عالم التكنولوجيا ترجمة
على مدى العقد الماضي برزت اليابان بشكل مطرد كواحدة من رواد العالم في تكنولوجيا خلايا الوقود والهيدروجين. ونظرًا لافتقار البلاد إلى موارد الطاقة المحلية يخطو العديد من القادة اليابانيين في الحكومة والقطاع الخاص إلى الهيدروجين خطوات نحو تحويل الاقتصاد إلى استخدام هذه التكنولوجيا النظيفة والفعالة والموثوقة؛ لمعالجة تغير المناخ وتوفير الطاقة لمنازل والشركات والمواصلات.
وفي سبتمبر 2019 استضافت الحكومة اليابانية وفودًا من أكثر من 30 دولة في الاجتماع الوزاري العالمي للهيدروجين في طوكيو.
وفي هذا الاجتماع الوزاري أعادت وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية (METI) وحضور آخرين التأكيد على وجهة النظر القائلة بأن الهيدروجين يمكن أن يكون مساهمًا رئيسيًا في توفير طاقة نظيفة وآمنة وبأسعار معقولة للمستقبل.
بالإضافة إلى ذلك أعلنت المجموعة عن الحاجة إلى تشجيع زيادة الوعي العالمي بالهيدروجين؛ من خلال الاستفادة من الأحداث البارزة، مثل أولمبياد طوكيو، وغيرها من الأحداث العامة التي يتم فيها عرض الهيدروجين.
وعلى الرغم من تأجيل المسابقة لمدة عام واحد أردنا اغتنام هذه الفرصة لتسليط الضوء على كيفية استخدام اليابان لأولمبياد طوكيو كمنصة لعرض التزام الدولة بالهيدروجين وإمكانات هذا الوقود التحويلي.
– الشعلة الأولمبية الهيدروجينية
إن الرمز الأكثر شهرة للأولمبياد هو الشعلة واللهب. ولتسليط الضوء على الهيدروجين في الألعاب؛ كشفت اللجنة الأولمبية في طوكيو عن أنها سوف تستخدم الهيدروجين كوقود للشعلة الأولمبية.
وفي إشارة إلى ماضي البلاد وخططها للمستقبل سيتم إنتاج الهيدروجين من مجموعة شمسية تقع في محافظة فوكوشيما.
وقبل عام 2011 تم توفير 30٪ من الكهرباء في البلاد عن طريق الطاقة النووية، وبعد حادثة محطة الطاقة النووية في فوكوشيما في مارس 2011 أصبح هذا الرقم اليوم 2٪ فقط. وباستخدام الوقود الذي يتم توفيره من تلك المدينة؛ تثبت اليابان التزامها بمستقبل يعمل بالطاقة الهيدروجينية.
– قرية الهيدروجين الأولمبية
من الثوابت الأخرى للأولمبياد على مر السنين هو “القرية الأولمبية”، التي تعد موطنًا لآلاف الرياضيين الذين يسافرون من جميع أنحاء العالم خلال المنافسة.
تقع القرية الأولمبية في مدينة طوكيو وستكون بمثابة مجتمع هيدروجين مصغر.
وسيتم استخدام الهيدروجين في تلك القرية لتوفير الكهرباء للمهاجع وحافلات خلايا الوقود؛ لنقل الرياضيين بين الأماكن في جميع أنحاء المدينة. بعد الألعاب سيتم بيع المباني الشاهقة للجمهور لعرض ومواصلة التزام الدولة باقتصاد الهيدروجين.
– حافلات الهيدروجين
بصفتها أكبر شركة لصناعة السيارات في اليابان والراعي الرئيسي للألعاب الأولمبية، ستقوم “تويوتا” بتزويد 100 حافلة تعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية (FCB) إلى منطقة العاصمة طوكيو لنقل الرياضيين والزوار حول المنافسة الأولمبية.
وتعمل حافلة “سورا”، التي بدأت شركة “تويوتا” بيعها في عام 2018، من خلال مكدسين من خلايا الوقود بقدرة 111 كيلو وات وتغذيها عشرة خزانات هيدروجين يبلغ مجموعها 600 لتر.
وتحتوي كل حافلة أيضًا على مصدر طاقة خارجي بقدرة 235 كيلو وات في الساعة؛ لاستخدامه كمصدر طاقة طارئ في حالة وقوع كوارث؛ ما يوضح مرونة تقنية خلايا الوقود.
– سيارات الهيدروجين
بالإضافة إلى حافلات “سورا” التي تعمل بخلايا الوقود، توفر تويوتا 500 من مركباتها التي تعمل بخلايا الوقود من طراز “ميراي”؛ للمساعدة في نقل الموظفين والمسؤولين رفيعي المستوى وكبار الشخصيات الآخرين في جميع أنحاء الألعاب الأولمبية. ومنذ من نوفمبر 2019 كان هناك أكثر من 3500 مركبة تعمل بخلايا الوقود في جميع أنحاء اليابان.
وفي نوفمبر 2018 استضاف “توماس باخ”؛ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية و”أكيو تويودا”؛ رئيس شركة تويوتا موتور، خلال زيارة لمركز البحث والتطوير التابع لشركة “تويوتا” في شيزوكا باليابان. وركب “باخ” حافلة خلايا الوقود سورا وقاد “ميراي” في جولة حول المركز.
وتخطط حكومة مدينة طوكيو لتشغيل 35 محطة وقود هيدروجين على الأقل في المدينة بحلول بداية الأولمبياد، مع 80 محطة و100000 سيارة تعمل بخلايا الوقود على طرق العاصمة بحلول عام 2025. ويوجد اليوم أكثر من 130 محطة هيدروجين تعمل في جميع أنحاء اليابان، وتهدف الحكومة إلى زيادة هذا العدد إلى 160 محطة _على الأقل_ بحلول نهاية العام.
في النهاية تدرك الحكومة اليابانية قدرة الهيدروجين على تحويل اقتصادها، وكذلك الاقتصاد في جميع أنحاء العالم. وستوفر أولمبياد طوكيو فرصة هائلة للبلاد لزيادة الوعي بإمكانيات تقنيات الهيدروجين وخلايا الوقود، وإظهار تقدمها والتزامها تجاه العالم.
اقرأ أيضًا:
اليابان تصنع مقاتلة نفاثة جديدة بتقنية جامحة
ولمتابعة أحدث الأخبار الاقتصادية اضغط هنا
Leave a Reply