يشهد العالم الآن الكثير من الصراعات على جبهات متعددة. وتعد الطائرة الانزلاقية الصينية الجديدة القادرة على حمل الرؤوس النووية. من أحدث الطائرات العسكرية التي يقدمها التقدم التكنولوجي. وهو أحد أهم المرجحات في ساحات المعارك الحديثة. ولهذا يستمر سباق التسلح حول العالم بوتيرة متصاعدة.
في هذا السياق كشفت أكاديمية “Guangdong ” الصينية لأبحاث الديناميكا الهوائية- والتي يقع مقرها جنوب الصين- النقاب عن تصميم مركبة جوية انزلاقية فرط صوتية قادرة على حمل رؤوس نووية.
الطائرات الانزلاقية والرؤوس النووية
يطلق مصطلح الطائرات الانزلاقية على الطائرات والقذائف التي يمكنها الطيران بدون دفع او بمحركات دفع محدودة القدرة. حيث لا تمتلك تلك المركبات أي محركات سواء صاروخية أو مروحية قوية على متنها. ويمكنها التنقل والمناورة اعتمادًا على الانزلاق في الهواء عوضا عن الدفع المستمر من المحركات. ويمكنها الاستفادة من التيارات الهوائية والارتفاع للتوجيه والحركة. ويمكن تشبيهها بالمظلات التي يتحكم المظلي بمسارها ولكنها تسقط دومًا ناحية الأرض.
وتمثل الطائرات الشراعية أشهر تلك المركبات وأكثرها استخدامًا. ولكنه توجد عائلات من القنابل الموجهة والمركبات العسكرية المعتمدة على التوجيه الانزلاقي أو الشراعي.
مميزات الأسلحة الانزلاقية
تمتاز الأسلحة الانزلاقية برخص الثمن النسبي؛ حيث لا تمتلك محركات. كما أنها ادق في إصابة الأهداف، وتمتلك ميزة أمان إضافية للطيارين والطائرات، فيمكن إلقاؤها من مسافات بعيدة وتوجيهها عن بعد.
كما تمثل الأسلحة الانزلاقية أسلحة مرنة يمكن إطلاقها من الطائرات الكبيرة أو الصغيرة بدون الحاجة إلى منصات إطلاق خاصة؛ ما يمثل ميزة عظيمة في الحروب.
وتعد GBU-39 من أشهر تلك القنابل كما يمكن أن تضاف بعد التعديلات إلى القنابل الاعتيادية، قنابل السقوط الحر، لجعلها قنابل موجهة انزلاقية كما هو الحال في بعض أنواع عائلة القنبلة الأمريكية JADM.
السرعات فرط الصوتية والرؤوس النووية
يمكن قياس سرعات الأجسام الطائرة بوحدات سرعة عادية كالتي تستخدم في المركبات الأرضية العادية. غير أنه جرت العادة الى استخدام وحدة سرعة الصوت أو ما يطلق عليها ماخ. ويمكن تعريف الماخ على أنه سرعة الصوت في الهواء عند مستوى سطح البحر عند درجة حرارة 20 درجة مئوية. وسميت تلك الوحدة نسبة إلى العالم ارنست ماخ الذي اقترح تلك الوحدة لقياس السرعات في الهواء. تحتاج المركبات عند التحرك بسرعات فرط صوتية تركيبا هندسيا مخصوصا، كما أنها تحتاج إلى مواد مخصوصة للتصنيع لتتحمل الاحتكاك الكبير للهواء مع جسم المركبة. كما يستلزم صنع تلك الطائرات مواد تتحمل درجات الحرارة العالية الناتجة عن تلك السرعات العالية. وتبعًا لذلك تقيم السرعات إلى السرعة المنخفضة (Subsonic): وهي السرعات التي يتحرك بها الجسم بأقل من سرعة الصوت. أي أقل من أقل من 1235 كم/ساعة عند مستوى سطح البحر.
السرعة الصوتية (Transonic): وهي السرعة التي يحلق بها الجسم بالقرب من حدود سرعة الصوت . وتتراوح بين حوالي 1100-1200 كم/ساعة.
السرعة الفائقة للصوت (Supersonic): وهي السرعات التي تتراوح بين أكثر من 1 إلى 5 ماخ.
السرعة الفائقة (Hypersonic): وهي السرعات الفائقة لتحرك الجسيمات في الهواء بما يزيد عن سرعة 5 ماخ فما فوق.
الطائرة فرط الصوتية الصينية الجديدة والرؤوس النووية
أعلنت أكاديمية “Guangdong” عن الطائرة الانزلاقية GDF-600 الجديدة والتي تستطيع أن تحمل قنابل نووية على متنها. كما يمكن لتلك الطائرة الوصول إلى سرعات فرط صوتية وتعديل مساراتها أثناء الطيران؛ ما يجعل من الصعب جدًا اعتراضها.
وتتميز المركبة الجديدة GDF-600 بالإضافة إلى السرعة الفائقة والدقة بخيارات تسليح متعددة. حيث تستطيع أن تحمل أجهزة الحرب الإلكترونية والاستطلاع. كما يمكنها حمل وإطلاق القنابل والطائرات بدون طيار سواء الأسرع من الصوت أو الاعتيادية.
وتزن كتلة إطلاق GDF-600 الانزلاقية الجديدة 5 أطنان متضمنة حمولة قدرها 1200 كيلوجرام. ويمكن أن يصل مداها إلى 600 كيلومتر؛ ما يجعلها واحدة من أصغر المركبات الانزلاقية الأسرع من الصوت في العالم.
سرعات مهولة
وتبلغ سرعة المركبة الانزلاقية الصينية 7 ماخ، وهي أقل في السرعة من Avangard الروسية التي تُحلق على مسافات بين القارات وبسرعات تزيد عن 20 ماخ. ويتوقع أن تكون المركبة الصينية الجديدة أقل تكلفة بكثير من التصاميم الأكبر والأطول مدى؛ ما يعطيها أفضلية على منافسيها من حيث الإنتاج والعدد والانتشار.
وعلى الرغم من أن المدي الفعال للمركبة GDF-600 يعد قصيرًا نسبيًا فإنه يمكن الاستعاضة عن ذلك بالمعزز الصاروخي اللازم لإطلاقها إلى الارتفاع المناسب. حيث يمكن للمعزز أن يزيد المدي الفعال للمركبة ككل.
علاوة على ذلك، فإن المدى الفعلي للعمليات يمكن أن يمتد إلى أبعد من المدى الفعلي للمركبة بواسطة المسيرات التي قد تحملها المركبة على متنها. حيث يمكن إطلاق تلك المسيرات أثناء أو بعد الوصول للمدى الأقصى للمركبة.
وستسمح قدرة المركبة الانزلاقية على إطلاق حمولات فرعية، لمركبة انزلاقية واحدة بمهاجمة أهداف متعددة، سواء بالقنابل أو الضربات بطائرات بدون طيار أو الهجمات الإلكترونية.
ويصرح المطورون للمركبة GDF-600 أنه يمكن لمركبة الانزلاق الأسرع من الصوت، مع الذخائر الفرعية متعددة الاستخدامات، توسيع النطاق الفعال للمركبة إلى 6 آلاف كيلومتر. أما إذا أخذ في الاعتبار وجود الصواريخ المعززة فسيمكنها من امتلاك مدى عابر للقارات.