بدأ العالم في شق طريقه عقب أزمة Covid-19، فهو يتغير كما نراه، ولا شك في أن العديد من الأعمال يعاني، والبعض الآخر ينمو ويزدهر، ما يدفعنا لطرح تساؤل مهم: ما الذي يتطلبه الأمر لإطلاق المشاريع الناجحة والحفاظ عليها (للخروج من المرائب وكذلك أقسام الشركات) خلال الأشهر والسنوات المقبلة؟
من المؤكد أن العديد من رواد الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال يفكرون في الاتجاهات الجديدة التي ستؤول إليها الأمور، وأبدى كبار مبتكري الصناعة آراءهم حول الآثار المترتبة على الاندفاع نحو التكنولوجيا الرقمية بقيادة كوفيد.
من جهته، أشار “يوبايد دهيان”؛ مدير Union Square Advisors ، إلى كيفية تبني المبتكرين اليوم ببراعة للخدمات السحابية والذكاء الاصطناعي والخدمات الرقمية بطرق جديدة، وصرح قائلًا: “بدأ الاضطراب الناجم عن السحابة في الصناعات الكبيرة الراسخة في الأصل في مجال الوسائط وتجارة التجزئة واستهلاك المحتوى، ولكنه يتوسع الآن ليشمل الخبرات أيضًا”، ومن أبرز الأمثلة Peloton وMirror وTonal، بالإضافة إلى عدد كبير من التطبيقات الأخرى المتعلقة باللياقة البدنية المقترنة بالأجهزة التي تدعمها تجربة المستخدم.
ويرى “دهيان” أيضًا أن إمكانات الواقع المعزز والواقع الافتراضي VR / AR ، بالإضافة إلى مجموعة من التقنيات المتطورة الأخرى، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية والروبوتات، تشكل البنية التحتية التقنية الأساسية التي تدعم مناهج الأعمال التي يتم احتضانها وإطلاقها في أوقات “الضائقة مالية واقتصادية، والمناخ مشحون سياسيًا، والخلافات الاجتماعية ذات المغزى، والبيئة التشريعية المزدحمة”.
لا شك في أن نماذج الأعمال تطورت في أعقاب كوفيد بشكل واضح نحو الرقمية، وتشير “لورا بالدوين”؛ رئيسة شركة O’Reilly Media قائلة: “قد لا تعمل الشركات التي ازدهرت خلال الوباء فقط في نموذج عمل رقمي، ولكن ما تشترك فيه جميع الأعمال الناجحة هو الثقافة الرقمية القوية، نحن بحاجة إلى مواجهة حقيقة أن المستقبل سيكون أكثر تركيزًا على المستوى الرقمي عن أي وقت مضى؛ لذلك تحتاج الشركات إلى بدء التفكير في كيفية إنشاء وتنفيذ نموذج أعمال رقمي”.
وتنصح “بالدوين” المبتكرين في الوقت نفسه بعدم التورط كثيرًا في تقنية معينة، خاصة مع الوتيرة السريعة للتغير التكنولوجي، قائلة: “ما قد يكون مؤثرًا اليوم سيتم استبداله بشيء أكثر تأثيرًا في غضون عام”، وتستدرك حديثها: “أهم شيء هو الاستمرار في متابعة الاتجاهات المتعلقة بالتقنيات الجديدة عند دخولها إلى السوق، وإنشاء فرق تتسم بالذكاء والمرونة بما يكفي للتكيف مع التغيير السريع، وتزويدهم بالأدوات اللازمة لبناء المهارات وتعلم التقنيات الجديدة، إنها القدرة على التكيف وتعلم التقنيات الجديدة؛ بحيث يمكن تطبيقها والتي يمكن أن يكون لها تأثير”.
وشارك “شيجي إيهارا”؛ الرئيس التنفيذي لشركة NEC X، وجهة نظر شركته كمسرع للابتكار عبر تقنياتها الناشئة، قائلًا: “إننا نشهد العديد من الاحتياجات الاجتماعية والدوافع التي نشأت أثناء الوباء والتي تحفز تطوير التكنولوجيا الجديدة ومجالات النمو الاقتصادي المحتمل”، ومن أبرز هذه المجالات الواقع الافتراضي والواقع المعزز.
وأضاف: “شهد السوق بالفعل اعتمادًا للتطبيقات العسكرية وتطبيقات الألعاب، بالإضافة إلى التدريب على الجراحات المتقدمة؛ ونظرًا لأن العمل عن بُعد أصبح أمرًا طبيعيًا، نعتقد أن VR / AR ستصبح منطقة نمو توفر واجهات جديدة وبرامج جماعية أفضل، بالإضافة إلى مؤتمرات الويب، وتعمل الشركات الناشئة بالفعل على تطوير منصات وبرامج VR / AR التي ستتيح هذه التحسينات”.
ولفت “إيهارا” بأنه يتابع عن كثب العملات الرقمية الجديدة التي ظهرت بالفعل كالعملات المشفرة في السوق، ويقول:” لا تزال هناك احتمالية لظهور نظام عملات إلكترونية على نطاق أوسع بين الدول، ولكنني أعتقد أن هناك حاجة قوية وفرصة كبيرة لتقنيات ومنصات جديدة لتمكين هذا التحول، لكن العمل في هذا المجال لا يزال ناشئًا جدًا للتنبؤ بكيفية تشكيله”.
وأخيرًا، تختتم “بالدوين” حديثها قائلة: “من المرجح أن يكون الفائزون الكبار في الأوقات المقبلة هي الشركات الناشئة والشركات الصغيرة التي ولدت ممكّنة رقميًا، وسيحاول الخاسرون العودة إلى الطُرق القديمة؛ نظرًا لأنهم سيجدون أنفسهم سريعًا متخلفين عن ركب الوضع الطبيعي الجديد”.
المصدر:
Forbes: How The Post-Covid Future Is Unfolding For Technology Ventures