تتجه الأنظار إلى كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2024، في نسخته الأولى التي انطلقت في الثاني من يوليو الجاري، على أراضي المملكة العربية السعودية. وذلك بمشاركة نوادي الرياضات الإلكترونية الرائدة في العالم في أفضل الألعاب؛ للحصول على جوائز تتجاوز قيمتها 60 مليون دولار.
وتُعد هذه المسابقات هي الأولى من نوعها في العالم، لذا، تدور تساؤلات عديدة حول كيفية استعداد اللاعبين وتدريباتهم العقلية والبدنية قبل منافساتهم.
كيف يستعد اللاعبون في كأس العالم؟
على الرغم من وجود 21 لعبة مختلفة في كأس العالم، فإن الروتين التدريبي الذي يتبعه كل منافس مشابه إلى حد كبير، وكما هو الحال في أي رياضة أخرى، فالتدريب يصنع الفارق.
وتتمثل التدريبات خلال الوقت التحضيري قبل أي بطولة، في قضاء كل لاعب لما يصل إلى 8 ساعات يوميًا لصقل مهاراته الفردية أولًا، ثم ينضم إلى فريقه للتمرين الجماعي لمدة من 6 إلى 8 ساعات أخرى.
وبالنسبة للفرق النخبوية التي تتنافس في كأس العالم للرياضات الإلكترونية، فإن معظمها لديه أماكن مخصصة للتدريب، على سبيل المثال، لدى فريق فانتيك “Fnatic” منشأة رائعة تتكون من غرفتي ألعاب خالية من التشتيت، مع مكان للمدرب للجلوس خلف اللاعبين ومراقبة الأداء.
وهناك أيضًا بعض جوانب التدريب التي تكون محددة للعبة. يتضمن ذلك تعلم كيفية استخدام القنابل في CS2 أو حساب الوقت المناسب لاستخدام القدرات في Dota 2، ويتم تعلم هذه الأمور من خلال التكرار.
اللياقة البدنية والقوة العقلية
يتبع كل منافس نهجًا شاملًا للاعتناء بلياقته وصحته العامة، مثل تناول الطعام الصحي، والحصول على قسط كافٍ من النوم كل ليلة، وممارسة التمارين مع التركيز على صحة القلب والأوعية الدموية.
ونظرًا لأن كأس العالم للرياضات الإلكترونية يتطلب قدرًا كافيًا من القوة العقلية، فإن المنظمات تستعين بأخصائيين نفسيين ذوي خبرة للحفاظ على اللاعبين في قمة تركيزهم.
على سبيل المثال، يتابع المدرب النفسي لوكا شكريناريتش، الحالة النفسية والعقلية لفريق جي 2 إي سبورتس “G2 Esports”، بينما يتابع أورسزولا كليمكزاك، فريق ناتوس فينسير “Natus Vincere” للتركيز على الأداء العام.
هذا بالإضافة إلى دمج تمرينات التأمل والوعي في معظم الروتين اليومي؛ ما يسمح للاعبين بإعادة ضبط أنفسهم بعد خسارة صعبة أو جولة معقدة.
تحليل ما بعد مباريات كأس العالم
بمجرد انتهاء اللعبة في كأس العالم للرياضات الإلكترونية، يعيد اللاعبون شحن طاقاتهم بالطعام أو قيلولة سريعة قبل بدء مرحلة تحليل ما بعد المباراة.
هذا هو المكان الذي يثبت فيه المحللون قيمتهم الكبيرة. عادةً، يعملون خلف الكواليس لتقييم اللعبة السابقة، وتحديد ما حدث بشكل خاطئ أو أي استراتيجيات تم عملها بشكل جيد. ويتم تقديم الملاحظات للمدرب وأعضاء الفريق، مع تقديم اقتراحات حول كيفية تحسين الأداء.
يكون من واجب المدرب العمل جنبًا إلى جنب مع اللاعبين لتنفيذ هذه الملاحظات، وضبط الاستراتيجيات القائمة والأدوار الفردية، إذا لزم الأمر.
بالنسبة للكثيرين، قد تبدو كأس العالم للرياضات الإلكترونية وكأنه مجموعات من الأفراد يتنافسون ضد بعضهم البعض. الحقيقة هي أن اللاعبين يبذلون باستمرار الوقت والجهد لتحقيق انتصارات صغيرة على منافسيهم. نتيجة لذلك، فإن اللاعبين الذين يجدون طريقة لتحقيق التوازن الفعّال بين حياتهم داخل وخارج اللعبة هم في الغالب من يصلون إلى القمة.