إن النظر إلى تقنية NFT على أنها مجرد صور رقمية تلفت انتباه شريحة محددة من المجتمع هو تصور خاطئ يجب الوقوف عنده وتوضيح ما تدور حوله التقنية، وهنا سوف نتطرق إلى دور تقنية الرموز غير القابلة للاستبدال في تكويد تقنية ميتافيرس Metaverse كأحد أهم مجالات تطبيق تقنية الرموز غير القابلة للاستبدال.
مفهوم خاطئ عن تقنية الرموز غير القابلة للاستبدال NFT
إن تقنية الرموز غير القابلة للاستبدال التي تُستخدم فيها تقنية تشفير البلوكشين Blockchain لترميز العناصر يمكن أن تكون إضافة إلى عالم التكنولوجيا عمومًا، فهي توفر قدرًا كبيرًا من التشفير وضمان الحقوق الأدبية للمنتجين، كما توفر موثوقية عالية لعمليات النقل والبيع، ولا يجب النظر إليها من زاوية واحدة وهي مجموعة الصور المشفرة التي يقتنيها نجوم السينما واللاعبون وهواة جمع الطوابع.
لا تزال تقنية الرموز غير القابلة للاستبدال ظاهرةً جديدةً نسبيًا في مجال Blockchain والتي تضمن وتدير ملكية الأصول الرقمية، وقد تم اختزالها بشكل مسيء في زاوية الفن الرقمي، فالتقنية حسب ما تمتاز به من إمكانيات لها مستقبل واعد لاستخدام عناصرها كعناصر أساسية في الجيل الجديد للإنترنت المشار إليه باسم Web 3.0 ومن المتوقع أن يؤدي تقارب هذه المنصة مع NFT إلى دعم العالم الافتراضي الضخم metaverse.
كيف يمكن أن تؤثر NFT في عالم ميتافيرس؟
للدخول في هذا التأثير يجب أن ننظر إلى العالم الذي توفره تقنية الميتافيرس كعالم يعمل على شبكة البلوكشين مثل تقنية الواقع الافتراضي وتقنية الواقع المعزز؛ حيث يمكن لتقنية الميتافيرس تقديم الواقع الجديد بطريقة حصرية لأصحاب عناصر NFT بطريقة مشقرة على شبكة البلوكشين مع ضمان حقوق الملكية لهذه العناصر.
وتشير العديد من آراء المهتمين بعالم ميتافيرس وعالم تشفير العناصر على شبكة البلوكشين إلى إمكانية الدمج بين تقنيتي الرموز غير القابلة للاستبدال وميتافيرس لصنع واقع جديد تكون فيه تقنية الرموز غير القابلة للاستبدال جزءًا من metaverse أو تعمل معها؛ وذلك للنمو والشهرة السريعة التي حققتها التقنية في مجال ألعاب البلوكشين Blockchain Gaming؛ حيث يمكن لعالم ميتافيرس الاستفادة من هذه الألعاب في صنع واقع للمستخدمين يكون مضمنًا داخلها واستقطاب مزيد من محبي ألعاب الفيديو.
وتتخذ تقنية metaverse خاصية الـ Avatar الذي يمثل شخصية المستخدم لها المضمن داخل التقنية؛ إذ يمكن تصميم Avatar لكل مستخدم يكون غير قابل للاستبدال وملكيته مسجلة بصورة حصرية له والذي يكون بمثابة بصمة المستخدم للتقنية، ولا يمكن لغير المالك له استخدامه، ويمكن لمستخدمي ميتافيرس الاستفادة من تقنية الرموز غير القابلة للاستبدال في تحديد ملكية العقارات الافتراضية عبر Decentraland والتي تضمن ملكية العقار للمالك دون غيره.
مفهوم العمل بين التقنيتين
يمكن أن يُنظر لتقنية metaverse بأنها المفهوم الأكبر والذي تقوم تقنية الرموز غير القابلة للاستبدال بتعزيزه عبر الخواص التي تتمتع بها؛ من ضمان للخصوصة والملكية الافتراضية لعناصر metaverse، كما تضمن تحويل ملكية العقارات الافتراضية بصورة قانونية عبر سلسلة إجراءات البلوكشين؛ أي أن تقنية الرموز غير القابلة للاستبدال تعمل على بناء البنية الأساسية لميتافيرس بتحديد ملكية العناصر والعلامات التجارية للأفراد والمؤسسات المنتجة للعناصر داخل التقنية؛ ما يوضح القدر الكبير الذي يمكن أن يكون بين التقنيتين.
إن تحديد ملكية بعض العقارات الافتراضية على metaverse؛ عبر تقنية الرموز غير القابلة للاستبدال، يمكن أن يؤثر ماليًا في نشاط المستخدمين للتقنية، فبعض الألعاب “الألعاب من أجل الربح” تتيح فرصة استخدام العقارات المملوكة داخل الألعاب؛ بهدف الاستثمار وكسب العديد من الأموال بعد ضمان ملكيتها للمستخدم.
ويعزز مبدأ العرض والطلب للعناصر غير القابلة للاستبدال من نمو اقتصاد تقنية ميتافيرس؛ من خلال إيجار هذه العقارات الافتراضية واستضافة بعض الأحداث الافتراضية كما فعلت شركة Adidas عبر المعرض الافتراضي الذي نظمته باستخدام تقنية الرموز غير القابلة للاستبدال.
مجتمعات ميتافيرس الافتراضية
إن البيئة الافتراضية التي توفرها metaverse يمكن أن تدعم مستخدميها عبر تحويل التجارب الاجتماعية داخل التقنية من تجمعات ونشاطات، ويمكن لأصحاب NFT داخل هذا العالم التشارك في بعض النشاطات المجتمعية وإبداء بعض الآراء حول التقنية للتطوير من التجربة الافتراضية.
ويمكن لتقنية الرموز غير القابلة للاستبدال بإمكانياتها الخاصة والفريدة من نوعها التأثير في عالم metaverse الافتراضي وتحقيق تجارب جديدة للمستخدم وعائد مادي في الممارسات التجارية التي تتم في الألعاب داخل metaverse.
Leave a Reply