للشرق الأوسط وللدور الأمريكي.

زيارة ترامب للسعودية

علاوة على أن ترامب  قالفي خطابٍ  ألقاه في السعودية خلال مايو الفائت”لقد دمر ما يسمى ببناة الأمم دولًا أكثر بكثير مما بنوها، ولأنهم كانوا يتدخلون في مجتمعاتٍ معقدةٍ لم يفهموها هم أنفسهم”.

وأضاف: “جيل جديدٌ من القادة يتجاوز الصراعات القديمة والانقسامات المستهلكة في الماضي، ويصنع مستقبلا يعرف فيه الشرق الأوسط بالتجارة، لا بالفوضى؛ ويصدر التكنولوجيا، لا الإرهاب؛ وحيث يبني الناس من مختلف الأمم والأديان والمذاهب مدنًا معًا، لا أن يدمروا بعضهم بعضًا بالقصف”.

إن شن حرب أمريكية جديدة يتعارض تمامًا مع هذه الرؤية. ومع ذلك، قد يجادل صقور واشنطن بأن لدى ترامب فرصة فريدة لإزالة العائق الرئيسي أمام رؤيته من خلال القضاء على مسار إيران نحو امتلاك سلاح نووي. أو حتى المساهمة في إسقاط قيادتها.

المواقع النووية الإيرانية
المواقع النووية الإيرانية

 

فيما أفادت شبكة CNN أن نقلًا عن مصادر مطلعة على الأمر إن إسرائيل تحدثت مع الولايات المتحدة حول إمكانية زيادة مستوى تدخلها. مع أن مسؤولًا إسرائيليًا حذّر من أن هذه المحادثات لم تتضمن بعد مناقشات عملية” للتفاصيل الدقيقة لتدخل أمريكا.

يأمل ترامب في تجنب صراع طويل الأمد قد يزيد من زعزعة استقرار الشرق الأوسط. ويدرك البعض في الإدارة الأمريكية أن المساعدة العسكرية الأمريكية قد تساعد إسرائيل على تحقيق أهدافها بسرعة أكبر.

وعلى الرغم من أن هذه الحسابات صعبة بما فيه الكفاية. لكن ترامب سيواجه سيناريو سياسيًا داخليًا معقدًا حلال بشأن التدخل في الحرب بين إيران وإسرائيل. ناتجًا عن تحويل للحزب الجمهوري إلى حزب أكثر انعزالية. هذا يعني أنه يواجه سيناريو سياسيًا مختلفًا عن السيناريو الذي واجهه قبل عهد الرئيس جورج دبليو بوش عندما ذهب إلى أفغانستان والعراق.

الرابط المختصر :