عالم التكنولوجيا ترجمة
تمثل الشركات الصغيرة والمتوسطة (SMEs) حوالي 90% من الأعمال التجارية العالمية وأكثر من نصف العمالة في جميع أنحاء العالم. إنها تؤدي دورًا شديد الأهمية في الاقتصاد العالمي، ويمكنها أيضًا أن تلعب دورًا في الاستجابة لأزمة المناخ.
ويمكن لتقنيات الثورة الصناعية الرابعة (4IR) مثل: إنترنت الأشياء (IoT) أن تساعد الشركات الصغيرة والمتوسطة في تقليل الفاقد وتحسين العمليات ومراقبتها بشكل أكثر فعالية.
إنترنت الأشياء في العالم
تعد تقنية إنترنت الأشياء فرصة كبيرة لبناء مستقبل مستدام ومزدهر للشركات الصغيرة والمتوسطة.
ومن خلال زيادة كفاءة الطاقة والتشجيع على تعزيز استخدام مصادر الطاقة المتجددة يمكن لتقنية إنترنت الأشياء تقليل تأثير الشركات في البيئة، ومساعدتها في التكيف مع الواقع الجديد وفي نفس الوقت تحقيق مكاسب في الإنتاجية والكفاءة.
ووجدت دراسة استقصائية حديثة أن سبعة من كل 10 مدراء تنفيذيين يعتقدون أن تقنية إنترنت الأشياء ساعدتهم في زيادة الإيرادات، واتفق 45% منهم على أنها ساعدت في زيادة الأرباح بنسبة 1% إلى 5% ، وأفاد 41% بزيادة الأرباح بنسبة 5% إلى 15% سنويًا.
إن تبني ممارسات الأعمال المستدامة لديه أيضًا القدرة على فتح فرص في السوق بقيمة تريليونات الدولارات وتوفير ملايين الوظائف. ويمكن أن تساعد حلول إنترنت الأشياء الشركات الصغيرة والمتوسطة في الامتثال بشكل أفضل للمعايير الخضراء، والاستفادة من فرص السوق الجديدة والموارد المالية؛ من خلال المنح وبرامج الدعم الحكومية.
ومع افتقار العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى الموارد اللازمة للنجاح في هذا المجال يجب إقران التكنولوجيا المبتكرة والفعالة من حيث التكلفة بنهج شامل واستراتيجي؛ لتسهيل صنع مستقبل أكثر خضرة لهذا القطاع الذي غالبًا ما يتم تجاهله.
تطبيقات إنترنت الأشياء من أجل الاستدامة
تشير التقديرات إلى أن متوسط سعر مستشعرات إنترنت الأشياء قد انخفض على مدى العقدين الماضيين من 1.30 دولار في عام 2004 إلى 0.38 دولار في عام 2020؛ وقد أدى هذا الانخفاض في الأسعار إلى زيادة عدد الموردين وتقنية أكثر كفاءة وانخفاض تكلفة الاتصال.
ونظرًا لأن تقنيات إنترنت الأشياء أصبحت أكثر سهولة في الوصول إليها صارت الشركات الصغيرة والمتوسطة في وضع أفضل لاحتضان تطبيقات تكنولوجيا إنترنت الأشياء البسيطة والمثبتة والتي ستجعل أعمالها أكثر ربحية وأكثر استدامة.
ثلاثة تطبيقات رئيسية لإنترنت الأشياء هي:
1_ إدارة تسرب المياه
يمكن أن توفر إنترنت الأشياء حماية في الوقت الفعلي ضد أضرار مثل: التسرب أو أعطال السباكة. ويمكن لأجهزة الاستشعار الكشف عن التسربات والرطوبة. ويمكن لقارئ العدادات الضوئية، على سبيل المثال، توفير بيانات شبه فورية ليس فقط للمياه ولكن أيضًا للغاز والكهرباء ودرجة الحرارة والضغط أيضًا.
ومن شأن نهج إنترنت الأشياء المتكامل أن يقلل من تأثير التسرب وأضرار المياه؛ ما يمكن أن يوفر على الاقتصاد مليارات الدولارات كل عام ويقلل من الإجهاد المائي.
2_ الصيانة التنبؤية
يمكن لأجهزة إنترنت الأشياء أن تجمع البيانات من الآلات الصناعية، على سبيل المثال في التصنيع، لإنشاء نماذج تتنبأ بوقوع الأحداث محل الاهتمام، بما في ذلك: أوقات التعطل المحتملة أو الحوادث أو متى يلزم استبدال شيء ما. ويسمح هذا للمؤسسات بتجنب الانهيار وتوقع وتخطيط أوقات التوقف وزيادة القدرة الإنتاجية إلى أقصى حد.
وأكدت إحدى الدراسات أن الصيانة التنبؤية في المتوسط تزيد الإنتاجية بنسبة 25% وتقلل من الأعطال بنسبة 70% وتخفض تكاليف الصيانة بنسبة 25%.
3_ المراقبة البيئية
يمكن لأجهزة الاستشعار تحديد وجود الملوثات في الهواء والماء وتتبع درجة الحرارة والرطوبة؛ ما يحافظ على المباني وأماكن العمل آمنة ونظيفة وفعالة. ويساعد ذلك الشركات في مراقبة عملياتها وتجنب الهدر والامتثال للمعايير البيئية.
تسريع التحول
تطلب التشريعات في جميع أنحاء العالم بشكل متزايد من الشركات الصغيرة والمتوسطة تلبية لوائح الاستدامة؛ ما يترك العديد من الشركات في حيرة من كيفية جعل نفسها متوافقة مع اللوائح.
على سبيل المثال: في الاتحاد الأوروبي ستكون الشركات مطالبة بتحديد ومنع التلوث في عملياتها وسلاسل القيمة. وفي الولايات المتحدة اقترحت لجنة الأوراق المالية والبورصات إفصاحات إلزامية عن مخاطر المناخ ومتطلبات جديدة لكفاءة الطاقة.
وتواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة العديد من التحديات في اعتماد تقنيات الثورة الصناعية الرابعة التي ستمكنها من العمل بشكل أكثر استدامة. وبصرف النظر عن عوامل التمكين، مثل: التمويل والحاجة إلى موظفين مهرة، تتطلب تلك الشركات أيضًا دعمًا استراتيجيًا لتحديد حالات الاستخدام الصحيحة، ووضع خرائط طريق للتنفيذ وقياس وضمان العائد على الاستثمار.
وتحتاج الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تبدأ رحلة الاستدامة وتتطلع إلى الاستفادة من الثورة الصناعية الرابعة إلى دعم من القطاعين العام والخاص. ومع استمرار العالم في جني فوائد تقنية 4IR لا يجب إهمال ذلك القطاع الاقتصادي الرئيسي، فهو محرك النمو في جميع أنحاء العالم.
إقرأ أيضًا:
إنترنت الأشياء.. ثورة فى قطاع اللوجيستيات والموانئ البحرية بالمملكة
Leave a Reply