كيف يتمتع الدماغ البشري بالمرونة الكافية وسط تعقيدات التكنولوجيا؟

كيف يتمتع الدماغ البشري بالمرونة الكافية وسط تعقيدات التكنولوجيا؟.. تفاصيل
كيف يتمتع الدماغ البشري بالمرونة الكافية وسط تعقيدات التكنولوجيا؟.. تفاصيل

يتمتع الدماغ البشري بميزة فريدة تميزه عن باقي الكائنات الحية، وهي قدرته على التعلم والتكيف مع تغيرات التكنولوجيا الحديثة. هذه المرونة تسمح للبشر باكتساب المعرفة والمهارات الجديدة، وحل المشكلات، والتكيف مع بيئات مختلفة، والوصول إلى إبداع لا مثيل له.

في ظل التطورات المتسارعة في التكنولوجيا الحديثة يزداد تعقيد العالم من حولنا. ومع كل تقدم تكنولوجي نواجه تحديات جديدة تتطلب من أدمغتنا التكيف والتعلم.

تحديات يواجهها الدماغ البشري

1. آليات المرونة في الدماغ البشري:

أولى هذه الآليات هي اللدونة العصبية (europlasticity) وهي الوحدة الأساسية للتواصل في الجهاز العصبي وتمتلك تلك الخلايا العصبية قدرة فريدة على تكوين روابط جديدة مع بعضها البعض؛ وذلك يسمح بتعلم المعلومات والمهارات الجديدة. ويأتي بعدها التجدد العصبي؛ حيث يمكن للدماغ تكوين خلايا عصبية جديدة؛ ما يسمح بإصلاح التلف واستبدال الخلايا الميتة.

علاوة على ذلك يمكن للدماغ البشري التعلم في أي مرحلة عمرية، وهذا يسمح لنا بالتكيف مع التغيرات والتحديات الجديدة.

 

2. تأثير التكنولوجيا الحديثة في الدماغ

توفر التكنولوجيا الحديثة كميات هائلة من المعلومات والتحفيزات الحسية؛ ما قد يؤدي إلى زيادة نشاط الدماغ وتعزيز المرونة، وكذلك تغيير أنماط التعلم؛ حيث تغير التكنولوجيا الحديثة طريقة تعلمنا، وهذا يتطلب من أدمغتنا التكيف مع أساليب التعلم الجديدة.

ولكن هناك مخاوف محتملة من الاستخدام المفرط في التكنولوجيا مثل: قلة التركيز، واضطرابات النوم والقلق.

3. كيفية تعزيز مرونة الدماغ في عصر التكنولوجيا:

لتعزيز مرونة الدماغ البشري لا بد من التعلم المستمر، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة، فهي تساعد على تدفق الدم إلى الدماغ، وتعزيز وظائفه الإدراكية. ومن الأسباب المهمة أيضًا هو النوم الكافي والتغذية الصحية السليمة التي توفر العناصر الغذائية اللازمة لعمل الدماغ بشكل أفضل. وأخيرًا يعد التفاعل الاجتماعي ضروريًا لصحة الدماغ ووظائفه الإدراكية.

 كيف تسمح لنا الخلايا العصبية بالتكيف مع العالم؟

لطالما اعتقد علماء الأعصاب أن كل خلية عصبية في الدماغ لها وظيفة واحدة محددة. لكن الأبحاث الحديثة تظهر أن العديد من الخلايا العصبية تتمتع بمرونة أكبر بكثير مما كان يعتقد سابقًا. في ورقة بحثية جديدة نشرت في مجلة Neuron، يصف فريق من علماء الأعصاب كيف يحقق الدماغ القدرة المعرفية لدمج جميع المعلومات ذات الصلة دون أن يطغى عليه ما ليس كذلك.

تسمى هذه الخاصية “الانتقائية المختلطة” وتسمح للخلايا العصبية بالمشاركة في مجموعة متنوعة من المهام في نفس الوقت. على سبيل المثال، يمكن لخلية عصبية واحدة في دماغ الأرنب أن تساعد في تقييم مدى شعوره بالجوع، وما إذا كان يمكنه سماع صقر فوق رأسه، أو شم ذئب البراري في الأشجار، ومدى بعده عن الخس الذي يفكر في أكله.

دور الانتقائية المختلطة

يعتقد أن الانتقائية المختلطة تلعب دورًا رئيسيًا في العديد من القدرات العقلية، بما في ذلك المرونة والقدرة المعرفية والإبداع. فهي تسمح للدماغ بتمثيل كميات هائلة من المعلومات بطريقة موفرة للطاقة، وتسمح له بالتكيف مع المواقف الجديدة بسرعة وسهولة.

في الدراسة الجديدة، حدد الباحثون آليات محددة يستخدمها الدماغ لتجنيد الخلايا العصبية في حسابات مختلفة، وللتأكد من أنها تمثل العدد الصحيح من أبعاد مهمة معقدة.

أحد هذه الآليات هو التذبذبات، وهي نبضات كهربائية منتظمة تحدث في الدماغ. يمكن للتذبذبات أن تساعد الخلايا العصبية على التزامن مع بعضها البعض وتبادل المعلومات. آلية أخرى هي المعدلات العصبية، وهي المواد الكيميائية التي يمكن أن تؤثر على نشاط الخلايا العصبية.

يعتقد أن هاتين الآليتين تعملان معًا لتشكيل شبكات وظيفية ديناميكية في الدماغ.

فهم الانتقائية المختلطة ضروري لفهم كيفية عمل الدماغ. تُظهر الأبحاث أن هذه الخاصية موجودة في جميع أنحاء الدماغ، ولها دور أساسي في العديد من القدرات العقلية.

اقرأ أيضًا:

دراسة تكشف العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والدماغ البشري

الرابط المختصر :