في ظل تفشي وباء كورونا تجتاح العالم حُمى البحث عن معلومات حول هذا الفيروس المستجد، ومع ذلك لا يزال يمثل نشر معلومات دقيقة ومحدثة حول انتشار المرض تحديًا كبيرًا.
وكادت وسائل الإعلام التقليدية (الإذاعة والتلفزيون والصحف المطبوعة) في أن تفقد قيمتها لدى الجمهور؛ لذا وفرت العديد من السلطات المحلية والإقليمية تنبيهات نصية، ولكنها متاحة فقط لأولئك الذين يقومون بالتسجيل، ويفضل الجمهور الأصغر سنًا وسائل التواصل الاجتماعي على القنوات التقليدية، ولكن العديد من تلك الوسائل التواصل تواجه تحديًا من خلال الأخبار المزيفة وانتهاكات الخصوصية، ولا تقدم دائمًا أخبارًا ومعلومات موثوقة بالكامل.
وتم إدخال الذكاء الاصطناعي للمحادثات، والمعروف أيضًا باسم Chatbots، وهي تقنية جديدة تتيح الوصول إلى المعلومات من خلال التفاعل النصي أو الصوتي، والتي تثبت قيمتها خلال أزمة فيروس كورونا، وتوضح كيف يمكن الاستفادة من قناة الاتصالات الجديدة هذه في السنوات المقبلة؛ من خلال مجموعة من المجموعات والمؤسسات.
- كيف تحارب برامج المحادثة الآلية (Chatbots) فيروس كورونا؟
كانت Chatbots خيارًا طبيعيًا لنشر المعلومات الصحية خلال أزمة فيروس كورونا؛ حيثمكّن التقدم في معالجة اللغات الطبيعية (NLP) تقنيات الذكاء الاصطناعي للمحادثات ووسع نطاقها؛ ما أدى إلى أدوات مثل Siri وAlexa وGoogle Home التي تُعد جزءًا من حياة العديد من المستهلكين كل يوم.
وتقدم الواجهة البديهية لروبوتات الدردشة نهجًا منخفض الاحتكاك لنشر المعلومات المهمة على عدد كبير من السكان، كما تتوفر Chatbots على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.
بالإضافة إلى ذلك، توفر برامج المحادثة الآلية إمكانات قوية للحصول على المعلومات المنظمة والموثوقة،ويمكن تخصيص المعلومات لاحتياجات الفرد، ويمكن أيضًا توفير الرد على أسئلة محددة بطريقة تفاعلية، وبسرعة أكبر من طرق البحث التقليدية عبر الإنترنت، كما أن المعلومات قابلة للتكيف مع الإرشادات واللوائح المحلية، بناءً على موقع المستخدم.
وتقود العديد من الشركات والمنظمات المسؤولية عن نشر روبوتات المحادثة لتوفير معلومات عن فيروس كورونا، على سبيل المثال، تستخدم منظمة الصحة العالمية ومركز السيطرة على الأمراض روبوتات المحادثة في مواقعهما على الإنترنت لتقديم معلومات محدثة للمليارات حول انتشار المرض وأعراضه،وتطلق العديد من الحكومات أيضًا برامج المحادثة الآلية لتوفير معلومات موثقة لمواطنيها.
ويمكن لأي شخص لديه إمكانية الوصول إلى برامج المحادثة الآلية فعل ذلك من مجموعة من الأجهزة (الكمبيوترعبر الإنترنت أو الهاتف الذكي). ويمكن أن يؤدي الاعتماد على Chatbotsإلى تقليل العبء على مراكز الاتصال في المستشفيات،ومن المحتمل أن تقلل ميزة فحص الأعراض التفاعلية في برامج الدردشة الآلية من حجم حالات الطوارئ.
- التحديات التي تواجهها برامج المحادثة الآلية (Chatbots):
بينما تتمتع برامج المحادثة الآلية بمزاياها، هناك بعض أوجه القصور التي يجب معالجتها للحفاظ على ثقة الجمهور في المعلومات التي توفرها برامج المحادثة الآلية، على سبيل المثال، من الممكن تلقي ردود غير متناسقة لفحص الأعراض من العديد من روبوتات الدردشة لفيروس كورونا؛ حيث تقدم بعض روبوتات المحادثة نتائج غير متناسقة مع ظهور أعراض متطابقة،وتحث بعض برامج المحادثة الآلية المستخدم على الحصول على رعاية فورية، بينما يقترح البعض الآخر أخذ قسط من الراحة في المنزل.
يمكن أن ينبع هذا التضارب من مجموعة متنوعة من المصادر،وقد تعتمد بعض برامج المحادثة الآلية على مصدر واحد فقط للمعلومات،وفي برامج الدردشة الآلية الأخرى قد لا يتم تحديث المصدر الذي تحصل برامج الدردشة الآلية على المعلومات منه بشكل متكرر.
وتحتوي أيضًا معظم روبوتات المحادثة،التي يتم نشرها اليوم، على خلفية بسيطة نسبيًا تبحث عن المعلومات من خلال المشي،استنادًا إلى مدخلات المستخدمين،وإذا لم يتم تحديث مصادر المعلوماتلبرنامج المحادثة الآلي بشكل منتظم، فسوف تصبح الاقتراحات التي يقدمها قديمة عندما يتم تغيير توصيات الخبراء بشأن الوباء.
وعلى المدى الطويل، عندما نخرج من هذه الأزمة، من المحتمل أن تصبح روبوتات المحادثة بوابات رقمية للرعاية الصحية التفاعلية، ومساعدة المرضى في العثور على طبيب أو خدمة، وجدولة المواعيد، وتسهيل فحص الأعراض، وإجراء فرز في رعاية الطوارئ، كما يمكنهم العمل كمساعدين افتراضيين للأطباء.
وفي حين أن هذه الاستخدامات يمكن أن تؤدي إلى إدارة رعاية أفضل ومشاركة العملاء، فقد تنشأ العديد من المشاكل، مثل سوء التواصل بين برامج المحادثة الآلية والمستخدمين، أو سوء فهم العملاء لبرامج المحادثة الآلية، أو التوجيه غير الصحيح، أو التشخيص الخاطئ، أو الفشل في تحقيق التدخلات في الوقت المناسب.
ومن الممكن أن تتظاهر روبوتات المحادثة بأنها بشر؛ ما يؤدي إلى محاولة استبدال المعالجين والممارسين الخبراء بالكامل،أو انتهاكات خصوصية البيانات، أو عدم وجود مراقبة مستمرة للتحقق من النصيحة المقدمة.
ولمعالجة هذه المشاكل، هناك حاجة إلى قواعد واضحة وفعالة لتوجيه مطوري برامج المحادثة الآلية ومقدمي المنصات وأنظمة الرعاية الصحية. يجب أن تأخذ هذه القواعد في الاعتبار مجموعة من العوامل، بما في ذلك التحقق، والاعتماد، وضمان الأداء، وإدارة توقع المريض والوصول إليه، والشرعية، والخصوصية، والأمن، علاوة على ذلك، لاستخدام الذكاء الاصطناعي في برامج المحادثة الآلية يجب أن تتناول القواعد قضايا الشفافية والتحيز والإنصاف وخصوصية وحقوق البيانات.
إن جائحة فيروس كورونا هو المسرع لتقنية chatbot؛ حيث يساعد الناس في جميع أنحاء العالم في الحصول على المزيد والمزيد من الراحة مع الاستفادة من هذه الأداة للرعاية الصحية. وعند تجاوز هذا الوباء، سيستمر تزايد استخدام برامج المحادثة الآلية في تطبيقات الرعاية الصحية الأوسع نطاقًا، كما يجب أن يجتمع أصحاب المصلحة من القطاعين العام والخاص؛ لإنشاء القواعد الواضحة التي تزيد هذه الفوائد إلى أقصى حد مع تقليل المخاطر.
المصدر: Inventsystems: Chatbots provide millions with COVID-19 information every day, but they can be improved – here’s how
Leave a Reply